أعلن مجددًا زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي ترحيبه بأي مساعٍ للحلول السلمية للأزمة التي قادوا إليها اليمن، وذلك بالتزامن مع وصول وفد من الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلى العاصمة العمانية مسقط، من أجل لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد"، واستئناف المفاوضات حول الأزمة في البلاد. وأقر الزعيم الحوثي في خطابه المتلفز بهزيمتهم أمام القوات المشتركة وخروج مساحات كبيرة من المناطق اليمنية عن سيطرتهم واحتلالهم بحسب قوله: "وإن كانت هناك أجزاء من هذا البلد أصبحت اليوم محتلة، لكن -على حد زعمه- ستحرر طوعًا وإن كرهًا"، ولاسيما في الوقت الذي أوردت فيه تقارير تلفزيونية أن القوات المشتركة باليمن باتت على بعد 60 كلم من صنعاء.
وقال في خطابه الذي ألقاه الليلة عشية ما يُسمى بالذكرى الأولى للثورة اليمنية: "نؤكد أن الحلول السلمية متاحة تجاه المشكلة الداخلية في البلد، ونرحب بأي مساعٍ للحلول السلمية بالقدر الذي لا يمس بالسيادة الوطنية، ولا ينتقص من حقوق الشعب اليمني واستحقاقات ثورته الشعبية ومطالبه المشروعة"، على حد زعمه.
كما دعا زعيم المتمردين الحوثيين إلي إنشاء ما اسماه "مجلس أعيان اليمن" كمجلس رسمي ضمن مؤسسات الدولة.
وأهاب الزعيم الحوثي الذي كان يتحدث وخلفه آية قرآنية نصها "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" في محاولة مفضوحة لشرعنة انقلابهم وتمردهم وتمرير أهدافهم باستخدام الشعارات والنصوص الدينية، واستثارة حماس الجماهير واستدرار العواطف الشعبية، أهاب بأنصاره بصنعاء للخروج في تظاهرة شعبية غدًا الاثنين للتضامن مع الأقصى، واحتفاءً بما زعموه الذكرى السنوية الأولى ل 21 من سبتمبر.
كما ادّعى زعيم الميليشيات الحوثية ضمن خطابه التحريضي المليء بالمتناقضات والمغالطات والتخوين، منع المملكة لآلاف الحجاج اليمنيين، باستثناء القلة القليلة، من التوجه لأداء مناسك الحج، واصفًا ذلك بالقضية والسابقة الخطيرة جدًا!
من جهة أخرى، قال مصدر سياسي، إن "وفدًا من الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، غادر اليوم الأحد صنعاء متوجهًا إلى العاصمة العمانية مسقط، من أجل لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن (إسماعيل ولد الشيخ أحمد)، واستئناف المفاوضات حول الأزمة في البلاد".
وأوضح للأناضول، أن "وفد الحوثيين كان قد التقى في وقت سابق اليوم الأحد، السفير الروسي في صنعاء، في إطار المساعي التي تبذلها موسكو لوقف الحرب".
وتأتي عودة الحوثيين إلى مسقط مجددًا، بعد اتصال هاتفي أجراه ولد الشيخ أحمد، مع نائب وزير الخارجية الإيراني "حسين عبد اللهيان" طالب فيه المبعوث الدولي "كل الأطراف الأجنبية والداخلية المؤثرة في اليمن" دعم الحوار، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وكانت الحكومة اليمنية قد وافقت على مشاركتها في مفاوضات مباشرة مع الحوثيين في مسقط، قبل أن تتراجع وتطالب باعترافهم بالقرار الأممي 2216، الذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم السلاح الذي سيطروا عليه من الدولة.