ناشد المستشار الباحث في الشؤون الإسلامية سلمان بن محمد العمري، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بشمول عطفه وإحسانه وكرمه بمنح الجنسية السعودية لعميد خطاطي المصحف الشريف في العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عثمان طه، وهو ممن شرفه الله سبحانه وتعالى بخط المصحف لنصف قرن من الزمان، وأكرمه الله -عز وجل- بسكنى المدينةالمنورة، والعمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف منذ إنشائه؛ ليكون كاتباً لمصاحف المدينة. وهذا العمل الأخير الذي قارب الثلاثين عاماً فيه حصل له من الخير الشيء الكثير؛ ذلك أن نتاج المجمع فهد لطباعة المصحف قد قارب الثلاثمائة مليون نسخة من المصاحف والتراجم، وهذه الإصدارات معظم أسسها من خط الشيخ عثمان طه. وكم من مسلم سيقرأ من هذه المصاحف مرات عديدة. وقال العمري إن خادم الحرمين الشريفين وخادم القرآن الكريم سلمان بن عبدالعزيز هو الحريص كل الحرص على رعاية القرآن الكريم وأهله، ولا غرابة في ذلك فهو ملك الوفاء ووفي مع كل مخلص محب للدين والوطن، والمملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وهي تحتضن العلماء والمفكرين والمبرزين في شتى العلوم والمعارف، وتكرمهم وتضعهم بالمكانة اللائقة بهم. وملكنا سلمان بن عبدالعزيز يسير على نهج والده وإخوته رحمهم الله في الوفاء والعدل والإحسان، وبصمات الملك سلمان واضحة في خدمة القرآن الكريم وأهله والقائمين عليه تسجّل بمداد من ذهب ويشهد بها القاصي والداني، وأن أهل القرآن وأبناء الأمة الإسلامية يتطلّعون إلى تكريم خطاط مصحف المدينة النبوية الشيخ د. عثمان طه بمنحه الجنسية السعودية تقديراً لما قدّمه للقرآن الكريم لأكثر من نصف قرن، ونحن في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لإدخال البهجة والسرور له ولعائلته.
ومضى سلمان العمري في حديثه قائلاً: إن أبا مروان - أمد الله في عمره على طاعته - قد جاوز الثمانين عاماً، ونال شرف كتابة القرآن الكريم بعد توفيق الله له، ثم الإخلاص في العمل وحب القرآن الكريم وعشقه لمهنة الخط؛ فقد بذل جهداً وأنفق وقتاً ومالاً، حتى هيأ الله سبحانه وتعالى له هذه المكانة العالية المرموقة، التي بدأها بالتعلم لدى كبار خطاطي العالم الإسلامي، كخطاط العراق محمد هاشم البغدادي، وخطاط بلاد الشام محمد بديوي الديراني، والأخير لازمه لمدة سبع سنوات كاملة، وكذلك تعلم لدى الخطاط حسن حسني والخطاط محمد علي مولوي، وختم ذلك بإجازة من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي في وقته حامد الآمدي. والتوفيق والسداد من الله - عز وجل - وهذه المنة التي امتن الله بها - عز وجل - على الخطاط عثمان طه لها أسباب، يقول عنها: «إنها بعد توفيق الله عز وجل ثم دعاء الوالدين - رحمهما الله -. وإني ما كتبت حرفاً ولا كلمة من القرآن الكريم إلا وأنا على وضوء إجلالاً وتقديراً لكلام الله - عز وجل - وحرصت كل الحرص ألا أرتكب ما يغضب الله بيميني التي تكتب القرآن الكريم».
لقد تميّزت إصدارات المجمع بمزايا عديدة. ومن بين ملامح التميز لهذه الإصدارات الخط الجميل الذي كتب به المصحف، مع جودة الطباعة وإتقانها وضبطها، والإخراج والتجليد، ونوعية الورق. وما يميز ضبط عثمان طه للمصحف الشريف أن كل صفحة تبدأ بآية، وتنتهي بآية. وهذا التوزيع للحروف والكلمات فيه مشقة وكلفة، لكن الله - عز وجل - يسر هذا الأمر، وجعله ممكناً. وهذا أمر يتميز به مصحف المدينةالمنورة عن بقية الإصدارات. وهذا الإتقان ليس في الرسم والخط بل في ضبط الآيات والتشكيل، كما يعتمد الشيخ الجليل د. عثمان طه في كتابة المصاحف أسلوباً متميزاً، وهو تبسيط الكلمة لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التالية لها دون التباس، والتخلص من بعض التركيبات الخطية التي تعيق الضبط.
وأشار العمري إلى أن الشيخ عثمان طه الذي يعول زوجته المقعدة وولدين، فضّل البقاء في المدينةالمنورة رافضاً كل العروض التي طلبته للخروج من مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم.