افتتح الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، مساء أمس، فندق موفنبيك بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث والوطني ومسؤولين ورجال أعمال. وفور وصوله يرافقه الأمير بندر بن فيصل بن بندر بن عبدالعزيز قام بقص الشريط وإزاحة الستار إيذاناً بافتتاح الفندق.
وقال في تصريح صحفي: "كسبنا هذا المساء مشروعاً جديداً يساعد على السياحة وعلى إيجاد مكان مفيد لأي شخص يريد أن يقضي وقت راحة ويقضي فيه أيضاً رجل الأعمال مهامه وأعماله".
وأضاف: "بهذه المناسبة أهنئ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وكذلك أهنئ أبناء الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي رحمه الله الذين قاموا بهذا المشروع من خلال بعض شركاتهم ولا شك أن أي لمسات لأسرة الراجحي ستكون مفيدة إن شاء الله ومتطورة وتحقق مكاسب كثيرة لما لهم من براعة وإتقان وجودة في كل ما يقدمونه، وأتمنى أن يكون هذا الفندق معلماَ ثابتاً في هذه المنطقة وفي هذه المدينة ويكون من خلاله الكثير من النشاطات والفعاليات التي تؤسس لسياحة منضبطة".
من جانبه، قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني: "أنا سعيد أن أكون بمعية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المنطقة العاصمة والنشطة اقتصادياً…. الأمير فيصل بن بندر خير شريك بالنسبة لنا كجهة حكومية بتذليل الصعاب والمساهمة في تطوير المنتج السياحي، ونحن حريصون أن تكون علاقتنا متوازنة تمامًا مع المستثمر والمستهلك لا نميل لأي أحد منهم بالعكس نساعد المستثمر في أن يحسن عمله ويجتاز العقبات ويلتزم بأعلى المعايير ويحسن الجودة، وأنا سعيد أن هذا الفندق منذ انطلق بسعودة 40 .%".
وأضاف: "الهيئة تعمل على إدخال منتجات جديدة في الفنادق مثل الحرف والصناعات المحلية اليدوية، بالإضافة إلى المطاعم السعودية التي لا نراها ونرى جميع الجنسيات، والمطبخ السعودي هذا اليوم أصبح حاضراً، وهناك تفاهم مع فنادق منشأة وجديدة، فالزائر القادم من الخارج عادة ما يطلب طعام البلد الذي يزوره".
وأفاد أن هناك اتفاقية للتطوير سيوقعها قريباً برنامج بارع (برنامج الحرف الصناعية التقليدية) الذي تديره الهيئة تحت مظلة مستقلة ومجلس إدارة مستقل، لافتًا إلى رغبة الهيئة في إدخال الحرف في صلب الحياة اليومية في المنازل والفنادق والمنتجات المستخدمة ذات النفع، وأن هناك عملاً على هذا التوجه مع مؤسسة الأمير ويلز ببريطانيا للاستفادة من برامجهم الناجحة في إدخال الحرف التقليدية في الغرف والمنشآت الفندقية، وسيبدأ ذلك مع الفنادق الوطنية حالياً.
وأشار إلى الفنون التشكيلية في المملكة مبيناً أن هناك عمل شركة عبداللطيف جميل لإدخالها للفنادق، لافتاً إلى اتفاقية بين شركة فنادق الضيافة التراثية وبرنامج الحرف والصناعات التقليدية (بارع) لإدخال نماذج من الصناعات المحلية.
وكشف الأمير سلطان بن سلمان عن انطلاق نظام التمويل السياحي مضيفا أن الهيئة بدأت في استقبال الطلبات من المستثمرين لافتاً إلى أن التمويل للمرافق السياحية والترفيهية كافة وليس فقط لمرفق للإيواء، مبيناً أن التمويل في الإيواء تم رفعه إلى 100 مليون ريال بدلاً من 50 مليوناً وتم تحديده لمناطق يقل عدد السكان فيها عن مليون نسمة وتحتاج إلى إيواء وحركة سياحية.
وفيما يتعلق بأبرز الاشتراطات والجهات التي تستهدفها الهيئة في التمويل السياحي إلى حين صدور اللائحة النهائية للسياحة قال الأمير سلطان بن سلمان: "أولاً التمويل برنامج مشترك مع وزارة المالية حيث أخذنا البرنامج السابق لوزارة المالية لنمو الفنادق وحولناه إلى برنامج للتمويل المتكامل والآن انتهينا من جميع الضوابط ووافقت عليه وزارة المالية وتفعيله سيبدأ إن شاء الله بعد شهرين أو شهر ونصف تقريباً وهو تمويل توسعنا فيه من 50 مليون ريال إلى 100 مليون ريال كحد أقصى".
