كشفت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الملابسات التي حدثت في تأخرها عن التحذير بدخول العاصفة الرملية لمدينة جدة، واتهام عدد كبير بتأخر الأرصاد في إطلاق التحذير المبكر، حيث عقدت أمس مؤتمرًا صحفيًا عبر "الواتس أب" لأكثر من 60 صحفيًا وصحفيةً من مختلف وسائل الإعلام، أوضح من خلاله مدير عام التحاليل والتوقعات بالأرصاد، شاهر أبو حميدي، أن الحالة كانت تيارًا هوائيًا مختلف الصفات عن الموجود بسطح الأرض، وهابط وسريع، فهذه صعوبة توقعاته، مثل توقع تكون السحب المزن. وأضاف "أبو حميدي" أن "ما حدث أمس كان هناك وجود لسحب رعدية تطورت سريعًا على الطائف والشفا، وسبق أن تم إصدار التنبيهات من الصباح الباكر، ثم بعد تطورها مساءً تحركت نحو شمال مكةالمكرمة، أما ما حصل بجدة فقد انحرفت خلية من هذه السحب ناحية الشرق من جدة، وفي منطقة صغيرة بالنسبة لحجم الخريطة، ولا يمكن التنبؤ بها حقيقةً إلا قبل وصولها بوقت قصير، وهذا ما تم بفضل الله، وكان التنبيه قبل حدوثها بساعة تقريبًا، ولكن كيف تم الاستلام وهذه من سحب تسمى سحب الحمل، وعلى ذلك تكمن الصعوبة في التوقع لها بأكثر من ذلك".
من جانب آخر، أوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حسين بن محمد القحطاني، أن المؤتمر الصحفي حظي بتفاعل عدد كبير من الإعلاميين، وذلك من خلال طرح أسئلتهم واستفساراتهم على مدير عام التحاليل والتوقعات شاهر أبو حميدي لمدة قاربت الساعتين.
وبين "القحطاني" أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تسعى من خلال تنوع وسائل التواصل لتقديم خدمة متميزة وسهلة الوصول من قِبل جميع شرائح المجتمع، وتحقيق وصول الصحفيين بأسرع وقت ممكن، باستخدام الوسائل الأسرع.
وأضاف أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أوضحت أن الرياح النشطة المثيرة للأتربة، والتي تأثرت بها محافظة جدة مساء أمس الثلاثاء 24 من ذي القعدة، كانت نتيجة لانحراف السحب الرعدية التي أثرت على مرتفعات مكةالمكرمة, حيث تغير اتجاهها من شمال مكةالمكرمة إلى غربها بشكل مفاجئ، إضافة إلى وجود تيار هابط مصاحب لتلك السحب، والتي كانت سرعتها 50 كم/ ساعة بحسب مرصد مطار جدة, كما أن التغير غير المتوقع لاتجاه الرياح من غربية قادمة من البحر إلى جنوبيةشرقية نشطة أثارت الأتربة على جنوب وشرق جدة ودفعتها إلى كامل المحافظة في وقتٍ قياسي.
وقال الناطق القحطاني إن هناك أمورًا تكون أعلى من طاقة الخبير والأجهزة، وهي قدرة الله تعالى, وأن صحة التنبؤات عالميًا نسبتها 80 %، وذلك بعد مشيئة الله.
وأشار القحطاني إلى صعوبة التوقع بتأثير السحب الصيفية؛ لأنها تؤثر بمكان غير متوقع؛ نظرًا لسرعة تكون السحب وتحديد مسارها، كما حدث في حالة محافظة جدة، ومن قبلها عاصفة العاصمة الرياض عام 2009، وهذه الحالة من الحالات المتعارف عليها لدى المنظمات الدولية وخبراء الطقس، وهو ما تسبب في تأخر التنبيه.