جدَّد المرشَّح السابق لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم القطري محمد بن همام نفي تقديمه أي رشوة أو شرائه الأصوات في إطار تحضيراته لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم التي أُجريت مطلع شهر يونيو الماضي. مؤكداً أن الاتهامات التي طالته لا يوجد عليها أي أدلة، وأنها كلها لها علاقة بالانتخابات، وليس لها علاقة بالحقيقة. مؤكداً أنه يعيش أيام حزن، ويشكو ذلك إلى المولى عز وجل. وكشف ابن همام تفاصيل القضية واتهامات تقديمه الرشوة لأعضاء الاتحاد الكاريبي قائلاً إنه زارهم في مناسبات عامة، وبعد مغادرته قُدّمت لهم هدايا عبارة عن أجهزة لاب توب ومظاريف تحتوي على 40 ألف دولار، وقيل إنها من ابن همام. وبيّن ابن همام أن المبلغ قُدّم من الاتحاد الكاريبي، وقيل إنه لدعم وتطوير الاتحادات. وأكد ابن همام خلال مقابلة مع الزميل الإعلامي يوسف سيف تحت عنوان "ابن همام.. ساعة الحقيقة"، عرضتها "الجزيرة الرياضية" مساء الجمعة، أنه لم يلتقِ أياً من الاتحادات ال25 محور القضية إلا عند تقديمه برنامجه الانتخابي، وفي المناسبات العامة. معتبراً أن ما حصل هو لعدم ديمقراطية الخصم، في إشارة لرئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر. وأضاف ابن همام قائلاً "ما حدث درس أوروبي لغير الأوروبيين، فالأوروبيون يتغنون بالديمقراطية وينادون بها، وعندما يصل الأمر إليهم يختلف الوضع". وبيّن أنه كان يسمع تعليقات خلال الانتخابات، منها أن الكرة أوروبية والأندية واللاعبين أوروبيون، لسنا في حاجة إلى واحد من الخارج، وغيرها من التعليقات. وقال ابن همام "أنا أؤكد أنني شخصياً لم أوزِّع أيضاً أي مساعدات لهذه الاتحادات". مكرراً تأكيده أن الفيفا لا يملك أي إثبات يدينه، أو أي دليل حسي لتبرير قرار إيقافه مدى الحياة، وأنه مظلوم. وقال "الشكوى لله، اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه". وأردف "الإنسان مبتلى، وبعض البلاءات من صنع الأيدي، وبعضها خارج عن الإرادة، والحمد لله على كل شيء". ووصف المرشح السابق القرار الذي صدر بحقه بأنه أقصى عقاب، "ولو كان لدى الاتحاد الدولي حق عقوبة الإعدام لأصدروه تجاهي". وتساءل ابن همام عن حقيقة الإدانة قائلاً: "في أي جريمة رشوة إذا كان هناك راش فهناك مرتشٍ، وجميعهم لا بد أن تطولهم العقوبات. أصدروا تجاهي العقوبة بتهمة الرشوة، فأين المرتشي؟ ولماذا لم يعاقَب؟!". ورداً على سؤال حول ما قاله مسؤولو هذه الاتحادات خلال التحقيقات التي أجرتها لجنة الأخلاق في الفيفا أجاب ابن همام: "لم يربط أي أحد من الذين تم التحقيق معهم بيني وبين أي رشوة أو هدية أو مساعدة قُدِّمت لهم، ولا يوجد أحد يقول إن ابن همام دفع نقوداً، أو قدّم مساعدة أو هدية. كل الموضوع أن الأمريكي تشاك بلايزر رئيس اتحاد الكونكاكاف قال إن الاتحاد الكاريبي فقير، وعلى هذا الأساس تم كل الأمر، لكننا اكتشفنا أن الأمر ليس كذلك، وأن الاتحاد الكاريبي ليس فقيراً، لكن بلايزر طلب مبلغ 250 ألف دولار منهم ولم يدفعوا له؛ لذا حصل ما حصل، لكنني أؤكد أنني ذهبت إلى الاتحاد الكاريبي ورجعت ولم أقدِّم شيئاً". ونفى ابن همام تلقيه مساعدة ودعماً من رجل الأعمال الكويتي مرزوق الغانم حسبما نشرت وسائل إعلام غربية، وقال: "أين المشكلة إذا أعطاني أو أعطيته؟ أين المشكلة إذا دعمني في الانتخابات؟ الغانم وعائلته كانوا يدعمون حكاماً ومشايخ، ولي الشرف لو أعطاني. بالمناسبة الغانم رجل أعمال، وأنا رجل أعمال، وفي حال وصول مبلغ فله تفسيرات عدة". وفي ممازحة مع مقدِّم البرنامج يوسف سيف قال ابن همام "إذا تبيّن أن الغانم أعطاني شرهة سأعطيك نصفها"! وفي ثنايا تعليقه على وضعه هذه الأيام قال "الإنسان مبتلى، ويعيش بين خير وشر، وبين فرح وحزن. وأنا الآن في أيام حزن، لكنني أتذكر الأيام الحلوة في الرياضة، وأحمد الله على القرار". مطالباً بأن لا يثني ما حدث له العرب عن محاولة الحصول على المناصب المتقدمة في المجال الرياضي، ومشيراً إلى أنهم أهل لها، وفيهم الكفاءة، ولديهم القدرة والإخلاص. وعن الإجراءات التي سيتخذها أكد أنه سيستأنف القرار، وسيتجه للمحكمة الدولية، وسيتخذ جميع الحلول المتاحة؛ كون القرار قابلاً للطعن والإلغاء. مؤكداً أن ما يهمه الآن هو تنظيف اسمه. ولم يُخفِ ابن همام الممل من الوسط الرياضي؛ حيث قال: "أنا زهقان منذ 2002، وأنا شغال في حظ غيري، والأمر لم يعد يستاهل". وعن موقفه بعد نفاذ القرار بشكل رسمي وفشل الاستئناف أشار ابن همام إلى أن الحياة لن تتوقف، وهو يمر الآن بأصعب مرحلة. وعن المنافسة على كرسي الاتحاد الآسيوي علّق ابن همام بالقول: "إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه، لم أأسف على الكرسي؛ فحسابياً سأتركه بعد 4 سنوات، والخيرة فيما اختاره الله". وحول سبب ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قال ابن همام: "بعد 42 سنة من العمل الرياضي رأيت أن الخاتمة يجب أن تكون في الفيفا؛ لأنني أجد نفسي كفؤاً لهذا المنصب، وأنني أستطيع أن أخدم اللعبة بشكل أفضل". وأشار ابن همام إلى أنه لو تابع ترشحه للانتخابات لكانت حظوظه كبيرة في الفوز. معتبراً في الوقت نفسه أن الطريق ليست ممهَّدة حين يكون الخصم هو الرئيس الجالس على الكرسي. يُذكر أن ابن همام قد أوقف من قِبل لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي لكرة القدم مدى الحياة، بدعوى دفع رشاوى خلال حملته لانتخابات رئاسة الفيفا، غير أنه استأنف الحكم الذي يُتوقَّع أن يأخذ دورة تستمر أشهراً عدة للمداولات بين المحاكم الرياضية.