أدان علماء القطيف والإحساء الحادث الإرهابي الذي طال الحسينية الحيدرية بسيهات مخلفاً وراءه 5 شهداء ، مقدمين تعازيهم لأهالي الشهداء، ومتمنين الشفاء العاجل للمصابين والجرحى ، بينما أكد ذوو الشهداء أن هذه العملية الأرهابية لن تزيدهم إلا إصراراً لمواجهة الإرهاب القذز وما يسعي لإحداثه من طائفية. وتفصيلا، ورد في البيان الذي وقع عليه 17 من علماء القطيف ، التأكيد على تكثيف الحضور في المجالس الحسينية رداً على من يريد تفكيك الوطن والنيل منه بضرب طائفة لا ذنب لها سوى التمسك والولاء لأهل البيت عليهم السلام، مؤكدين على واجب المشاركة في الحفاظ على الأمن، وحماية المجتمع بالتعاون مع الجهات الرسمية التي طالبوها كذلك بتكثيف تواجدها لحماية المؤمنين الآمنين.
وجاء في البيان بعد حمد الله والصلاة على خاتم الأنبياء قول علماء القطيف : "مرة أخرى تمتد يد الإجرام والإرهاب إلى ربوع وطننا الغالي ليلة الثالث من المحرم في محيط الحسينية الحيدرية بسيهات، لتسفك دماء مواطنين أبرياء مسالمين لا ذنب لهم إلا التمسك بدينهم، والولاء للنبي محمد وآله الكرام صلوات الله عليهم أجمعين ولإحيائهم ذكرى استشهاد سبط رسول الله الحسين بن علي".
وأضافوا :"إننا إذ نستنكر هذا العمل الإجرامي الفظيع نتقدم بأحرّ التعازي بالشهداء الأبرار لعوائلهم الكريمة، ونضرع إلى الله سبحانه أن يمنّ على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل".
وتابعوا : "بهذه المناسبة الأليمة نؤكد: "أولاً: إن هذا الحادث الإرهابي الأليم لن يزيد المؤمنين إلا ثباتاً وصموداً وولاءً لدينهم ووطنهم، وسيكون جوابهم العملي هو تكثيف الحضور والمشاركة في إحياء هذه الشعائر الدينية المباركة".
وواصلو بيانهم: "ثانياً: على المؤمنين أن يرفعوا من مستوى حسهم الأمني وأن يشاركوا في واجب الحفاظ على الأمن وحماية المجتمع بالتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية والأمنية".
وأكملوا ،في بيانهم،: "ثالثاً: وافر شكرنا للقوى الأمنية على ما تبذل من جهد مقدر فإننا نطالبهم ببذل المزيد من الجهد وتواجد الدوريات بكثافة أكبر لحماية المواطنين في تجمعاتهم الدينية".
وقع على البيان كل من ، السيد علي السيد ناصر السلمان ، الشيخ حسن الصفار ، الشيخ عبدالكريم الحبيل ، والسيد حسن النمر ، والشيخ محمد عبيدان ، والشيخ فوزي آل سيف ، والشيخ جعفر الربح ، والشيخ يوسف المهدي ، والشيخ غازي الشبيب ، والسيد كامل الحسن ، و الشيخ عبدالله النمر ، والشيخ محمد حسن الحبيب ، والشيخ حسن الخويلدي ، والشيخ محمد عمير ، والسيد حسن العبد الله النمر ، والشيخ عباس المازني ، والشيخ عبدالمحسن النمر".
وأكد ذوو الشهداء في حادث اطلاق النار بسيهات ، وهم بثينة العباد 22 عاما وهي طالبة في كلية الطب , ايمن العجمي 20 عاما , علي السليم , عبدالستار بوصالح , عبد الله الجاسم ان ما حدث لأبنائهم لن يزيدهم إلا قوة وصبرا وثباتا للدفاع عن الوطن وامنه محملين مسؤولية ما يحدث من اعمال تخريبية لمن يحرض على الفتنة الطائفية وأولهم الجماعات الارهابية.
