بعد ليلة قاسية حالكة الظلام، أثمرت عمليات البحث التي واصلها عددٌ كبيرٌ من المتطوعين من أهالي محافظة العقيق بمنطقة الباحة، العثور، صباح اليوم السبت، على المواطن الأربعيني، الذي فُقد مساء الخميس، في منطقة جبلية، عندما كان في نزهة عائلية بسد وادي ثراد؛ حيث جرى نقله للمستشفى للكشف عليه والاطمئنان على صحته. وتشير التفاصيل التى حصلت عليها "سبق"، أنه مع حلول مساء أمس الجمعة، تشبث الأهالي بآثار أقدام تم العثور عليها يتوقع أنها للمفقود، وبدأ يتوافد عديدٌ من المتطوعين، رغم برودة الأجواء ووعورة المنطقة، وانتشروا وسط الأودية وفي قمم الجبال، يحملون بأياديهم المصابيح في ظلام حالك، والكل منهم يُمني النفس بالعثور على المفقود؛ حيث تواصلت عمليات البحث عبر تشكيل فرق ثلاثية وثنائية من المتطوعين متقاربين من بعضهم بعضا، لحين بزوغ شمس اليوم السبت، الذي أتى معه الفرج، عندما تمكّن عدد من المتطوعين، من العثور على المفقود في منطقة وعرة جداً، بقي فيها منذ مساء الخميس، بعد أن تعرّض للإرهاق والبرد الشديدين.
وعلى الفور تباشر المتطوعون بخبر العثور عليه، وجرى نقله لمستشفى العقيق العام للكشف عليه والاطمئنان على صحته، في حين أكد لهم المفقود، أنه كان يرى إضاءات الباحثين عنه، ويحاول نداءهم إلا أنه لم يستطع ذلك نتيجة للتعب والإرهاق اللذين يعانيهما، فيما اكتفى برفع عصا طويلة وضع أعلاها قارورة مياه، في محاولةٍ منه لأن يراها أحد ويقوم بإنقاذه.
وكان قد أعلن فريق غوث استعداده للمشاركة، اليوم السبت، في عمليات البحث عن مفقود سد ثراد بمحافظة العقيق بالباحة، الذي فُقد مساء أمس الأول الخميس بعد رحلة نزهةٍ مع عائلته قرب السد.
وقال قائد ومؤسِّس فريق غوث منصور العاطفي، ل "سبق": "نعلن جاهزية الفريق حتى الآن بأكثر من 20 عضواً بسياراتهم ذات الدفع الرباعي، ومعدات الإنقاذ ومعدات الغوص، وعدد 3 طائرات شراعية".
وبيّن "العاطفي"، أنه سيتم الانطلاق فجر اليوم للبحث عن المفقود، مشيراً إلى أن جميع أعضاء فريق غوث في جميع المناطق على جاهزية عالية لمساندة المهمة في حال طلبهم.
وكانت "سبق" قد نشرت، مساء أمس الجمعة، تفاصيل فقدان مواطن في الأربعينيات من عمره، عندما كان في رحلة نزهة برفقة عائلته ووالده؛ إذ تعرضت مركبتهم للعطل، واستنجد المواطن بشقيقه الذي حضر للموقع، وحاولا إصلاحها، إلا أنه تعذر ذلك؛ ما حدا بالشقيقين لمغادرة الموقع للالتفاف حول جبلٍ مُحاذٍ لمحاولة دفع السيارة من الخلف، وفي أثناء ذلك تعطلت مركبتهما الأخرى؛ ما جعل شقيقه يترجل للعودة إلى موقع أسرته التي تبعد عنهما قرابة (5) كيلو مترات للاطمئنان عليهم، فيما تولى شقيقه إصلاح مركبته، ومن ثم اللحاق به، ليُفاجأ عند وصوله لمركبة الأسرة المتعطلة بأن شقيقه لم يحضر إليهم؛ فقام بإبلاغ الجهات الأمنية بالمنطقة.