أشار الإعلامي قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الشرق إلى أن ما تثيره الدراما السعودية من قضايا اجتماعية أو فكرية أو اقتصادية عبر المسلسلات التي تُعرض في رمضان غير مؤثرة في المجتمع، وأفكارها قديمة على الرغم مما يدعيه البعض. وقال الغامدي في تصريح خاص إلى "سبق": إن مصطلح المجتمع بالنسبة لي مصطلح لا يمكن تحديده بدقة؛ لذا لا أرى التأثير الذي يُتوقَّع من الدراما السعودية في فئات المجتمع، على الرغم من كثرة المسلسلات والبرامج المحلية وما يطرح فيها من قضايا تثير آراء عدة، وأعتقد أن المهم في الأمر هو مدى استجابة الجهات المعنية لما يُطرح من قضايا درامية تتطلب اتخاذ قرارات ووضع أنظمة واضحة. ويرى الغامدي أن استجابة الجهات الرسمية التي بيدها الحل والربط ضعيفة تجاه ما يُطرح في المسلسلات الدرامية، والدليل هو تكرار معظم الأفكار منذ سنين دون علاج واضح لها، "وخذ على سبيل المثال (طاش ما طاش) و(سكتم بكتم) وغيرهما من المسلسلات السعودية، التي رغم ما تطرحه من قضايا عجزت عن تشكيل وتكوين رأي عام جديد في طرحها؛ لأنها تعيد الأفكار ذاتها بصيغ جديدة". وبحسب قينان الغامدي فإن هذا الضعف في الاستجابة يعود إلى أن بعض التوجهات الفكرية تحتاج إلى زمن ووقت وإلحاح ومتابعة مع تضافر الجهود من مختلف وسائل الإعلام المحلية لكي يحدث التغيير، وليس مجرد عرض حلقة واحدة في مسلسل والتعرض لأحداث متنوعة لفترة معينة. ويضيف الغامدي بأن القول بقدرة الدراما السعودية على قيادة رأي محدَّد تجاه قضية معينة ليس دقيقاً؛ "فالفنون والدراما لدينا تؤخذ في جانبها المسلي والترفيه؛ لذلك لا تترك أثراً في الرأي العام رغم أنها تنبِّه لموقف تجاه قضايا معينة". ويؤكد الغامدي أن الممثلين السعوديين مبدعون وكبار جداً وناضجون وعلى وزن نجوم مصر وسوريا، لكن المشكلة تكمن في ضَعْف الكُتّاب الذين يصنعون الأفكار والسيناريوهات اللازمة للدراما؛ لذا فالنجوم البارعون والقادرون لا يكفون لصناعة دراما قوية ومؤثرة في المجتمع بشكل إيجابي تجاه قضايا يعانيها المجتمع. ويطالب قينان الغامدي القائمين على المسلسلات السعودية بعدم تكرار أنفسهم والدوران في إطار الأفكار القديمة والمعالجة القديمة مهما وُضِعت في إطارات جديدة.