وقال والد المتوفي عبدالستار ، أن ابنه ذهب ضحية فتنة طائفية قذرة لا تمت للاسلام بصله ، مؤكداً ان الارهاب لا دين له ، مبيناً أن ما حدث لن يزيدنا الا تمسكا بتقديم الواجب تجاه الوطن وامنه لحمايته وحماية شعبه.
كان وزير الصحة المهندس خالد الفالح قد تابع الحادث فور وقوعه ووجه بتقديم العلاج اللازم للمصابين والرعاية الطبية المناسبة لحالتهم ، وأكد المتحدث الرسمي لصحة الشرقية اسعد سعود أن الطواقم الطبية والاسعافات ممثلة بإدارة الطوارئ والنقل الإسعافي بصحة الشرقية باشرت عملها فور وقوع الحادث، وأعلنت حالة الاستنفار القصوى للأطقم الطبية والإسعافات المجهزة، حيث تم فرز الحالات في موقع الحادث وتقديم الخدمات العلاجية والإسعافية إضافة لمشاركة الجهات الأخرى المساندة.
وأضاف أن مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الدكتور عصام الخرساني وقف على مجريات الحادث لمتابعة توفير كافة الإمكانات لعلاج المصابين وتقديم العناية الطبية اللازمة لهم وتنفيذ خطة الطوارئ المقررة في مثل هذه الحالات
واوضح "سعود" ، أن عدد الوفيات إثر الاعتداء الإرهابي الآثم على مسجد الحيدرية في حي الكوثر بمدينة سيهات التابعة لمحافظة القطيف بلغ 5 وفيات (رحمهم الله) ، كما تم تنويم 9 حالات (6 في البرج الطبي بالدمام و 3 حالات في مستشفى القطيف المركزي ) ، فيما غادرت المستشفى 3 حالات (2 من مستشفى عنك العام /وحالة من البرج الطبي بالدمام ) بعد أن تلقوا العلاج اللازم.
ووصف مدير عام التعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس الأعمال الإجرامية والارهابية التي يمارسها أصحاب الفكر المنحرف ويذهب ضحيتها ابرياء دماءهم معصومة بالمسلسل الشيطاني الذي يتبنة نصه عقول مريضة واهمة ، مستخدمين في تقديم أدواره الجبانة من انهزمت نفوسهم وتاهت عقولهم وحارت بهم أفكارهم فكانوا بمثابة حطب يوقد حتى الرماد.
وقال: "هم أدوات مخدوعة مغشوشة بفكر ضيق يفوح من نفسه العفن والحقد والكراهية وسفك الدماء وقتل البراءة أدوات باعت دينها ووطنها وهامت بلا وعي تستبيح الانفس قتلا وتدميرا وترويعا للامنيين ، وما حدث في مسجد الحيدرية بمدينة سيهات بالأمس من قتل الأبرياء وترويع المواطنين خير شاهد على هذا النفس الذي اوغر في الصدر وتعالت منه أقصى غايات الإجرام والكراهية .
وأكد "المديرس" ، أن العمل الإرهابي الذي وقع ما هو إلا عمل إجرامي آثم , ومن قام به فقد تجرأ على أنفس معصومة لا ذنب لها وقتلت وسفكت دماء أبرياء بفضاعة قلوب لا تخاف الله.
وقال: "أسرة الإدارة العامة للتعليم في المنطقة الشرقية وكل قطاعات التعليم في المنطقة عامة تدين وتستنكر هذه الجرائم البشعة وتقف صفا واحدا مع القيادة الرشيدة حفظها الله للقضاء على هذا الفكر المنحرف والضيق وتنبذ كل دعاوى العنف والكراهية وتكون يدا واحدة تحمي هذا الوطن المعطاء" ، مضيفاً : "باسم أسرة التعليم بالمنطقة نتقدم بخالص العزاء لأسر الضحايا ونسأل الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة كما نسأل الله تعالى للمصابين الشفاء العاجل".
يُذكر أن أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف ، قد وجه مدير صحة الشرقية بتقديم الرعاية الطبية الفائقة للمصابين ، وإحالة من تستدعي حالته الصحية نقله للمراكز العلاجية المتخصصة القيام بذلك فوراً.