أكد مختص في علاج الإدمان أن الجرعة الأولى من مادة "الشبو" والتي تعتبر من أقوى المخدرات والمؤثرات العقلية، تكفي لإدخال المتعاطي في حالة هلوسة "سمعية وبصرية" قوية تجعله أقرب للذهول والانفصال عن الواقع، وقد يستمر مفعول الجرعة الواحدة لشهر كامل. وقال المدرب الدولي في علاج الإدمان، الدكتور تركي حسن أبو العلا، إن ظاهرة تعاطي المخدرات التي تهدد الحياة البشرية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من سياسة العالم، فعلى الرغم من تضافر الجهود المحلية والدولية للقضاء عليها من خلال المؤتمرات والندوات العالمية وتطوير وسائل وأساليب علاجية جديدة، إلا أن ظهور وانتشار مادة جديدة من المخدرات (كمادة الشبو) تكاد تحبط الخطط الإستراتيجية الوقائية منها والعلاجية التي تم التخطيط لها خلال السنوات الماضية.
وأشار "أبو العلا" إلى أن "مادة الشبو التي تعتبر من أقوى المخدرات والمؤثرات العقلية، ليس بسبب أن الجرعة الأولى منها "مشيب الشباب"، تكفى لإدخال المتعاطي في حالة هلوسة (سمعية وبصرية) قوية تجعله أقرب للذهول والانفصال عن الواقع، وقد يستمر مفعول الجرعة الواحدة لشهر كامل، ولكن لأن الجرعة الأولى منها تعتبر هي البداية الفعلية لرحلة الموت، فسرعة الإدمان عليه وقوته وآثاره الصحية والنفسية والاجتماعية تجعله المخدر "القاتل المحترف" في عالم المخدرات".
وأضاف أن بعض الدراسات أكدت أن تعاطي مادة الشبو قد يتسبب في إتلاف 50% من خلايا الدماغ، كما يصاحب ذلك آثار جسدية جسيمة كفقدان الشهية، وفرط الحركة، وتوسع الحدقة، والعرق الغزير، وجفاف الفم، والجلطات القلبية، والشيخوخة المبكرة.
وبين الدكتور تركي حسن أن الآثار النفسية التي تنتج عن إدمان هذه المادة تتمثل في القلق، واليقظة، واضطراب التركيز، وزيادة الطاقة، وزيادة تقدير الذات، والثقة الزائدة بالنفس، والتهيج، والعدوانية، ولا يخلو مخدر من خلق الخلافات والعنف الأسري واختلال الحياة الاجتماعية، وعدم التكيف مع الحياة اليومية بالشكل السليم، حيث لو تمعن الشخص في ملامح صور متعاطيها لوجد فعلاً أثر المادة المدمر على الصحة، وعلى تغير ملامح الشخصية والشباب في فترة قصيرة.
وأردف أنه وبالرغم من أن الخطط الإستراتيجية الشاملة للمملكة العربية السعودية في مكافحة المخدرات تجعلها من أكثر دول العالم قوة وإصراراً على محاربة ظاهرة تعاطي المخدرات، إلا أن شر الحاقدين وحقد الكائدين يقف لشباب الوطن بالمرصاد.
وأكد الدكتور تركي أبو العلا إلى أنه لابد من تعاون وتضافر جهود المواطنين والأجهزة الأهلية والحكومية في رفع مستوى التوعية لدى الشباب وأسرهم وذلك من خلال الندوات والحملات التطوعية في المدارس والجامعات والأجهزة الحكومية والأهلية من قبل مرشدي التعافي والأكاديميين والمتخصصين والمدربين، بالإضافة إلى حث المراكز البحثية والاستشارية على دعم البحوث العلمية المتخصصة في هذا المجال لإيجاد طرق وأساليب حديثة قد تساهم يوماً ما في القضاء على مشكلة المخدرات وانتشارها بين الشباب.