أنهت اليوم الأربعاء، اللجنة التي تم تشكيلها عاجلاً بتوجيه من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة، الدكتور مصطفى بلجون، التحقيقات في ترك جثة الطفلة "زهرة، 6 سنوات" في غرفة غير مخصصة للجثث في طوارئ مستشفى الملك فيصل ب"الششة"، ولأكثر من خمسة أيام، حتى تعفنت وفاحت رائحتها، وتم التوجيه بمحاسبة المتسببين في القضية، وتم التنسيق مع مدير شرطة القرارة لاستكمال الإجراءات النظامية مع الطب الشرعي. وكانت "سبق" في 2 شوال 1436ه، انفردت بنشر وقائع القصة المؤلمة والمحزنة لمصير الطفلة "زهرة" والتي لم تأخذ من اسمها نصيب، وتحت عنوان "مضى عليها في غرفة الكشف على الجثث أكثر من 5 أيام.. العثور على جثة متعفنة في "طوارئ" مستشفى الششة بمكةالمكرمة".
"سبق" تواصلت مع والدتها "ميا" وخالها "حسن" وهما من الجنسية المالية، ويسكنان في حي وادي جليل في شارع الحج، حيث قاما فجر اليوم الأربعاء بأخذ جثة الطفلة، والصلاة عليها بالمسجد الحرام، ودفنها في مقابر الشرائع، ولسان حال العائلة يقول "نحن لا نريد شيئاً من أحد" وإنما ندعو الله سبحانه وتعالى بالاقتصاص من كل مقصر ومهمل في حق هذه الطفلة". وكانت شرطة العاصمة المقدسة، ممثلة في مركز شرطة القرارة، والشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة ممثلة في مستشفى الملك فيصل ب"الششة" بدأت يوم الأحد الماضي في التحقيق حول العثور على جثة فتاة مجهولة ومتعفنة بقسم الطوارئ، وقد مضى عليها في غرفة الكشف على الجثث أكثر من خمسة أيام.
وتفاجأ العاملون في قسم الطوارئ بانتشار رائحة كريهة، وعند البحث عن مصدر الرائحة، تم العثور على جثة فتاة، وموجودة داخل غرفة الكشف على الجثث، وتبين أن الجثة مجهولة.
وعندما تم الرجوع لمراقبة الكاميرات بالمستشفى اتضح أن هناك سيارة نوع "كورلا" فضية اللون حضرت في حدود السابعة والنصف من يوم 26 رمضان 1436، ومعها الفتاة المجهولة، وتم عمل إنعاش لها دون جدوى، حيث حضرت للمستشفى وهي متوفاة.
وتم مخاطبة شرطة العاصمة المقدسة، ممثلة في مركز شرطة القرارة، للبدء في التحقيق وإحضار صاحب السيارة التي أحضرت الفتاة لمعرفة سبب وفاتها "جنائي" أم "عرضي".
وكشف خال ووالدة الطفلة "زهرة" تفاصيل القصة بشكل كامل، وقالا: " والد الطفلة انتهت إقامته قبل خمسة أشهر تقريباً، وتم تسفيره، وفي يوم 26 رمضان الماضي، تعبت الطفلة حيث إنها تعاني من عدة أمراض منذ الولادة فهي طفلة "منغولية" وتم نقلها لمستشفى الملك فيصل بالششة، حيث أفادوا بأنها متوفاة، وعلينا إحضار الأوراق والإقامة حتى نستكمل إجراءات استلامها ودفنها.
وعندما عدنا لهم بالمستشفى بالششة أفادوا بأنها ربما نقلت لثلاجة الوفيات بالمعيصم، وبالذهاب للثلاجة في المعيصم تم إفادتنا بأنها طفلة وربما نقلت جثتها لمستشفى الولادة والأطفال، وذهبنا لمستشفى الولادة والأطفال، ولم نجدها، ومنذ ذلك الوقت ونحن نبحث عنها حتى تم النشر في "سبق".
ورددت الأم "ميا": نحن لا نريد من أحد شيئاً، وحسبي الله ونعم الوكيل في كل مهمل ومقصر، وبإذن لله تأخذ حقها يوم تجتمع الخصوم.
وعلمت "سبق" بأن اللجنة المشكلة بتوجيه من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور مصطفى بلجون، أنهت التحقيقات مع أكثر من 25 طبيباً وطبيبة وممرضاً وممرضة ومديراً مناوباً لهم تسلسل في ترك الجثة في غرفة غير مخصصة، وإنما هي غرفة خاصة بأشعة الموجات الصوتية تم استخدامها لوضع الجثث فيها بعد أن تم نقل ثلاجة الوفيات للمعيصم.
وكشفت المصادر بأن إحدى الممرضات هي من نقلت الجثة حسب توجيه الطبيب، والذي حاول الإنكار أثناء التحقيق معه، ولكن الممرضة أحضرت شهوداً على توجيهه، كما أن الممرضة أبلغت المدير المناوب في تلك الليلة، التي أعقبت زيارة الوزير للمستشفى.
وعلمت "سبق" بأن أحد الأطباء المسؤولين عن الحالة طلب من اللجنة إعفاءه من منصبه قبل البدء في موسم الحج، ولكن اللجنة أشارت بأن الإعفاء سوف يصدر قريباً، خصوصاً بعد هذه القصة المؤلمة والمحزنة بكل معاني الإنسانية.
وعلمت "سبق" بأن إمارة منطقة مكةالمكرمة وعدد من الجهات الأمنية المهمة باشرت متابعة القضية وتنتظر التقارير النهائية من اللجنة والتي تصدر غداً الخميس، كما أن المسؤولين في وزارة الصحة ينتظرون نتائج تحقيقات اللجنة والتي تصدر غداً الخميس حتى يتم على ضوئها فرض العقوبات على المتسببين والمتورطين.
وكشف مصدر ل"سبق" بأن قرارات منتظرة يتم من خلالها إعفاء جميع المسؤولين المتورطين والمتسببين في القضية، والخسم منهم، وهناك من سوف يتم نقله من المستشفى.