طالَبَ قراء "سبق"، بمحاسبة كل من له علاقة بحادث عمال المجمعة المميت، الذي راح ضحيته 9 عمال، وأصيب 34 آخرون؛ نتيجة سقوط مركبتهم مُحَمّلين في صندوق "دينا" من فوق أحد كباري طريق المجمعةالكويت؛ مشيرين إلى أن المقاول أو البلدية والجهة المشرفة على عمل الشركة، أو الجهات المسؤولة عن تطبيق الأنظمة ووسائل السلامة التي تمنع حمل الأشخاص في صناديق المركبات كإدارة المرور، يستحقون المحاكمة لتقصيرهم. وعلّق مَن رَمَز لنفسه ب"الفكر العالي" قائلاً: "إلى متى ننقل العمالة دون أدنى إحساس بآدميتهم وكرامتهم، هجير الحر يُحرقهم، وزمهرير البرد يقتلهم؛ لأجل توفير مبلغ تافه بسيط تُمتهن كرامتهم ويُستهان بهم، لأجل توفير مبلغ تافه تُشترى سيارة تالفة مستهلكة لنقلهم، لو أجبرت الأزمات صاحب المؤسسة ما ركبها وما تنازل لركوبها".
وأضاف مخاطباً المسؤول: "ستوقَف يوم القيامة بين يدي الواحد الأحد، وستُسأل عنهم؛ فبماذا ستجيب؟ سؤال يوجه لكل مَن كان في يده منع نقلهم بهذه الطريقة ولم يستخدم مسؤوليته وصلاحياته لوقف هذا الاستهتار، بماذا ستجيب عن السؤال حين تقف بين يدي رب العالمين، هل سترمي بالمسؤولية على مَن هو أعلى منك مسؤولية؟ ليس لك بها عذر! هل سترضى بنقل أبنائك بهذه السيارات المتهالكة؟ والتي لا يُنقل بها حتى الحيوانات إلا مَن نَزَع الله من قلبه الرحمة والعطف والشفقة؟".
وعلّق "أبو فجر" على خبر "سبق" المنشور عن الحادث قائلاً: "لاحول ولا قوة إلا بالله، أصحاب المؤسسات والشركات خافو الله في عمالكم.. وَفّروا نقلاً مناسباً للعمال، تراهم بشراً، ولهم إحساس وكرمة، تنقلونهم مثل الأثاث بصناديق "الونيت" و"الدينا"! شيء عجيب والله".
وقال "همس الخاطر": "يا صاحب المنشأة ستُسأل عنهم فرداً فرداً يوم العرض؛ أمن أجل توفير بعض المال يُنقل البشر كما تنقل الخراف، لا حول ولا قوة إلا بالله".
وعلّق القارئ "الصارم" قائلاً: "الله ينتقم من كل مَن بطش وطغى.. الذي أعرفه أن "الدينا" لنقل الأثاث والغنم والشعير وغيرها من الحمولات، وليست لبني آدم يجلس في صندوقها، فيه شيء صنعوه اسمه باص، يا اللي ما تخاف ربك أنت ومن على شاكلتك، الله يرحم من مات ويشفي المصاب".
وتعجّب "النهر الجاف" قائلاً: "43 بني آدم في قلاب دينا؟! يا ناس اتقو الله هولاء بشر لهم حقوق وعليهم واجبات، أنا ألوم الجهات المعنية (مرور - وأمن طرق - وشرطة) كيف سمحوا بالوضع هذا؟ والله لو جت على أصحاب بعض المؤسسات ما عطوهم وسيلة نقل، اتقو الله يا من وليتم أمور الناس، الله يرحم كل مسلم ومسلمة".
وقال قارئ آخر: "أين المرور؟ أليس نقل الأشخاص في صندوق المركبة مخالفة صريحة يعاقب عليها النظام"، وقال القارئ محمد: "لا حول ولا قوة إلا بالله.. 43 عامل تنقلهم سيارة دينا بطريقة بدائية!! كيف لها أن حملت هذا العدد من العمال؟"؛ مضيفاً: "اهتمت وزارة العمل بمنع تشغيل العمال؛ ولكن نسيت أو تجاهلت الاهتمام بوسيلة نقلهم من مكان سكنهم إلى مكان عملهم والعكس"، أما القارئ "التميمي"؛ فاكتفى بقوله: "نسخة لوزير الشؤون القروية والبلديات، سوف تُسأل عن هذا بالكامل يوم الحساب".
