"جيناك" له من اسمه نصيب.. هذا ما أطلقة أصحاب المحال الواقعة بجانبه وزبائنه بعد حادثة الارتطام ب"الشرائع"، التي شهدها مساء البارحة، وراح ضحيتها شخصان، وأُصيب آخرون بمخطط 3 بالشرائع، وأثارت مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين عن سلامة العاملَين اللذين ظهرا في المقطع الأخير. كما كشف فيديو جديد، حصلت عليه سبق، بعدسة كاميرا داخل المصنع، حجم الحادث من الداخل وهو يقذف بعاملين من شدة السرعة المتهورة.
"سبق" وقفت ميدانياً على موقع الحادثة، وحمدت الله على سلامة المصابين، وسألت الرحمة للمتوفين.
وسرد العمال القصة التي لم تخلُ تفاصيلها من المواقف البطولية والمحزنة في الوقت نقسه. والتقت "سبق" بعض العاملين بالمحال، وأخذت انطباعاتهم عن الحادثة. بداية قال عبدالمجيد البير، أحد عمال الحلويات من الجنسية اليمنية، إنه بينما كان زميله "نسيم" يقوم بحلاقة أحد المواطنين في الجهة اليسرى من محل الحلاق كان هناك شخصان من الجنسية الباكستانية في جهة الانتظار على يمين المحل. وفي نحو الساعة الخامسة من مساء أمس لم يتوقعوا قدوم تلك المركبة من نوع يوكن بأقصى سرعتها، وهي تتجاوز الرصيف، وتنطلق كالصاروخ لتأخذ في طريقها العاملَين، وتمزق جسدَيهما، وتدهسهما تحتها؛ ليلقيا مصرعهما تحت عجلاتها. وأضاف بأن "المركبة استمرت بالتقدم، وحطمت الجدار الفاصل بيننا وبين الحلاق، وكنت لحظتها أنا وزميلي مصطفى الشعراني داخل المحل كما ظهر ذلك في مقطع الفيديو، وكنا نتجاذب أطراف الحديث عن توقيت إخراج المعجنات من الأفران".
وتابع: بعدها سمعنا دوي انفجار، وتناثر الطوب، وغطت سحابة من الدخان والغبار المحل، وقذفتني المركبة مع الديكور والطوب، وسقطت بجانب المركبة تحت آلية المعجنات، وأفقت من هول الصدمة، وبدأت أبحث عن زميلي، واطمأننت عليه بأنه على قيد الحياة.
وأردف: توجهت بعدها مباشرة إلى أنابيب الغاز وصنابير الوقود، وأغلقتها؛ حتى لا تقع كارثة. والحمد لله أني نجحت في ذلك رغم تعرضي لعدد من الإصابات والكدمات، والحمد لله كُتب لنا عمر جديد.
وقال مصطفى، وهو الشخص الذي لم يظهر في مقطع الفيديو، وقد اختفى تحت عجلات المركبة وأنقاص المحل: إنه بعد وقوع الحادث، وفي لمح البصر، لم أدرك إلا وأنا بين إحدى آليات المعجنات وعجلات المركبة، وأفقت من هول الصدمة، وانطلقنا للاطمئنان على السائق، ووجدنا الباب الخلفي للمركبة مفتوحاً، ولا أثر للسائق بداخلها، وبعد ذلك تبين وجود شخصين مدهوسين من ناتج الحادث، وتولت فرق الدفاع المدني والهلال إخراج المصابين، ونقلت شرشورة الأمانة جثتي المتوفيَين.
ومن جانبه، ناشد محمد الحارثي، صاحب محل المعجنات، الجهات المعنية وضع حواجز تقي من طيش الشباب المتهور، الذي لا يبالي بالقيادة المخالفة، خاصة مع إهمال أولياء الأمور بترك أبنائهم دون مراقبة. كما طالب الجهات الأمنية بتكثيف الدوريات الأمنية؛ إذ إن المحل تعرض لسرقات عدة؛ الأمر الذي حدا بي لتركيب كاميرات أمنية؛ حتى أتعرف على من يحاولون السرقة.
وأوضح الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة المهندس العقيد فوزي الأنصاري أن التحقيقات جارية في ملابسات الحادث، وستُعرض كامل أوراق الحادث على قاضي الأحداث للبت في ملف القضية.