وتابع": "وقد يكون هناك استثناء أعلى من ذلك للمشاريع الفندقية الإيوائية بشكل عام المتنوعة وقد تكون الشقق الفندقية أو مخيمات النزل الريفية ويشمل التمويل مرافق الترفيه والتطوير وهو تمويل متكامل ولكن الفرق أن التركيز سيكون على المناطق التي تحتاج الى التمويل، فمثلاً مدينة مثل الرياض يوجد فيها مشاريع ضخمة ولذلك سنستهدف المدن التي أقل منها الى حد كبير ونستهدف المشاريع ذات الجودة ولا نشترط أن يكون فقط تمويل لفندق واحد وربما يكون 20 فندقاً لأن السوق مفتوح، ولذلك بدأ الآن التمويل في كثير من المناطق، وهذا برنامج رائد، وإن شاء الله مرحلته الأولى تمر ونرى الفائدة تأتي ولكن من المهم أن نعرف اليوم أن القطاع السياحي الوطني هو قطاع التراث الوطني وهو قطاع كبير جدا، وفيه مداخيل كبيرة للدولة إن شاء الله، وفيه فرص عمل وفرص استثمارية ضخمة جدا".
وأردف: "كل ما يسعدنا هو أن المواطن السعودي أصبح واعياً خاصة المستثمر وأصبح لدينا نوع من التحضر الكبير لدى المستثمرين من الشباب الذين يعرفون كيف يبنون فنادق متميزة مثل هذا الفندق ويدخلون فيها عناصر جديدة وجميعهم ولله الحمد، يتمتعون بوطنية عالية جداً وهذا أمر ممتاز للغاية، وأعتقد أن المنتجات التي تحمل شعار الوطن ستكون مرغوبة أكبر وعليها إقبال أكثر".
وكشف عن إقرار شركة التنمية والاستثمار السياحي السعودية، بالتضامن مع صندوق الاستثمارات العامة، وهي شركة مملوكة للدولة بالكامل وعين لها مندوب من الهيئة لرئاسة مجلس إدارتها، وستكون هذه الشركة ذراعاً مهماً للدولة للدخول في الاستثمارات وتهيئة المواقع حتى يدخل القطاع الخاص مع شركة مغلقة تملكها الدولة.
وفيما يتعلق بنظام السياحة العام الذي صدر في العام الماضي، بين أن "الهيئة أنهت له جميع اللوائح مستفيدة من خبراتها وخبرات الدول المتقدمة في هذا الجانب بالإضافة إلى الاستشارة بالعديد من الفئات التي يمسها النظام، وتم الانتهاء من مرئيات العموم والمشورات والدراسات"، متوقعاً أن يتم العمل بالنظام نهاية العام الميلادي، مبيناً أن النظام يخدم المستثمر والمستهلك.
وعما إذا كانوا رصدوا تكلفة معينة لصيانة المباني التراثية في الرياض قال الأمير سلطان بن سلمان: "نحن نعمل من جهة قطاع الآثار ومركز التراث العمراني الوطني ومع أمانة مدينة الرياض وهيئة تطوير الرياض في هذا الجانب، وأمامنا تحديات كبيرة أن المباني التراثية والمساجد آلاف ولذلك انطلقنا بعد مباركة سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بافتتاح مسجد في جدة، الذي تم بتكلفة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -جزاه الله خيرًا-".
وتابع: "وتبنى الملك سلمان مساجد في جدة التاريخية والدرعية وانطلقنا في البرنامج بعد أن استأذنا منه -حفظه الله- أن يتبناه أمراء المناطق تحت رعايتهم لترميم مساجد تاريخية، وأنا سعيد أن أقول هناك السكان المحليون الذي نستثمر فيهم، والهيئة لا ترى أن الدولة تقوم بكل شيء وليس فقط للتكاليف، ولكن أيضا للمحافظة وللامتلاك".
وبين أن "المواطن اليوم إذا ما شعر وأحس أن هذا المسجد القديم وهذه البلدة التاريخية هي ملك له وأبنائه وأحفاده، وهي تاريخه وتاريخ بلده ومساهمته في بناء هذه الدولة، فإنها تصبح عملية حكومة وصيانة، ونحن نتمنى لو كان لدينا جميع الميزانيات نصون كل شيء في نفس الوقت، ولكن نأمل مع البلديات ومع المواطنين ووزارة الشؤون الإسلامية أيضا، وفي الواقع تعتبر حركة كبيرة جدا للعناية بالتراث الوطني في المملكة العربية السعودية، وهي برنامج اسمه برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالحضارة والتراث الوطني ".
بدوره، رحب رئيس مجلس إدارة شركة منافع القابضة يزيد بن محمد الراجحي، بأمير منطقة الرياض والرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والحضور، متمنياً أن يكون الفندق إضافة مميزة للعاصمة واستثمار في الطاقات الشبابية لما يضمه من سعودة 40% من عامليه.
وبين أن "هناك تحدياً أمام إدارة المشروع وعملاً جدياً لرفع نسبة السعودة في المشروع ومشروعات أخرى تنفيذاَ لتوجيهات حكومتنا الرشيدة لخدمة شباب وشابات الوطن".
من جهته، بين نائب رئيس العمليات في الشرق الأوسط وآسيا لفنادق موفنبيك جيرارد هوتليير، أن الفندق ذو الخمس نجوم يضم 438 غرفة وجناحاً فاخراً، ويعزز له مكانه المميز في حي تجاري وعلى طريق رئيسي (طريق الملك فهد) خدمته للمدينة.
وأفاد أن الفندق يضم أربعة مطاعم منها العالمي والمحلي وبتصاميم جلسات روعيت فيها الخصوصية، لافتاَ إلى النوادي الصحية بالفندق المصممة عصرياً بالإضافة إلى قاعات المناسبات والاجتماعات.