وكان للمرأة تعليقات مميزة ونقد هادف للحادثة؛ فقد أكدت إحدى المواطنات المتابعات ل"سبق"، أن هذه الحالة ليست الوحيدة حسب مشاهداتها اليومية، وقالت: "والله العظيم كل يوم أشوف عمال الشركات راكبين باصات قديمة متهالكة مصدية، ما فيها مكيف ونوافذها مكسرة، أين كرامة الإنسان يا بشر"؛ مضيفة: "حسبي الله على أصحاب الشركات اللي يملكون الملايين ولا يرحمون هؤلاء الضعفاء".
وقالت مَن رَمَزت لنفسها "ابنة بلاد التوحيد حرسها الله": "حسبنا الله ونعم الوكيل، ترى الدنيا دوّارة، اقرأ قصص مَن سبقوك، لا أقصد فقط المقاول أو صاحب الشركة؛ لكن كل من استطاع التغيير وسكت"، وأضافت: "أهكذا يُنقل آدمي؟ والله ما أتى بهم ولا اضطروا يشتغلون كذا إلا الظروف، وتذكروا أن الدنيا دوارة، وياما قصص ناس دارت بهم الدنيا فأصبحوا من غنى إلى فقر مدقع، لا يجدون ما يُسكت جوعهم؛ فتحملوا الذل لأجل اللقمة.. اتقوا الله، خافوا الله".
أما القارئ "العتيبي"؛ فقد طالَبَ قراء "سبق"، بالتكاتف لتوثيق معاناة العمال ونشرها لتصل للمسؤول، وقال: (قراء "سبق" يجب أن نقف لمواجهة مثل هذه المخالفات التي تستهر بسلامة وأرواح البشر؛ وذلك بتصويرهم بمقاطع الفيديو والرفع بها للوزارء لتحميلهم كامل المسؤلية أمام الله، ثم أمام الرعية، أو نقوم بنشرها بمواقع التواصل الاجتماعي).
وبيّن "العتيبي"، أن ظاهرة حمل العمال في صناديق المركبات لا تشاهد غالباً إلا عند الشركات التابعة للبلديات قائلاً: "مع العلم أن هذه الظاهرة أكثر ما نلاحظها على مقاولي وزارة البلدية والقروية، ولا نلاحظها على مقاولي شركة الكهرباء، ولا أرامكو، ولا التعليم العالي".
وبيّن مَن رَمَز لاسمه ب"نقيب متقاعد": كيف تتعامل الدول المتقدمة فيما لو وقعت مثل هذه الحادثة في بلادهم وقال: "في جميع دول العالم المتعلم لو تم حمل عمال بهذه الطريقة لأقفلوا الشركة المالكة، وتم سجن صاحبها والتشهير به، وأجبروه على دفع غرامة قاسية جداً".
وأضاف: "السبب في عدم معاقبة المستهتر في بلادنا: "عندنا في المملكة للأسف بسبب كلمة خشمك خشمك، ننسى كل شيء ونتجاهل حقوق الناس وتصبح الأنفس -التي حرمتها عند الله أعظم من هدم الكعبة- أرخص من شربة ماء".
وتابع: "يجب أن تدفع الشركة المالكة على الأقل مليون لكل أسرة عامل، وأن يتم إيقافها والتشهير بها؛ وإلا فلن تحفظ كرامة البشر عندنا بسبب طمع أصحاب الأعمال.. إن كنا نحب المملكة فلنقم بما يشرّف دولتنا من أمور تحفظ للإنسان كرامته".
وأثنى عدد من القراء على تعامل المستشفى مع الحادثة، وقال أحد القراء الذي رَمَز لاسمه ب"قرناس": "والله يبيض وجه طاقم مستشفى المجمعة، مجهود أكثر من رائع، حقيقة كنت بالمستشفى، خلية نحل ما شاء الله".
يُذكر أن "سبق" قد نشرت بالصور انقلاب سيارة من نوع "دينا" تابعة لشركة تعمل في مجال النظافة، وتحمل 43 عاملاً؛ وذلك بعد سقوطها من أعلى كوبري على طريق المجمعةالكويت، ونتج عن الحادث وفاة 9 عمال وإصابة 34 آخرين، وتم نقل المصابين إلى مستشفى الملك خالد بالمجمعة، عن طريق الهلال الأحمر، وإسعافات الدفاع المدني.