نظمت جامعة طيبة اليوم بقاعة المؤتمرات الكبرى؛ محاضرة لسماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء "الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ" بعنوان: "الهدي النبوي في التعامل مع المخالفين"، ورحب معالي مدير جامعة طيبة "الدكتور عدنان بن عبد الله المزروع" في بدايتها بسماحته في رحاب جامعة طيبة، مؤكداً أن جميع منسوبي الجامعة وطلابها متشوقون للقاء سماحته والاستماع إلى حديثه. وبدأ سماحته المحاضرة متحدثاً عن سماحة أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبأنه أحسن الناس أخلاقاً كما وصفه الله في كتابه بقوله: {وإنك لعلى خلق عظيم}، فكان صلى الله عليه وسلم حسن الخلق وأرحم الخلق بالخلق؛ حيث كان خلقه عليه الصلاة والسلام في تعامله مع المخالفين الرحمة والرأفة واللين.
وأوضح سماحته أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحاور الجاهل والعاصي لكي يقنعهم؛ حيث جاءه شاب من الشباب يحاوره في الزنا وهو محرم، فحاوره كي يقنعه بحرمة الزنا، كما بين في حديثه عن طريقة الحوار مع المخالف الإسلامي هو أن كل مخالف في فكرنا وسلوكنا لا بد من مجادلته ومحاورته، وإن كان صاحب بدعة أو ضلالة فعلينا بنصحه وإرشاده.
وأضاف: فنحن في زمن يتكالب الأعداء علينا من كل حدب وصوب، وعلينا أن نقف موقف المحب الذي يحق الحق ويبطل الباطل بالأدلة الشرعية القولية والعملية؛ لكي نستطع بتوفيق من الله أن نحق الحق ونزهق الباطل، {قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا}.
وأشار مفتي المملكة إلى أن الإسلام الحقيقي هو الذي يحقن الدماء والأموال والأعراض والعقود، وهو الذي ينشر العدل بالأرض؛ يقول الله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، فلا بد من جدالهم بالحسنى والموعظة الحسنة التي تذكرهم بالإسلام وتعاليمه، مبيناً أن هناك بعض المواقع التي تحارب العقيدة والمبادئ والإسلام، ويجب هنا أن نكشف الشبهات والضلالات عن طريق النصح والإرشاد والوعظ وإقامة الندوات.
وشدد سماحته في حديثه على البدء في النفس والتحذير من الأعداء والأفكار السيئة والباطل والأفكار الشنيعة، وعلى تجنب كل الفتن والشبهات والتمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وفي ختام حديثه تحدث سماحته عن الأمن والأمان في بلاد الحرمين الشريفين في ظل حرص خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبد العزيز"- حفظه الله- على اجتثاث الأفكار الضالة والتصدي لأعداء الإسلام والمسلمين بكل حزم، وخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين والمواطنين والعمل على راحتهم.