يعاني مشروع طريق الظهرة المرتبط بطرق عدة لقرى "الرفاص" و"المنضجع" المجاورة للقرية، من التعثر رغم أن قرار تسليمه كان عام 1434ه، إلا أن المدة انتهت، ولم ينته المقاول من تأسيس الطريق بالعبارات لأنه – بحسب الأهالي- يعمل لفترة وينقطع. ويكشف الأهالي ل"سبق" أن الوصول لقريتهم يضطرهم لعبور أكثر من خمسة مجارٍ، للواديين اللذين يلتفانِ حول قراهم، وهو ما يمنعهم من الوصول لمدة يوم كامل على الأقل حال جريانهما. وأضاف الأهالي: "كنا نتبع لمنطقة عسير إداريًا وفي السنوات الأخيرة قبل فصلنا عنها جاءتنا خدمات الهواتف، وتقررت لنا مشاريع منها المستوصف الذي ينتظره قرابة 2000 نسمة، فهل عندما تفصل القرى إداريًا تُحرم من الخدمات التي تصلها من القطاع السابق قبل نقلها، وعلينا الانتظار المزيد من السنوات في القطاع الجديد حتى نستفيد من خدمات الدولة - حفظها الله-". وتجولت "سبق" في قرى غرب سد وادي بيش، واستمعت إلى أهالي قرية الظهرة، الذين يشكون من توقف المشاريع بحجة أنها أصبحت تابعة إداريًا لمنطقة جازان، موضحين أن آخر هذه المشاريع مستوصف لم يكتمل بناؤه وبرج من الاتصالات السعودية لم تصله الكهرباء أو يعمل حتى الآن.
حمار ينقل مريض يقول علي غاصب، أحد كبار السن من سكان القرية ل"سبق": "في إحدى المرات تعرض شخص للسعة من ثعبان، وهو يسكن مع جماعته في جبل في آخر قرية الظهرة، ولا تصلهم السيارات لوعورة الطريق، فتوجّهنا بجمع من الرجال، وأنزلناه على ظهر حمار حتى وصلنا إلى الطرق التي يمكن للدفع الرباعي عبورها ونقلناه، مضيفاً: في كثير من المرات تكون الأودية تجري فلا نستطيع نقل المرضى و"الملسوعين ."
مغامرت السيول يقول أحمد علي غاصب، إنه في العديد من المرّات نواجه حالات مرضية طارئة، لكن الأودية عندما تجري لا توجد لنا مخارج من القرى، فيضطر البعض إلى المجازفة ومحاولة قطع السيل، والعديد من الأهالي الذين يحاولون الخروج تجرفهم مياه السيول، وبعضهم ينجو بنفسه ومن معه، والبعض يستطيع الخروج من الوادي ولكنهم لا يعودون لمنازلهم بسبب تضرر الطرق، ويضطرون للمكوث خارج القرية ليوم كاملٍ على الأقل .
طرق في بطون الأودية وخلال جولة "سبق" رصدت طرق الأهالي الرئيسية في بطون ومجاري السيول، في ظل عدم وصول المشاريع البلدية للقرية، من إنارة ونظافة وتسوية الطرق الداخلية وإنشاء العبارات وتسهيل دخول وخروج المواطنين، من القرى أو من منازلهم .
عبارة على حساب المواطنين ورصدت "سبق" في بداية الطريق من مشروع الظهرة، عبارة قديمة، مصنوعة من حديد التسليح، صنعها المواطنون الذين لطالما عانوا من الانقطاع عن الوادي، ولكن العبارة أصبحت تشكل خطرًا صريحًا على المارة لأنها يمكن أن تنهار في أي وقت .
مدرسة البنات متوقفة منذ عام أصاب أهالي قرى الظهرة والمطعن والمنضجع والرفاص الإحباط، بعدما فرحوا بتحويل مدرسة البنات "ابتدائية ومتوسطة"، لتتبع إدارة تعليم صبيا في منطقة جازان، ولكن توقف العمل عند أساسات المدرسة، منذ عدة أشهر، دون أي زيارة رقابية من التعليم أو الجهات الرقابية المختصة بحسب الأهالي الذين طالبوا الجهات الرقابية المختصة بسرعة الوقوف على المدرسة، لتسريع إنجازها وإنهاء معاناة طالبات الثانوية اللواتي ينقطعن خارج قريتهن فترة جريان الأودية . جامعان اثنان فقط كشف علي غاصب أنه يغلب على سكان القرى خريجي "المتوسطة" و"الثانوية"، بينما لا يوجد بينهم إلا شابان تمكنا من الدراسة الجامعية، بسبب الظروف المعيشية، والطرق، وعدم وجود ثانوية في القرية .
المرضى بلا مستوصف طالب الأهالي ببناء بمستوصف، حيث أكد علي غاصب الشهراني، أنه متكفل بسكن من سيأتون للعمل بالمستوصف، وتوفير الأرض لبنائه، كاشفاً عن أهمية المستوصف في القرية لما تعانيه من انقطاعات وسكان متفرقين، وكذلك وجود مدارس بنين وبنات .
وأشار في حديثه ل"سبق" أنه قبل نحو ستة أشهر قررت لجنة من صحة عسير تخصيص ميزانية لمشروع مستوصف، لكن اللجنة اتضح لها أننا لم نعد تابعين لها إداريًا، فنقلت المشروع المنتظر لحدودها الإدارية، مبديًا أسفه الشديد من أن يعودوا للتقديم مجددًا والانتظار لسنوات حتى توافق صحة جازان على المشروع برغم الضرورة الملحّة .
وأكد "غاصب" أن هذه الأوضاع أجبرت كثيرين إلى الاستئجار خارج القرى والسكن المؤقت حتى قدوم الخدمات لهم في قراهم، وما زالوا يعودون القرية بين وقت وآخر .
الشرب من مياه الوادي والآبار يؤكد أهالي قرية الظهرة ل"سبق" أنه لا توجد لديهم مياه سوى من بئر حكومية، ليست محلاة، ويضطر عدد من أهالي القرية إلى الشرب منها، وكذلك الانتفاع بها في نفس الوقت، بينما يشتري القادرون المياه المعلبة باستمرار للشرب والاستخدام رغم التكلفة العالية. ورصدت "سبق" مشروع تمديد مياه التحلية الذي توقف قبل وصوله لقرية الظهرة والقرى المجاورة، وأكد الأهالي أن توقفه في ذلك الموقع منذ نحو عام، بينما تستمر معاناة الأهالي وشكواهم من المياه وعدم وصول الخدمات للقرى . المقبرة في طريق الدواب ناشد أهالي القرية، فاعلي الخير وبلدية محافظة بيش، التي يتبعها مركز خدمات الفطيحة، بسرعة تسوير مقبرة القرى، التي تقع خلف مدرسة الظهرة الابتدائية والمتوسطة، كونها تتعرض للعبث من قبل الحيوانات، وتدوسها الإبل عند سيرها، وتعبث بها مياه الأمطار .
الإنترنت غير متاح عايشت "سبق" انقطاع شبكة خدمات موبايلي كلياً، والانقطاع المتكرر لشركة الاتصالات السعودية في القرى، الأمر الذي منعهم من استخدام الإنترنت وكذلك إعاقتهم عن إجراء الاتصالات أحياناً، بينما أوجدت شركة الاتصالات السعودية برجًا لها لتغطية القرى، لكنها لم تكمل العمل به أو توصل له التيار الكهربائي، مطالبين بترقيته إلى الجيل الثالث للاستفادة من خدمة الإنترنت في القرية .