تفتقد محافظة القريات لمركز تأهيل شامل يقدم الخدمة لأبناء وبنات القريات من ذوي الإعاقات، الذين حرمتهم الإعاقة الجسدية من ممارسة حياتهم الطبيعية، ويعفيهم من قطع مسافة 800 كم ذهاباً وإياباً للعلاج أو المراجعة، وأحياناً فقط لمجرد توقيع ورقة؛ بسفرهم لأقرب مركز تأهيل بمدينة سكاكا الوحيدة التي تمتلك مثل هذا المركز بمنطقة الجوف؛ برغم وجود مدن أخرى كبيرة وبعيدة عنها كالقريات وطبرجل ودومة الجندل وقرى كثيرة، تحتضن أعداداً كبيرة منهم. وبحسب الحالات المسجلة بمركز التنمية الاجتماعية بالقريات يوجد نحو أربعة آلاف حالة إعاقه، عدد كبير منهم يتلقى العلاج بمركز تأهيل سكاكا الذين يمثلون فيه نسبة كبيرة ضمن أعداد حالات المركز الإجمالية، وهو عدد كبير جداً يحتاج بالضرورة لتوفير مركز تأهيل لهم بالقريات، والذي يدعم ذلك امتلاك وزارة الشؤون الاجتماعية لأرض كبيرة بصك شرعي باسم مركز التأهيل الشامل بالقريات.
وناشد عدد من أولياء أمور معاقين بالقريات -عبر "سبق"- وزارة الشؤون الاجتماعية بتحملهما معهم المسؤولية ومساعدتهم بالتخفيف عنهم من هذه المعاناة التي يحملونها منذ سنوات طويلة، وما زالوا حتى اليوم يتحملونها وحدهم؛ لعلاج ورعاية أبنائهم المعاقين؛ وذلك بتوفيرها مركز تأهيل شامل بالقريات.
ويقول "قابل الشراري"، والد معاق بالقريات: نحن -أولياء أمور المعاقين بمحافظة القريات- نواجه منذ سنين طويلة معاناة مستمرة ومشقة كبيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه، نُعرّض بسببها حياتنا وحياة أبنائنا للخطر والحوادث، ونتحمل منها أضراراً نفسية ومادية متمثلة في سفرنا المستمر لمدينة سكاكا؛ حاملين معنا أبناءنا وبناتنا المعاقين؛ لعلاجهم بمركز تأهيل سكاكا، أو لإنهاء إجراءاتهم بها، والجميع يعلم صعوبة وخطورة تنقل وسفر المعاق من مكان لمكان آخر قريب؛ فما بالكم من مدينة لمدينة أخرى تبعد عنها مئات الكيلو مترات.
وأضاف: أضطر غالباً للسفر لمدينة سكاكا عن طريق الطيران لتخفيف المعاناة عن ابني المعاق ولسرعة الوصول، وهذا يكلفني مبالغ طائلة، بالإضافة لتكاليف ابني ومتطلباته.
وذكر والد معاق آخر أن هناك الكثير بالقريات من المعاقين -وأنا أحدهم- لا يذهبون لمركز سكاكا بسبب ظروف أبنائهم المعاقين وصعوبة تنقلهم وآخرين بسبب ظروفهم الماديه، أو عدم وجود وسيلة مواصلات مناسبة لظروف أبنائهم المعاقين، وهذا أمر جعلهم يقومون بأنفسهم برعايتهم والقيام بدور هذه المراكز التي وفّرتها الدولة أساساً لهذه الفئة؛ مساهمة منها في تخفيف معاناتهم وتعويضهم عما افتقدوه من صحة وحياة طبيعية.
وطالَبَ جميعهم بسرعة توفير مركز تأهيل شامل بالقريات للاستفادة من خدماته، ولتقديم رعاية وخدمة أفضل لأبنائهم وبناتهم المعاقين؛ من خلال متخصصين بهذه الفئة، ووجود وسائل وإمكانيات ملائمة للتعامل مع هذه الفئة؛ وبالتالي إنهاء معاناتهم كآباء وأمهات، أخذت منهم الوقت والجهد والمال لتربية أبنائهم الآخرين.