أبدى سكان مركز الموسم في منطقة جازان مخاوفهم من خطر السيول التي قد تداهم منازلهم بسبب عشوائية العقوم الترابية والمزارع المتناثرة في بطن وادي ابن عبدالله. وتعتبر سيول وادي ابن عبدالله بالموسم من أكبر السيول على مستوى المملكة، وعندما لا تجد ما يمنعها تنتقل إلى الأماكن المنخفضة حيث مساكن الأهالي في القرى.
وقامت "سبق" بجولة صباح اليوم في مجرى الوادي وشاهدت أعداداً كبيرة من العقوم الترابية والمزارع في بطن الوادي والتي تسببت سابقاً في دخول مياه السيول إلى قرية الكدمي قبل سنتين، حيث وجّه أمير المنطقة الجهات المعنية في ذلك الوقت بإغاثة أهالي القرية وإزالة الخطر.
وشاهدت "سبق" منع أحد كبار السن للمعدات من إزالة بعض العقوم المتواجدة غرب طريق الكدمي بعد أن وجهته البلدية بالإزالة لما يلحقه من أضرار إلا أنه رفض ومنع المعدات التي أزالت بعض العقوم المجاورة له.
أما في قرية زمزم وعند المنطقة الواقعة غرب طريقها الواصل إلى الطريق العام؛ فقد رصدت "سبق" وجود عقمين ترابيين على مجرى السيل لمنع مروره إلى البحر ما يتسبب في إغلاق الطريق قبل أن تتحول مياه السيول إلى القرية مباشرة.
من جهته؛ قال رئيس بلدية الموسم المهندس رمزي دغريري ل "سبق": "التعديات على وادي ابن عبدالله بالموسم تتسبب في الإضرار بمشاريع البلدية طرقا وجدران استنادية، وهي تتثمل في إقامة العقوم بشكل عشوائي وقفل مجرى الوادي تماما بالزبر الترابية خاصة في المنطقة الواقعة بين قريتي الكدمي وزمزم، ووجود مزارع قائمة ببطن الوادي، وكل هذا مخالف للتعليمات والأوامر السامية التي تمنع التعدي على بطون الأودية".
وأضاف: "تم إبلاغ الجهات المعنية مراراً وتكراراً بدون جدوى، والوضع الحالي ينذر بتعرض المناطق السكنية لخطر السيول".
وكان أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر، قد أكد العام الماضي أنه لن يسمح بأي تجاوزات يقوم بها المواطنون، من إقامة العقوم الترابية لتحويل مجري السيول، وتغيير مسارها، وكذلك سيحاسَب كل مقصِّر من الجهات التي أوكل لها مراقبة العقوم وإحداثات المواطنين في الأراضي، وأيضاً أماكن نهل الرمال، التي امتدت إليها معدات العابثين في الأودية لسرقة الرمال؛ ما شكل مواقع لتجمع المياه، يصاحبه خطر كبير على المواطنين.
وقال أمير جازان إنه تابع وضع السيول المنقولة والتحذيرات من قِبل الجهات المختصة، وما تعرض له مركز الموسم من سيول، ودخولها القرى، وتضررها بسبب ظهور عقوم ترابية أو إحداثات كانت سبباً في تلك الأضرار التي كانت ستتسبب في كارثة تحلّ بالمواطنين والممتلكات.
وشدد على أنه سيحاسب أي مقصِّر يثبت قصوره من الجهات الرقابية، التي مهمتها المراقبة والرفع بشأن كل ما يشكل خطراً على المواطنين وممتلكاتهم، مبيناً أن هناك فريق عمل قد شكّل، ويعمل حالياً على رصد أضرار ومسببات سيول مركز الموسم وقراه.
وكان مركز الموسم قد شهد سيولاً منقولة العام الماضي؛ تسببت في الإضرار بالقرى، وعزل بعضها، ووفاة طفلين.