أكدت الجهات المشاركة في تنظيم فعاليات برنامج "تبيان للحوار ووقاية الشباب من الفكر المتطرف"، تقديم نحو 52 مبادرة من المشاركين والمشاركات في البرنامج من طلبة وطالبات الجامعات السعودية. وبينت أن المبادرات المقدمة في البرنامج الذي نظمته أخيرًا جامعة "طيبة" بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والمنبثق من مشروع سفراء الوسطية الذي أطلقه سابقًا المركز، تتمحور حول مواضيع تعزيز وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ومحاربة مظاهر التطرف والعنف في أوساط الجامعات.
وتأتي مشاركة مركز "الحوار الوطني" في برنامج "تبيان" تأكيدًا لدوره في تفعيل اتفاقيات التفاهم والتعاون بين المركز ومؤسسات صناعة الفكر في المجتمع والمنظمات الوطنية.
وأوضحت أن "تبيان" الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، شارك فيه نخبة من المدربين والمدربات، إضافة إلى طلاب وطالبات يمثلون 20 جامعة سعودية حضروا للمشاركة في برامج ودورات تدريبية تكرس الوسطية ونشر مفهوم التوسط والاعتدال بينهم.
وكان مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع قد أكد خلال البرنامج أهمية التوسط والحب لهذا الوطن، مشيرًا إلى "أن ديننا دين الوسط ونبذ الغلو والتطرف"، داعيًا الشباب من الجنسين لتبني مبادرات لتعزيز قيم الوسطية ومحاربة التطرف، مضيفًا أن مثل هذه المهمة "أصبحت فرض عين على كل غيور على دينه ووطنه في هذا المنعطف الخطر للوقت الراهن".
وذكر "المزروع" أن الجامعة تتبنى سلسلة برامج لتعزيز الفكر الوسطي ونبذ التطرف ومنها مشروع "تبيان" بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
وأوضح نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الدكتور فهد بن سلطان السلطان من جهته، أن هذه المشاركة تأتي تأكيدًا لدور المركز في تفعيل هذا النوع من مذكرات التفاهم التي يوقعها مع الجهات الأخرى، مضيفًا أن مذكرة التفاهم التي وقعت بين المركز وجامعة طيبة تتضمن برامج عمل متنوعة من أجل تحقيق وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في فكر الشباب.
وأضاف أن الكثير من الفعاليات كالبرامج التدريبية لتعزيز قيم ومفهوم الوسطية على مختلف الأصعدة لطلاب ومنسوبي الجامعة، وشملت الحوار الرياضي، والحوار الحضاري، والحوار من أجل السلام، إضافة إلى صياغة مبادرات لتعزيز قيم الوسطية في فكر الشباب.
وأكد "السلطان" أهمية الوسطية والاعتدال والبعد عن التشدد، وأن ذلك من مكتسبات الوطن ومن ضروريات الوحدة الوطنية، مبينًا أن المركز، عبر مثل هذه الفعاليات، يتبنى أساليب مواجهة وقائية تقوم على الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والجامعات ومؤسسات صناعة الفكر من أجل مواجهة ظواهر كالتشدد والتطرف وترويجهما في أوساط الشباب وغيرها من المشكلات والقضايا التي تهدد استقرار المجتمع.
وبيّن أن الشراكة التي عقدها المركز مع جامعة طيبة تعد نموذجًا رائدًا للتعاون، وواحدة من أهم الشراكات التي تعمل على خدمة وتمكين الفكر الوسطي في أوساط الشباب، حيث تهدف الشراكات مع مؤسسات المجتمع المختلفة إلى تعزيز قنوات ووسائل الاتصال الفكري وتكريس الوحدة الوطنية.
وكانت أولى ورش العمل التدريبية ضمن برنامج "تبيان" عن "التعصب الرياضي"، كما شَمِلَ برنامج الورش التدريبية لليوم الثاني ورشة عمل حول "الحوار الحضاري" قدّمها للطلاب المشرف على فريق برنامج "سفراء الوسطية" الدكتور محمد السيد، وللطالبات المدربة في المركز فاطمة القحطاني.
وتهدف الورشة إلى تعزيز الحوار الحضاري، وفهم أسس وعملية الحوار والمشاركة فيها واستثمارها، بما يعود على الفرد والمجتمع والوطن بالخير، واستعمالها كوسيلة للتعرف على الآخر وتعريفه بنا وبحضارتنا وديننا، حيث انقسمت الورش التي حضرها عددٌ من الطلاب والطالبات من جميع الجامعات السعودية إلى ثلاث وحدات، فيما قدم المدرب سلطان المسعري للطلاب، والمدربة شادية عمار للطالبات، دورة بعنوان "الحوار من أجل السلام."
ونفذ المركز خلال مشاركته في البرنامج تسعة برامج تدريبية على مدى ثلاثة أيام، وبلغ عدد المستفيدين منها (200) طالب و(101) طالبة من مختلف جامعات المملكة وعدد من مدارس منطقة المدينةالمنورة، حيث بلغ عدد الجامعات المشاركة (20) جامعة حكومية وأهلية من مختلف مناطق المملكة، وبلغت ساعات التدريب (50) ساعة تدريبية وثلاث ساعات ورش عمل لصياغة المبادرات، كما بلغ عدد المبادرات المقترحة من قِبل الشباب من الجنسين أكثر من (52) مبادرة لتعزيز قيم الوسطية.
يُذكر أنه تم خلال فعاليات برنامج الوسطية صياغة (52) مبادرة من قِبل الشباب من الجنسين في ورش عمل متخصصة تهدف إلى تعزيز مفهوم الوسطية والاعتدال، وسيتم تلخيص المبادرات وتحكيمها وتعميم المتميز منها لتطبيقها في الجامعات.