قدمت الوفود المشاركة في الدورة الرابعة لمعرض ومؤتمر المشاريع الكبرى السعودي، آخر المستجدات وأبرز الإنجازات، كما تطرقوا للرؤى الواسعة التي تركزت على قطاع مشاريع البنية التحتية العملاقة على المستوى المحلي، والتي تقدر قيمتها بأربعة تريليونات ريال سعودي. وبمشاركة أكثر من 100 شخص شهدوا اليوم الافتتاحي المخصص للاستدامة، بحضور الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود، ألقى مدير الطاقة في وكالة "دي إن في جي إل" DNV GL في الشرق الأوسط، محمد عاطف، كلمة افتتاحية، كما ناقش المدير التنفيذي لبرامج الاستدامة في مجلس النظم الدولية ديفيد وولز تطورات المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، وانعقدت لجنة محورية شاركت بها أطراف ذات صلة أشرف عليها فيصل الفضل، وكانت واحدة من بين 11 جلسة أخرى عقدت خلال اليوم نفسه.
وفي إطار عرضه للتحديات الحالية التي تواجهها وكالة "دي إن في جي إل"، خاصة وأن هذه الشركة تجري حالياً دراسة حول استهلاك الطاقة تعدّ الأكثر شمولاً حتى الآن في الشرق الأوسط، قال السيد عاطف: "نبحث في جميع عناصر العرض، وهذا يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة إلينا، كما نستخدم تقنيات التعلم الآلي لوضع نماذج النظم وتحقيق أقصى قدر من الكفاءة. وعن طريق استخدام تحليل البيانات والمعلومات من العدادات الذكية والشبكات الذكية، يمكن للمرافق أن توفر مئات الملايين من الدولارات، ويعتبر هذا مجرد نموذج على قوة التقنيات الحديثة".
ومن بين النقاط الرئيسة لدورة العام 2015 من المؤتمر مناقشة آلية دمج الإجراءات المستدامة التي تمتاز بكفاءة استهلاك الطاقة في بناء المشاريع العملاق في جميع أنحاء المملكة، وذلك بما يتماشى مع رؤية الحكومة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.
وقال رئيس مبادرة التعليم في المنتدى السعودي للأبنية الخضراء الدكتور محمد السيرف: "يجب علينا تثقيف الجمهور، وهذا هو الهدف الأكثر أهمية. إننا بحاجة إلى إدخال القوانين الجديدة التي لا ينبغي أن يكون تطبيقها اختيارياً، في الوقت الذي يتعين علينا فيه تطبيق المعايير الاجتماعية والثقافية المألوفة للمواطنين السعوديين من أجل حماية البيئة، وهذا يشمل تصميم المشاريع السكنية وحتى الأحياء والمجتمعات".
ومع وجود أكثر من 400 مشروع في المملكة مسجلة في الوقت الراهن، أو تخضع للتسجيل للحصول على شهادة الأبنية الخضراء، قال المدير التنفيذي للاستدامة في المعهد الأخضر "بيوبلا" هاشم أبو القاسم: "يجب على البلديات أن تنظر في تقديم الحوافز لمطوري المباني الخضراء؛ لأن خطوة من هذا النوع ستسهم في دعم اعتماد وتبني المباني الخضراء".
كما أعلن ممثل المجلس الأميركي للأبنية الخضراء والعضو المنتدب للتقنيات الخضراء ماريو سنيفراتن، عن أول منزل يحمل شهادة الاعتماد البلاتينية من "ليد" LEED على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وهو بيت الابتكار التابع للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وذلك في وادي الرياض للتقنية.
وقال سنيفراتن: "النظم المعتمدة تضمن تطوير أبنية قادرة على توفير الطاقة بنسبة تتراوح من 15 - 20 في المئة. لكن إذا قمنا بذلك طواعية، يمكنك تحقيق نسبة قدرها 60 في المئة وحتى 100 بالمئة في وفورات الطاقة. إن المباني الخضراء تحقق أفضل النتائج المرجوة إذا تمكن الناس من فهمها، علماً بأن الصناعة تفهمها وتقوم بتطبيقها بشكل طوعي".
وسوف تغطي الجلسات الأخرى طوال فترة انعقاد المؤتمر برامج التمويل للمشاريع العملاقة، وأهمية علاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب الكثير من دراسات الحالة للبنية التحتية، بما في ذلك برنامج توسعة مطار الرياض، ومشروع مترو جدة، والهيئة العامة لتطوير مترو المدينةالمنورة، حيث تركز جميعها على الجهود المبذولة لإنشاء المشاريع المستدامة التي تمتاز بكفاءة استخدام الطاقة.
ويتم تنظيم هذا المؤتمر من قبل شركة "ميد" العلامة الشهيرة في مجال إدارة الإعلام والمصدر الموثوق للأخبار، ويرأسه المهندس فيصل الفضل، أمين المنتدى السعودي للأبنية الخضراء.