قال مفتي عام المملكة رئيس هيئة كِبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: على الدعاة التفقه في الدين وتلمُّس حاجات الناس, ونعلم أن الداعي إلى الله لا بُد أن يتعرَّض لشيء من المشكلات؛ لكن مَن صبر وصابر واستقام على الطاعة يسّر له الأمر، وسلفنا الصالح كانوا يعظّمون الفتوى ويتحرّجون في كثير منها ويحيلون بعضهم إلى بعض لا عجزاً ولكن إبراءً للذمة. جاء ذلك خلال لقاء جمع سماحته، مساء أمس، بمنزله في مكة المكرّمة، بالدعاة وطلبة العلم المشاركين في برنامج التوعية بالحج التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, بحضور وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري.
وافتتح سماحته اللقاء بكلمة أكّد خلالها أهمية الدور الذي يقوم به الدعاة وطلاب العلم لتوعية وتوجيه الحجاج وإرشادهم وتبيان الأحكام الشرعية لهم في ضوء الكتاب والسنة.
وقال: على الدعاة التفقه في الدين وتلمُّس حاجات الناس, ونعلم أن الداعي إلى الله لا بد أن يتعرّض لشيءٍ من المشكلات؛ لكن مَن صبر وصابر واستقام على الطاعة يسّر له الأمر، فإن الله - جلّ وعلا - قال: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}، فلما كملوا أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح، كملوا غيرهم فدعوا إلى الحق، والهدى، وأمروا بالصبر والثبات على الحق والاستقامة عليه؛ لأنه لا بد في الحق من ثبات عليه؛ لأن الاستقامة هي الدليل الواضح على ما في القلب من إيمان وتقوى.
وأضاف: طالب العلم لا بد أن يزن نفسه، وأنه مسؤول، ولا بد أنه سيُسأل عمّا قال, لقد كان سلفنا الصالح يعظّمون الفتوى ويتحرّجون في كثير منها ويحيلون بعضهم إلى بعض لا عجزاً ولكن إبراءً للذمة، وتعظيماً للشرع حتى لا يقول على الله بغير علم، وكان عمر - رضي الله عنه - يجيب الأنصار في مسائل كثيرة وفي مسائل عديدة كل ذلك الحرص على تماسك المجتمع، وأن الفتوى تصل على علم وبصيرة وألا يكون هذا مرخصاً وهذا مشدداً أو العكس، بل لا بد أن نبحث عن الحرص وكل الحرص على أن تكون فتاوانا منسقةً ومنظمةً ويود بعضنا بعضا ويعين بعضنا بعضا.
ودعا سماحته الجميع إلى التناصح والتعاون على الخير, وأن نكون صرحاء فيما يُطرح من أسئلة بأن تكون واضحةً جليةً هادفةً؛ يعني المقصود بها الحق وبيانه.
بعد ذلك، ألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري؛ كلمة عبّر فيها عن شكره وتقديره لسماحة مفتي عام المملكة على لقائه بالدعاة المشاركين بالتوعية في الحج, مؤكداً أهمية مثل هذه اللقاءات لمناقشة ما يخدم ضيوف الرحمن ويسهل تأديتهم فريضة حجهم.
وقال: إن لقاء المشاركين بسماحة مفتي عام المملكة وأصحاب الفضيلة أعضاء اللجنة الدائمة وغيرهم من كِبار العلماء هو لزيادة التواصل ولمعرفة ما يُستجد من أمور ونوازل؛ لأن سماحة المفتي واللجنة الدائمة هم المرجعية العلمية لنا في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وفي هذه البرنامج بالذات برنامج التوعية الإسلامية في الحج, داعياً المشاركين في هذا البرنامج إلى التواصل الدائم مع سماحة المفتي ومع أصحاب الفضيلة أعضاء اللجنة الدائمة في كل ما يطرأ لهم وما يحتاجون إليه، وهم على أتم الاستعداد للتواصل الهاتفي والكتابي سواء بشكل مباشر أو عن طريق الوزارة.
وأضاف الدكتور السديري: يجب أن نراعي في هذا الموسم الذي هو موسم الحج وموسم العمرة أن له خصوصية فيما يُفتى به وما يرشد الحجاج إليه، وأن تقتصر الإجابة عن الأسئلة قدر الإمكان على ما يتعلّق بأمور العقيدة وأمور الحج وأداء المناسك.
ونقل الدكتور السديري؛ تحيات وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ للمشاركين.
بعد ذلك أجاب سماحة المفتي عن أسئلة الدعاة واستفساراتهم عن مسائل الحج.
يُذكر أن عدد الدعاة الذين حضروا أكثر من (300) داعية.