أكد الأمين العام لشبكة نماء اليمنية للمنظمات الأهلية المهندس فؤاد سعيد أن المملكة العربية السعودية تتقدم بمكوناتها المختلفة الرسمية وغير الرسمية لإنقاذ الشعب اليمني من تداعيات الحرب القائمة على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث إنها تحملت إلى الآن العبء الأكبر في حملات الإغاثة الإنسانية لليمنيين. وأضاف خلال زيارته لمقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جدة؛ لبحث سبل التعاون والتنسيق مع الندوة العالمية في تسهيل عمليات الإغاثة: أن الموقف التاريخي وإلانساني لن ينساه اليمنيون في ظل غياب شبه كامل للمنظمات الدولية التي لم تقدم شيئاً يرتقي إلى مستوى الاحتياجات الإنسانية الكبيرة والمتزايدة منذ بداية انهيار الأوضاع في اليمن في مختلف الجوانب، في حين تحركت المنظمات الخيرية السعودية، وعلى رأسها الندوة العالمية للشباب الإسلامي لتقديم المساعدات العاجلة لإغاثة المنكوبين والنازحين، والتي تجاوزت قيمة مشاريعها الإغاثية المشتركة مع شبكة نماء فقط أكثر من 5 ملايين ريال سعودي، في عمليات إغاثية استفاد منها مليون و500.000 شخص، ووصلنا في السقيا والإيواء إلى 79.000 مستفيد من شهر مضى، ورغم كل ما يقدم إلا أنه لا يغطي الحد الأدني من الاحتياج.
وأشار إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم كل يوم بل كل دقيقة، ولا يزال القصف والحصار مستمراً على مدينة تعز، وتعاني أغلب المنظمات من المطاردات والاعتقالات المتواصلة، وهو ما يزيد من عبء الجهات الخيرية التي تتحمل مسؤولية تداعيات هذه الكارثة الإنسانية، فهناك آلاف الأسر فقدت عائلها مع تزايد أعداد القتلى والأيتام والمشردين بشكل مستمر، ولا تزال مدينتا تعز وعدن تحت القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين في البيوت والأسواق والتجمعات، ولا يهدف إلا الإضرار بحياة الناس وبث الرعب في قلوبهم.
وبيّن أن المتمردين قاموا بتجميد حسابات معظم الجمعيات الخيرية الكبرى، واقتحام مقارّ المنظمات العاملة في الإغاثة واعتقال أفرادها، ومصادرة كل مواردها وأوراقها، ورغم هذا العدوان إلا أن العمل الخيري في اليمن صمد صموداً أسطورياً والمنظمات الخيرية هي بطل الميدان الذي يغيث الناس في ظل غياب الدولة في غالب المحافظات، وهو القطاع الوحيد الذي يسعى لتلبية الاحتياجات الغذائية والإيوائية والسقيا وغيرها في مختلف المحافظات، رغم استمرار قطع الطرق واعتراض ومصادرة قوافل الإغاثة حتى لا تصل لمحتاجيها ولا تصل للمناطق الآمنة.
يُذكر أن شبكة نماء للمنظمات الأهلية قام بتأسيسها 17 منظمة خيرية أهلية منذ عام 2003م لتكون عملاً مرجعياً وجامعاً يشرف على تطوير الأداء المؤسسي لمنظمات المجتمع المدني، وفق عمل مؤسسي منضبط ووفقاً للمعايير الدولية، عبر ما تقدمه من العديد من الدورات والملتقيات التدريبية، ولديها 10 مكاتب على مستوى المحافظات اليمنية، و11 مكتباً تنسيقياً، وتضم في عضويتها 426 منظمة، ويعمل تحت مظلتها من الأعضاء وغيرهم 569 منظمة من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية.