عثر فريق غوث السعودي للبحث والإنقاذ على حقيبة وعصا المسن السعودي "غالب المحارب"، البالغ من العمر (53 عاماً)، الذي فُقد منذ يوم عرفة بعد نزوله بوادي الرقبة من أحد جبال الكر بالطائف في يوم عرفة قاصداً الحج. وتفصيلاً، أكد مسؤول في فريق غوث السعودي للبحث والإنقاذ تلقيه طلباً للبحث عن المفقود من منطقة الهدا. وكان آخر مرة شوهد فيها المفقود صباح يوم عرفة نازلاً من الجبل لأداء فريضة الحج، ولم يُرَ بعدها.
وقال: "حرص فريق غوث على جمع المعلومات، والتواصل مع الجهات الأمنية، والتنسيق معها حول البحث السابق ومعطياته. وبعد تنسيق فريق غوث مع الدفاع المدني تم اعتماد المهمة والتجهيز لها مع إدارة الدفاع المدني بالطائف، التي هيأت جميع الإمكانيات لنجاح المهمة لتمشيط سفوح الجبل وأوديته".
وبيّن المسؤول أن فريق غوث وصل للطائف مساء يوم الأحد الموافق 5 محرم، واتجه لموقع نزول المفقود من الجبل بقرية الحساسنة لمعاينة الموقع، ومطابقة الصور الجوية بالواقع، واعتماد الخطة الاساسية والبديلة للمهمة. وفي صباح يوم الاثنين بدأ الفريق في لبس المعدات الخاصة للنزول بالحبال، والتأكد من عمل الأجهزة اللاسلكية وأجهزة الهواتف المرتبطة بالأقمار الصناعية (الثرياء) وطائرات الريموت كنترول ذات الكاميرات، ومن ثم النزول للوادي على ثلاث مجموعات (غوث 1- غوث 2 -غوث 3)، والتوزيع على الأودية الثلاثة للجبل.
وأوضح المسؤول أن عمليات البحث استمرت حتى منتصف الليل بسبب الأجواء الماطرة والرياح الشديدة، مبيناً أن المسافة تصل إلى ثلاثين كيلومتراً، والجبل يحتوي على مخاطر عديدة، من أهمها خطر الانهيارات والصواعق أثناء الأمطار المستمرة والتضاريس الوعرة والمنحدرات الحادة والحيوانات المفترسة والزواحف السامة التي صادفها الفريق أثناء البحث. وقال: "بحمد الله، كانت النتائج إيجابية بعثور الفريق على حقيبة المفقود بمحتوياتها التي تعرَّف ذووه عليها لاحقاً، وأيضاً العصا الخاصة به، التي أهداها له صديقه قبيل نزوله من الجبل؛ ما أكد فرضية مرور المفقود بتلك المواقع، وإمكانية العثور عليه إن كان متوفَّى به".
وأضاف "حدد الفريق للمهمة مدة 8 ساعات، لكنها استغرقت يوماً كاملاً بليلته بسبب تكثيف البحث بعد العثور على المحتويات، وغروب الشمس على المنقذين، وهطول الأمطار؛ ما شكَّل صعوبة في الخروج من الوادي. وقد اشتمل فريق البحث على 20 عضواً محترفاً من غوث مقسمين على ثلاث مجموعات (الدعم والمساندة، البحث والإنقاذ والإسعاف الطبي)". ثم تم تسليم المحتويات للجهات الأمنية.
وأكد المسؤول أن الفريق علَّق إكمال البحث عن المفقود في الجبل بناء على طلب وتوجيه الجهات الأمنية، التي كان لها دورٌ إيجابي في نجاح المهمة، وعلى رأسها الدفاع المدني الشريك الاستراتيجي والداعم الأول لفريق غوث.