رغم أن عددهم يتجاوز ال200 معاق، إلا أنهم يفتقدون توفير الرعاية الطبية والاجتماعية والنفسية والتأهيل المهني لمشاركة المجتمع في بناء وخدمة الوطن، ما حدا بأهالي ذوي الاحتياجات الخاصة بضرورة استحداث مركز للتأهيل الشامل بمحافظة طريف. وتظل معاناة أولياء أمور المعاقين مستمرة حيث يضطرون إلى التنقل بحثا عن مراكز التأهيل الشامل في الداخل أو الخارج وبالتحديد في الأردن، ما يثقل كواهلهم ماديا ومعنويا، كما يؤثر سلبا على المعاق الذي تسوء حالته الصحية كلما تأخر التأهيل. عدد من الأهالي تحدثوا ل(عكاظ)، حيث أوضح رمضان بن ثاني العنزي أن لديه ثلاثة من الأبناء المعاقين، بنتان أعمارهما 15 و13 سنة، وابن عمره 9 سنوات، حيث يضطر بسبب افتقاد مركز التأهيل الشامل في محافظة طريف إلى إيداع أبنائه الثلاثة في مراكز تأهيل المعاقين خارج المملكة في العاصمة الأردنية عمان، لعدة أشهر ثم يقوم بنقلهم إلى مركز التأهيل الشامل في القريات 300 كلم ذهابا وإيابا، لافتا إلى أنه انتقل وعائلته منذ سنتين للسكن في القريات إلا أنه يرتبط بعمله في مدينة طريف، ما يضطره لترك أسرته بلا عائل، مما شكل أعباء مالية كبيرة وديونا أثقلت كاهله رغم أنه وزوجته موظفان، مؤكدا أن الطفل المعاق بحاجة لوجود عائلته بالقرب منه، حيث يكون عرضة للضرب والتعنيف، مناشدا الجهات ذات العلاقة باستحداث مركز تأهيل شامل للمعاقين، حيث سيسهم ذلك في تأهيل المعاقين وجعلهم قادرين على خدمة أنفسهم في كثير من الأمور الحياتية إضافة إلى تنمية بعض المهارات التي تساعده على التواصل مع المجتمع المحيط، فيصبح إنسانا فعالا في المجتمع. يشاطره الرأي محمد الرويلي، حيث يقدم مركز التأهيل ما هو مأمول أن يقدمه للأطفال المعاقين، حيث إن التعليم المبكر للمعاق أمر ضروري، بخلاف مشكلة الرعاية النهارية التي تعتمد على دعم الأهل ما يمثل عائقا لدى الآباء في أداء أعمالهم على الوجه المطلوب. ويأمل شاكر الحازمي والد معاق باستحداث المركز، حيث يحتاج المعوق إلى إخصائيين لديهم الخبرة اللازمة ومتمرسون على طرق تعامل خاصة بهذه الفئة، لافتا إلى احتياج محافظة طريف الشديد إلى مركز تأهيل شامل ليرعى شؤون هذه الفئة ويوفر لهم مناخاً مناسباً لقدراتهم، ما يمنحهم الاستطاعة على الاندماج في المجتمع، وتنامي شعورهم بأنهم أعضاء نافعون. ومن جهته أوضح ل(عكاظ) رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بمحافظة طريف مرجي بن جهيم الكويكبي ان مجلس إدارة اللجنة المشكل حديثا أقر فتح مركز للرعاية النهارية وهو يقدم خدمات للأطفال المعاقين دون سن الخامسة عشرة، بتدريبهم وتعليمهم التعامل والتفاعل مع المجتمع وتوعية أولياء أمور الاطفال المعاقين بطريقة التعامل معهم، والتأكيد على أن هذه الفئة تحتاج إلى رعاية خاصة، لافتا إلى أن افتقاد مراكز للرعاية النهارية والتأهيل الشامل يتسبب في مشاكل اجتماعية واقتصادية داخل أسرة المعاق، لما يتطلبه من ضرورة الانتقال إلى محافظات مجاورة أو إلى دول مجاورة. ويضيف الكويكبي أن سبب تأخر افتتاح الرعاية النهارية بلجنة التنمية الاجتماعية بطريف يعود لعدة أسباب منها عوائق مادية تتمثل بقلة الدعم المادي لدى اللجنة، وافتقاد مدربين متخصصين في هذا المجال، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على تأشيرات لاستقدام مدربين ومدربات متخصصين، بخلاف تجهيز أماكن مخصصة تناسب هذه الفئة الغالية على قلوبنا، وأشار أخيرا إلى أن افتتاح مركز الرعاية النهارية لا يغني أبدا عن استحداث مركز للتأهيل الشامل. أعضاء فاعليون يرى أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة أن استحداث مركز تأهيل شامل لأبنائهم وبناتهم سيسهم في تأهيلهم وجعلهم قادرين على خدمة أنفسهم في كثير من الأمور الحياتية، إضافة إلى تنمية بعض المهارات الشخصية التي ستساعدهم على التواصل مع محيط تواجدهم، ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.