بادر مدير عام تعليم منطقة تبوك الدكتور عمر بن أحمد أبو هاشم، بطلب التواصل الشخصي مع الشاب "ك. م" الذي لا يجيد القراءة والكتابة ونشرت "سبق" قصة معاناته. وقال "أبو هاشم": "سنعمل خطة تربوية لتعليمه في مكان عمله أو بيته إذا كان لا يجد الوقت، نحن - بإذن الله - نرتب ما يمحو أميته لكي يلتحق بركب التعليم".
وأثنى مدير تعليم تبوك، على دور "سبق"، في خدمة المجتمع، مقدماً شكره ل "سبق"، لجهودها في طرح المفيد والواقع؛ واصفاً "سبق"، بأنها الحاضرة دائماً.
كانت "سبق"، قد زارت، يوم السبت، المراكز الانتخابية في تبوك ومقر ثانوية البحتري بحي القادسية، وشدّها منظر شاب أنيق المظهر؛ لكنه يبدو حائراً في أمرٍ ما؛ ما دعاها إلى الاقتراب منه للمساعدة، فقال: "ممكن تساعدوني لاستخراج اسمي ورقمي من الكشف؛ لأنني (أمي) لا أجيد القراءة والكتابة"؛ حيث قدمت "سبق" له المساعدة ورافقته حتى دخل صالة الاقتراع، وواجهته المشكلة نفسها حتى قام بمساعدته أحد الموظفين وحدّد له مكان وضع العلامة للمرشح الذي اختاره.
وأكّد الشاب - رفض ذكر اسمه - أن عمره 33عاماً، وقال: "منذ صغري نشبت خلافات أسرية بين أبي وأمي، خصوصاً بعد زواج أبي من امرأة أخرى، وبعدها انفصلا وتخلى عنا والدي وأصبحنا أنا وأشقائي الأربعة وشقيقاتي الثلاث نعاني متاعب الحياة مع أمي التي كانت ضعيفة الحال والحيلة.
وتابع: "أبي بتخليه عنّا - سامحه الله - هو سبب جهلي وعدم إلحاقي بالمدرسة، فاضطررت إلى العمل منذ طفولتي لمساعدة أمي وذهب عمري دون دراسة ولكنني سعيد لأن جميع أشقائي وشقيقاتي أكملوا تعليمهم والآن بعضهم توظف ولله الحمد".
وأوضح: "بإذن الله سأكمل تعليمي بأقرب فرصة ولكنني حالياً لا أجد الوقت الكافي للالتحاق بمدارس تعليم الكبار لأنني أعمل حارس أمن في قطاع خاص وأعمل على فترتين في اليوم لأتمكن من سد احتياجاتي الأسرية، فأنا؛ فضلاً عن كوني العائل لأشقائي، متزوج ولله الحمد".
وعن معاناته، قال ل "سبق": "هي فعلاً معاناة فأنا أضطر إلى سؤال الناس أن يساعدوني أن يكتبوا أو يقرؤوا لي في كل مكان في العمل والبنك والشارع وعند مراجعة الدوائر الحكومية، بل إنني حرمت الاستمتاع بالأجهزة الذكية بسبب عدم معرفتي بالقراءة والكتابة وغالباً أستخدم المحادثات الصوتية في التواصل مع الأصدقاء.
وأكّد أن أمنيته أن يحفظ القرآن الكريم ويستطيع أن يتلوه، وقال: "يشهد الله أنني أتحسر وأبكي عندما أمسك المصحف ولا أستطيع القراءة، حفظت الفاتحة وبعض السور القصيرة عن طريق التلقين في حلقة القرآن الكريم بالجامع، وطموحي وظيفة حكومية تكون أماناً لي - بعد الله - وتُسهم في إيجاد الوقت لي بأن أتعلم وأمسح هذه الأمية من قاموس حياتي".
واختتم: "الحقيقة أرى أنها مهمة ودور المرشحين مهم في نقل مطالب المواطنين؛ لذلك حرصت على الحضور وترشيح مَن أرى أنه يستحق أن يمثلني".