يعيش المئات من خريجي البكالوريوس والماجستير المقبولين ضمن برنامج "وظيفتك بعثتك" التابع لوزارة التعليم معاناة كبيرة؛ ذلك بعد رفض عدد من الجهات الحكومية قبولهم وابتعاثهم إلى خارج المملكة؛ لاستكمال الدراسة والعودة بالعمل لديهم، كما هي آلية البرنامج المتفق عليها والمعتمدة من وزير التعليم السابق، دون معرفة الأسباب أو مصيرهم الحالي، لا سيما أن من شروط التقديم على البرنامج عدم عمل المتقدم في القطاعين. وظيفة للرجال! وقالت الخريجة سارة الغامدي: "أنا خريجة بكالوريوس أحياء دقيقة ودبلوم عالٍ في التربية، تقدمت على وظيفتك بعثتك، وقمت باختيار التخصص المطروح بالإجبار برغم عدم رغبتي فيه لكي لا يفوتني التسجيل"، مشيرة إلى أنه بعد انتظار طال أربعة أشهر يأتي الرفض؛ بسبب التقدم لوظيفة مخصصة للرجال وعلى الرغم من أنني مطابقة للشروط".
مقابلة وانتظار! وذكرت رزان الغامدي: "خريجة هندسة تصميم داخلي، وكنت أطمح في دراسة الماجستير إلا أن برنامج وظيفتك بعثتك وقف عثرة بطريقي، لا سيما أن معدلي امتياز بمرتبة الشرف، وتم ترشيحي بالمرحلة الأولى، ولكن عند البدء بالمرحلة التالية وُجّه إلى الهيئة الملكية لتقوم الهيئة بإجراء غريب وهو اختيار طلاب للمقابلة وطلاب لقائمة الانتظار، مع العلم أن الحق لكل طالب دخول المقابلة، وأنا رشحت ضمن قائمة الانتظار بعذر أن مقاعد التوظيف قليلة، والمتقدمون عدد كبير، وبعد الانتظار يتم إلغاء قبول الابتعاث بدون سبب مقنع أو إنصاف أو محني فرصة التجربة بالمقابلة، والسبب عدم وجود مقاعد، وبينت أنه بعد انتظار دام 6 أشهر يرسل إليّ عبر الإيميل من الهيئة الملكية بإنهاء القبول وطلب التقديم السنة القادمة"!
رغم استيفاء الشروط وأشارت "حنان الزهراني" قائلةً: "أنا إحدى المتضررات من برنامج الابتعاث الأخير وظيفتك وبعثتك؛ حيث تم رفضي بعد قرابة أربعة أشهر من الانتظار بعد التقديم واستيفاء جميع الشروط العامة والخاصة للبرنامج، ووجود تخصصي وهو الفيزياء، والمرحلة هي الدكتوراه، ضمن البعثات المتوفرة التابعة للجهة الوظيفية وهي الهيئة الملكية، وسبب الرفض هو أن الوظيفة مخصصة للرجال، ولم يكن هناك أي تخصيص أثناء التقديم".
ترقية البعثة! وتابعت بقولها: "أنا خريجة ماجستير في الفيزياء من أمريكا التيرم الماضي، وقبل تخرجي بشهر واحد فقط تم إلغاء نظام مهم رافق الابتعاث من بداياته، وهو ترقية البعثة لمرحلة أعلى للحاصلين على القبول والمستوفين لشروط المعدل، لا سيما معدلي عالٍ ولديّ قبول دكتوراه في الفيزياء بأمريكا، وكان من المفترض أن أبدأ الدراسة ببداية هذا التيرم، ولكن العوائق التي وضعتها الوزارة والتغييرات التي استحدثتها بنظام الابتعاث حالت دون تحقيق طموحي بإكمال دراستي ومواصلة تفوقي". رفض الفتيات وأوضحت خريجة بكالوريوس أحياء أفنان الحجاجي قائلة: "أثناء التقديم ظهرت لي مؤسسة تحلية المياه كجهة توظيف وحيدة، واضطررت لاختيارها، مع العلم أنني قمت بتحديد الجنس كأنثى عند التسجيل، وبعد انتظار دام لمدة أربعة أشهر، وضياع العديد من الفرص الوظيفية ظهرت النتيجة بالرفض؛ وذلك لأن الوظائف لتخصصي رجالية، فالخطأ الحاصل ليس مني، إنما من موقع الوزارة، والذي لم يعمل على فصل الوظائف النسائية والرجالية".
لم يأت الرد! وقال عبدالإله أحمد خريج قسم قانون من جامعة الملك عبدالعزيز: "قدّمت على الابتعاث مثل زملائي البقية، وأخذت أنتظر إلى أن ظهرت في الموقع مواعيد المقابلات الشخصية، حاولت أكثر من مرة أن أحجز موعداً ولم أستطع"، مبيناً أنه بعد فترة انتهت المواعيد، وقالوا لنا عن اختبار قدرات الجامعيين، وبالفعل اختبرت وحصلت في الاختبار على درجة عالية تجاوزت 80، وإلى الآن لنا ستة شهور، ولم يأتِ أي رد سواء بالقبول أو الرفض، مع العلم أني تركت المكتب الذي كنت أتدرب فيه تطبيقاً للشروط".
شُح القبول وبحسب مصادر مطلعة ل"سبق"، فإنه بسبب تكدس أعداد المقبولين من الوزارة قلّت الوظائف بقطاعات التوظيف، لا سيما أن الوزارة بتنسيق مع الجهات لم تكن تتوقع العدد الكبير من الطلبة المجتازين لشروط البرنامج.