حذّرت وزارة الزارعة من حشرة وفدت مؤخراً إلى المملكة، تسمى "حافرة الطماطم"، لها قدرة تدميرية عالية لمحصول الطماطم بصفة خاصة وبعض المحاصيل الأخرى بصفة عامة كالبطاطس والباذنجان والفلفل، ورصدت الوزارة انتشار الحشرة في مزارع منطقة تبوك، مشددة على خطورة انتشارها في بقية مناطق المملكة، كما حثت الوزارة على استعمال الشبك المانع لدخول الحشرة الكاملة إلى داخل المشاتل والبيوت المحمية البلاستيكية، واستخدام الأبواب المزدوجة المحكمة في المشاتل والبيوت المحمية بجميع أنواعها، إضافة إلى نقل الشتلات إلى الحقل أو البيت المحمي بطريقة آمنة، وإزالة الأجزاء المصابة من النبتة، وكذلك الثمار المصابة وإتلافها، والتخلص من الأعشاب والنباتات العائلة للحشرة، كالزربيح والدياتورا، واستعمال المصائد الفيرمونية المائية الضوئية للاصطياد الجماعي للحشرة. ونبهت الوزارة إلى أثر الآفة السلبي على القطاع الزراعي والاقتصادي في المملكة، مشددة على ضرورة المكافحة الشاملة للحشرة، لمقاومتها المكتسبة لأغلب المبيدات الكيماوية، واتخاذ إدارة المعالجة المتكاملة التي تعتمد على حرث وتشميس الأرض، خاصة في حالة وجود محصول مصاب بالآفة بهدف تعريض العذراء إلى درجات حرارة عالية، واستعمال شتلات طماطم سليمة من جميع الآفات والاعتماد على مصادر موثوقة للشتلات. ولأن الحشرة تقاوم المبيدات المستعملة والمكررة وتكتسب هذه المقاومة، فإنه من الأهمية استعمال مبيدات مختلفة التأثير بطريقة تبادلية حتى لا تكتسب الآفة مناعة ضد المبيدات المستعملة. إلى ذلك فإن حشرة حافرة الطماطم آفة خطيرة لها قدرة تدميرية عالية على محصول الطماطم، وتتخذ الحشرة أمريكا الجنوبية موطناً أصلياً لها، وانتقلت إلى بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط حديثاً، حيث وصلت إلى إسبانيا عام 2006م ومنها اجتاحت باقي بلدان حوض البحر البيض المتوسط والشرق الأوسط. ووصلت الحشرة إلى المملكة في صيف 2010م، وسجلت في أغلب مناطق زراعة الطماطم بالمملكة في أواخر العام نفسه، وتنتمي الحشرة الأنواع الحرشفية، والحشرة الكاملة منها تتحول إلى فراشة صغيرة طولها نحو 1.7ملم، وتأخذ اللون الرمادي. وبحسب المختصين فإن نشاط الحشرة يكون في طرفي النهار عند الصباح الباكر وقرب غروب الشمس، بينما تقضي أغلب ساعات النهار مختبئة في المنطقة السفلية للنبتة بين الأوراق، وتضع الأنثى البالغة 200 بيضة، ولها من 10-12 جيلاً في العام، وتبدأ دورة الحياة بوضع الأنثى للبيض متفرقاً على الأوراق الحديثة في الجزء العلوي للنبتة. وفي العادة تفقس خلال 5 -10 أيام اعتماداً على درجة الحرارة، ولليرقة حديثة الفقس أربعة أعمار يرقية يتحول لونها خلال هذه الأعمار من اللون المبيض إلى الأخضر فالوردي، ويتراوح طولها خلال هذه المراحل بين 4.5 - 7.7 مل. ويمتد طول الطور اليرقي بين 10 -35 يوماً تبعاً لدرجة الحرارة بعدها تنتقل إلى طور العذراء ضمن شرنقة من الخيوط الحريرية التي تنتجها اليرقة في عمرها الأخير، والتعذر في العادة يكون إما تحت سطح التربة أو داخل الأنفاق أو الثمار أو بين الأوراق، وتمتد فترة العذراء بين 5 -20 يوماً، بعدها تخرج الحشرة الكاملة التي تتزاوج وتضع البيض مرة أخرى مبتدئة لدورة حياه جديدة. ومدة جيل الحشرة تعتمد على درجات الحرارة، والدرجة المثلى لها بمعدل 30 درجة مئوية، ويقل نشاطها وتكاثرها تحت درجة حرارة 15 وفوق 35 درجة مئوية. وللحشرة قدرة على الحفر داخل الأفرع والسيقان، كما لليرقة قدرة على إحداث الإصابة للثمرة، وتفضل إصابتها في مراحلها الأولى (وهي خضراء) بالقرب من منطقة العنق ومن ثم تبدأ بالتغذية على محتوياتها مسببة تلفاً كبيراً، وعند خروج اليرقة من الثمرة تحدث ثقباً صغيراً يتناسب مع حجمها يظهر واضحاً على سطح الثمرة، ويختلف عن الثقب الذي تحدثه بعض الآفات الأخرى التي تصيب ثمار الطماطم مثل دودة ثمار الطماطم.