قال خطاط مصحف المدينة المنوّرة الشهير عثمان طه، إنه قام بكتابة 14 مصحفاً بخط يده خلال 50 عاماً، وقال إن الوقت الذي يستغرقه في كتابة نسخةٍ كاملةٍ من المصحف يأخذ منه ما بين سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات، وإنه كتب مصحفاً كاملاً في عام ونصف، وقال إنه لا يخط حرفاً واحداً في كتابته للمصحف إلا إذا كان على وضوء. وقال عثمان طه كلمةً؛ شكر فيها أسرة العُمري ممثلة بالأخ الكريم سلمان العُمري، ثم تحدث عن مسيرته في كتابة المصحف الشريف، حيث أبان أن أول آية كتبها كانت عام 1951م، بخط الثلث.. وباستعمال الدهان بدل الحبر، حيث إن ذلك بداية الانطلاقة نحو تعلُّم الأنواع الأخرى من فنون الخط، مشيراً إلى أنه لم يكن لديه برنامجٌ محددٌ في كتابة القرآن الكريم, وقال: كُنت أكتب المصاحف لدور النشر أو لمَن يطلب ذلك برواية حفص عن عاصم المدني وبالرسم العثماني، وكنت كل ما أكتب مصحفاً أتشوق إلى كتابة آخر أتلافى فيه ما يقع لي من ملحوظات فنية في النسخة السابقة.
وقال الدكتور عثمان طه في كلمته: إنه قام بكتابة المصحف الشريف أكثر من عشر مرات وبرواياتٍ مختلفة إلا أن ما قمت بكتابته في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوّرة أخذ مني اهتماماً زائداً وعنايةً فائقةً من حيث حُسن الخط، وصحة الضبط, وروعة الإخراج، تحت إشراف لجنة علمية مؤلفة من كبار العلماء المتخصّصين في علم القراءات والرسم والضبط، مفيداً أن الشعور المسيطر عليّ في أثناء الكتابة هو الغياب التام عمّا يدور حولي من أمور الدنيا؛ أعيش بين آيات زاخراتٍ فيها الإعجاز، والحكمة، والبلاغة، والأحكام, والقول الفصل, آيات تبشر وأخرى تنذر،، وآيات تبين ما وعد الله المتقين في الجنة من النعم، وعند انتهائي من العمل اليومي أنسى ما صرفت فيه من الجهد والتعب، بل أشعر بالراحة والرضا حين أتقن عملي.
جاء ذلك في احتفالية قرآنية حضرها عددٌ كبيرٌ من أشهر قرّاء القرآن الكريم في الرياض، في مقدمتهم المشايخ: عادل الكلباني، وياسر الدوسري، وناصر القطامي, وأبرز محكمي المسابقات القرآنية العالمية والمحلية, وعددٌ من المسؤولين عن جمعيات التحفيظ وأساتذة علوم القران والدراسات القرآنية، وأساتذة القراءات.
احتفت "أسرة العُمري" في الحفل الذي أُقيم في منزل وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد سلمان بن محمد العُمري بالرياض بعدد من أصحاب المعالي والفضيلة ونخبة من قرّاء القرآن الكريم، وكوكبة من المختصّين في القرآن الكريم وعلومه، كما حضر الشيخ عبد العزيز الحميد رئيس محكمة الاستئناف عضو المحكمة العليا، ووكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري.
وأكد سلمان العُمري في كلمةٍ رحّب في مستهلها بالمحتفى به والحضور، عن سعادة الأسرة العُمرية باستضافة كوكبة من القرّاء، ومن المختصين في القرآن الكريم وعلومه، بحضور وتشريف خطاط المصحف الشريف الدكتور عثمان طه، الذي خدم كتاب الله الكريم أكثر من خمسين عاماً، وقال: إننا في هذا الحفل الذي نكرّم فيه أحد أعلام الخط العربي، وأشهر خطاطي وكتاب المصحف الشريف، نسعد أيما سعادة بهذا الجو الإيماني الروحاني الذي جمع أهل القرآن في هذا اليوم المبارك، وإن هذا الاحتفاء نابعٌ من محبتنا للقرآن الكريم، وحرصنا على تكريم مَن كان لهم أعمالٌ جليلة وإسهاماتٌ متتابعة في خدمة كتاب الله وأهله.