استمرت الاحتجاجات الفلسطينية رغم ارتفاع عدد الضحايا الذين يسقطون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية، وآخرهم مقتل أم فلسطينية حامل وطفلتها بقصف جوي على قطاع غزة، فجر اليوم الأحد، ليرتفع إجمالي عدد القتلى على أيدي القوات الإسرائيلية إلى 23 فلسطينياً وذلك منذ اندلاع ما أُطلق عليه ثورة السكاكين رداً على انتهاكات المستوطنين وقوات الاحتلال للأقصى. وبينما اتسعت رقعة المواجهات في رام الله بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، استدعت الشرطة الإسرائيلية 3 وحدات احتياط من حرس الحدود، لنشرها في الضفة الغربية بدلاً من الوحدات التي نُقلت إلى القدس.
من أدوميم لغزة في هذه الأثناء، وردت أنباء صباح الأحد عن مقتل فلسطينية بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم بعد إلقائها عبوة متفجرة أصابت أحد أفراد الشرطة.
غير أن الشرطة قالت في وقت لاحق إن الفلسطينية أصيبت بجروح خطيرة، بحسبما ذكرت شبكة سكاي نيوز عربية.
أما في قطاع غزة، فقد لقيت أم وطفلتها مصرعهما، وأصيب زوجها و3 من أبنائها إثر انهيار منزلهم في حي الزيتون بغزة، نتيجة غارة إسرائيلية شنّها طيران الاحتلال، فجر الأحد، استهدفت موقعيْن بمدينة غزة.
القبّة الحديدية ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن طائرة حربية من نوع "إف- 16" دخلت أجواء قطاع غزة بشكل مفاجئ وقصفت بصاروخين موقعيْن جنوب شرقي مدينة غزة وغربها، ما أدّى إلى تدمير أجزاءٍ من الموقعيْن وإحداث حفر عميقة واشتعال النيران في الموقعيْن المستهدفيْن.
وأفادت "سكاي نيوز" بأن الغارتين استهدفتا موقعيْن تابعيْن ل "حماس"، وذلك فيما بدا أنه رد على إطلاق مجهولين صاروخيْن، من نوع "غراد" باتجاه المستوطنات المتاخمة للقطاع، حيث سُمع دوي صفارات الإنذار، بينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تم اعتراض أحدهما فوق بلدة عسقلان بواسطة منظومة القبّة الحديدية.
أعداد القتلى ووفقا لمصادر فلسطينية فقد ارتفع عدد القتلى منذ بداية أكتوبر حتى صباح الأحد إلى 23، منهم 12 في الضفة الغربية، وأكثر من 1100 مصاب بالرصاص الحي والمطاطي.
وأمس السبت، ارتفع عدد ضحايا الذي سقطوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى 7 فلسطينيين من القدس ومخيم شعفاط والخليل وغزة، بعدما قال "مسعفون فلسطينيون إن قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلت، السبت، طفلين فلسطينيين عمرهما 12 و15 عاماً في احتجاجات عند السياج الحدودي لغزة، كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها قتلت 3 فلسطينيين في مواجهات في القدس" بحسب "وفا".
القدس تتصدّر وفي القدس، قتلت قوات الأمن الإسرائيلية فلسطينيين نفّذا عمليتَي طعن منفصلتين بحق إسرائيليين وجنود من قوات الأمن الخاصة.. وكانت آخر عمليات الطعن قد وقعت في باب العمود بالقدس، وأصيب فيها شرطيان إسرائيليان.
وقُتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال مواجهات وقعت في بلدة أمر شمالي مدينة الخليل، كما أكّد قيام مجموعة من المستوطنين، بمهاجمة منازل فلسطينيين، في مدينة الخليل، تحت حماية جنود الجيش الإسرائيلي.
وأرسل المستوطنون، تحذيرات للسكان الفلسطينيين، في منطقة الأغوار وبيت لحم وقرى جالود وقريوت، تؤكّد نيتهم مهاجمة منازلهم، خلال الساعات المقبلة.
ثورة السكاكين أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى تصاعد ما وصفته بوتيرة العنف في الأراضي الفلسطينية، وأوضحت: الشباب الفلسطينيون يخرجون في مظاهرات احتجاجية، ويقتربون من القوات الإسرائيلية بدلاً من الهروب والفِرار بعيداً عنها.
وأضافت أن فتيات فلسطينيات أيضاً يشاركن برمي الحجارة تجاه الجنود الإسرائيليين الذين يردون بقنابل الغاز والرصاص المطاطي، وأن صبية وأطفالا فلسطينيين أيضاً يشاركون في الاحتجاجات التي تسود الأراضي الفلسطينية.
كما أشارت إلى ظاهرة استخدام الفلسطينيين السكاكين لطعن المستوطنين المتطرفين والجنود الإسرائيليين، الذين بدورهم يستخدمون الرصاص المطاطي والحي في مواجهتهم.
استنكار سعودي وكان مصدر سعودي مسؤول، قد عبّر الشهر الماضي عن استنكار المملكة العربية السعودية واستهجانها الشديدين لانتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلية حرمة المسجد الأقصى الشريف، وحمّل المصدر، السلطات الإسرائيلية بالكامل أي تبعات ناتجة من هذا العمل العدواني غير المشروع؛ مؤكداً أن هذا الاعتداء سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وسيسهم في تغذية التطرف والعنف، ويتنافى مع المبادئ والقوانين والتشريعات الدولية كافة، وينتهك بشكل صارخ حرمة الأديان بالتعدي على أحد أهم المقدسات الإسلامية، ثالث الحرمين الشريفين.
وأكّد المصدر المسؤول في حينه رفض المملكة العربية السعودية القاطع سياسة الاحتلال الإسرائيلي، المتمثلة في التقسيم الزمني للمسجد الأقصى؛ محذّراً مما سيترتب على هذه السياسات من تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة؛ مطالباً المجتمع الدولي بضرورة التحرك الجادّ والفوري نحو إلزام السلطات الإسرائيلية بالتوقف عن الاعتداء على المقدسات الإسلامية، واحترام الأديان والقوانين والتشريعات الدولية ومبادئ عملية السلام.