تطور شغف تربية الحيونات لديه من هواية إلى عمل تطوعي نبيل، يهدف لإنقاذ بعض الحيونات الصغيرة والمريضة والمصابة بالحوادث في شوارع الرياض ومعالجتها، حتى أصبح منزله ملجأً لأنواع مختلفة من هذه الحيونات، فطُرد من 5 شقق، وهو ما جعله يستأجر استراحة خاصة للإيواء والرعاية بمبلغ 35 ألف ريال بالسنة، لتكون ملجأ حقيقياً لها.. هذا ما فعله أحد المقيمين العرب في الرياض. قبل 15 عاماً وحكى الشاب "زاهر" الذي يعمل ويقيم بالرياض ل"سبق" قصته الطويلة مع هذا العمل التطوعي، والذي بدأ كهواية حتى أصبح حلماً على أرض الواقع، يقول: "بدايتي كانت منذ الصغر وقبل نحو 15 سنة من خلال عشقي وشغفي لتربية الحيوانات والحرص دائماً على مساعدتهم، حتى بدأ اهتمامي يزيد بعد أن وجدت قطة صغيرة ضائعة، تعاني الجوع الشديد، حينها رحمتها وقمت بالعناية بها حتى كبرت، بعدها أصبحت كلما أشاهد حيواناً مريضاً أو مصاباً في شوارع الرياض أو أجده في محالّ بيع الحيوانات أو سوق الحمام، أقوم بنقله إما للعلاج في العيادات البيطرية أو للرعاية بالمنزل".
طُرد من 5 شقق! وعن أبرز المواقف التي تعرض لها، يقول: "تطوّر الأمر معي تدريجياً، ووصل لإنقاذ الحيوانات المريضة أو التي تعرّضت لحادث سير، وامتد لإنقاذ القطط أو الكلاب العالقة بمنتصف الطرق السريعة، فكنت أنزل من أعلى السلالم الموضوعة فوق الجسور، وأحاول التقاطها من خلال وضع المصايد أو من خلال التقاطها يدوياً، وهذا جعل حالات الإنقاذ تتزايد، وأصبح منزلي ملجأ لقطط ما بين المريض الذي يتلقى العلاج، أو حالات الإعاقات المتعددة، وهذا ما كلّفني الطرد خمس مرات من الشقق التي أسكن فيها بالإيجار".
غرفة للأمهات وبيّن: "كانت علّة أصحاب المباني لطردي كثرة الحيوانات وإزعاجها للسكان"، مبيناً أن مستوى النظافة لديه كان عالياً، حيث توزيع الشقة منظم، ومخصص غرفة للأمهات مع أطفالها، وأخرى للقطط الصغيرة، وأخرى فيها المريضة والمحتاجة للمتابعة والعلاج، وأخيراً هناك غرفة لذوي الاحتياجات الخاصة.
عصفور ب 200 ريال! وعن المواقف التي لن ينساها، يتذكر "زاهر" قصته من أحد العاملين بسوق الحمام فيقول: "بعد أن أصبحت شخصية معروفة في أسواق بيع الطيور والحيوانات عن مشروعي التطوعي لإنقاذ الحيوانات، دخلت بالصدفة لأحد محالّ بيع الطيور؛ حيث كان عامل يمسك في يديه عصفوراً صغيراً لا يستطيع أن يطير، ويقف به عند باب صندوق مغلق بداخله ثعبان كبير، وعندما شاهدني وضع العصفور فوق الصندوق والثعبان يحاول التقاطه، فشدني المنظر".
واستكمل: "اتجهت فوراً للعصفور وأخذته بيدي، وقلت: "ماذا تريد أن تفعل به؟"، فقال: "أريد أن أطعم الثعبان"، فقلت: "ألا ترحم هذا الصغير المسكين، وتطعم ثعبانك بالبيض؟"، فقال إنه أشتراه له، فقلت: وأنا أريد أن أشتريه منك بالمبلغ الذي تريد؟ فذُهل وفكر قليلاً، وطلب بيعه ب 200 ريال، فوافقت على الفور ودفعت المبلغ وأخذت العصفور معي، وغادرت المحل وهو غير مصدّق، وعندما وصلت إلى سيارتي لحق بي وقال: خذ فلوسك والعصفور هدية أيضاً، وبدأ يعتذر على موقفه ورفضت، لكني طلبت ألا يطعم ذلك الثعبان وغيره إلا من البيض، فوعدني بذلك، وذهبت بالعصفور لمنزلي وقمت بتربيته حتى كبر وذهب في سبيل رزقه.
حلم "الإيواء" يتحقق وزاد: "كان حلمي أن يكون هناك ملجأ ومكان إيواء خاص للحيوانات التي تحتاج لعناية ورعاية واهتمام، وبعد ما تعرضت له من عدم استقرار بالمسكن، قررت أن أحقق ذلك الحلم ويكون موقعاً بعيداً عن المساكن، وبالفعل قمت باستئجار استراحة كبيرة بمبلغ (35 ألف ريال) بالسنة الواحدة، بالإضافة للتعاقد مع مطعم بخاري شهير في الرياض؛ للاستفادة من بقايا الدجاج للاستفادة منها كطعام للحيوانات بموقع الإيواء وتوزيع الباقي على القطط المحتاجة في الشوارع، ووصل عدد ما قمت بإنقاذه من القطط إلى 70 قطة بمختلف أنواعها، وأيضاً إنقاذ 12 جرواً صغيراً وجدتهم بلا أمهات، وكذلك بعض الطيور الصغيرة والمريضة.
توثيق وتوعية وتابع "زاهر": "جميع ما أقوم به من إنقاذ وإطعام للحيوانات أوثقه عبر حسابي ب"تويتر"؛ لإضفاء الجانب التوعوي، والحدّ من سلبية التعامل مع الحيوانات، وهذا جعل الكثير من الناس يعلمون عن عشقي واهتمامي بإنقاذ الحيوانات بمدينة الرياض، ومنهم من قام بتوفير بعض الأكل والرمل والتشجيع لي.
شكراً "سبق" واختتم قائلاً: "أشكر سبق على مبادرتهم الطيبة في إبراز هذا العمل الإنساني، إلى أن يسخر الله لنا من يتبنى هذا المشروع الخيري التطوعي غير الربحي من رجال وسيدات الأعمال، والقائم على مبادئ إسلامية إنسانية جليلة تعكس القيم الأخلاقية الرحيمة والمتأصلة من تعاليم ديننا الحنيف، والتي تعطي جانباً إيجابياً طيباً عن سمعة أبناء مملكة الخير في هذه البلاد الغالية، أدام الله عليها وعلى شعبها نعمة الأمن والأمان، وحماها الله من شر وكيد الأعداء".