حققت الجهات الأمنية بمحافظة الطائف، وعلى رأسها "قوة الطوارئ الخاصة"، إنجازا مهنياً مميزاً باحترافية عالية، من خلال التعامل مع عملية مطلوب الطائف الغامدي. وبعد مرور ما يقارب 32 ساعة من المهمة الناجحة، تم إنهاء فصول ذلك الداعشي، صاحب الفكر الضال، وتخللت تلك العملية مهمات تفتيشية لفرق الطوارئ، وشملت الموقع المفترض تواجده فيه بالمنطقة المركزية "سوق البلد".
وكان المطلوب قد دخل في مواجهة مع أحد رجال الأمن، والذي كان يتابعه، وهو الرقيب أول عوض بن سراج بن محمد العاصمي المالكي، واستشهد بعد أن تعرض للإطلاق منه، ثم فر هارباً من عند منزله بحي الشرقية "البخارية"، مستقلاً سيارة رجل الأمن من نوع فورد، وانتقل بها مروراً بمديرية الشرطة في شارع شبرا، والتي أمطرها ببعض الطلقات النارية عن طريق الرشاش الذي كان بحوزته، ثم أصاب أحد رجال الأمن إصابة بسيطة، وواصل طريقه وقت صلاة الفجر ليوم أمس الجمعة، حتى انقلبت به السيارة في ميدان العزيزية مقابل موقف مكة سابقاً، إثر مطاردته من قبل الدوريات، ما دفعه للترجل من السيارة والتوجه نحو المنطقة المركزية المقابلة.
وكانت "سبق" قد تابعت تلك الأحداث أولاً بأول، وتعاملت مع الحدث وفقاً للنظام، حيث انتظرت صدور بيان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، والذي حمل المعلومات التي كانت تحتفظ بها، ومنه تمت متابعة الحدث تفصيلاً.
وظلت الجهات الأمنية تخضع المنطقة المركزية بالطائف للحصار من أجل تضييق الخناق على المطلوب والذي لم يعرف قبل صدور بيان الداخلية، ابتداءً من الخامسة فجراً، وانتشرت فرق قوة الطوارئ الخاصة بالمنطقة، وقامت بتمشيط "فندق العزيزية" بعد الاشتباه بأن يكون متحصناً به وفقاً لشهود العيان، كما وردت معلومات عن رؤيته يترجل بداخل المنطقة المركزية "السوق" حاملاً رشاشه، وربما يكون مرتدياً لحزامٍ ناسف.
وبعد صدور البيان من قبل وزارة الداخلية والمتعلق بالمهمة الأمنية بالطائف، وإعلان استشهاد الرقيب المالكي، أعلن اسم المطلوب الداعشي "يوسف عبداللطيف شباب الغامدي"، بأنه الهارب، وتمت مطالبته بالمبادرة بتسليم نفسه، بعد ضبط ثلاثة من المشتبه بهم في نفس الموقع ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي، وعثر معهم على بعض الأجهزة وأعلام خاصة بالتنظيم، حيث بعدها تواصل العمل من قبل الجهات الأمنية.
وشاركت جميع القطاعات الأمنية والحكومية في التعامل مع الحدث مثل "الشرطة - دوريات الأمن - المرور - البحث الجنائي - الصحة - الهلال الأحمر" وغيرها من الجهات الأخرى.
وتنقلت قوة الطوارئ طوال يوم ما بين حي ريحة شمال محافظة الطائف، ثم جبل البازم، وانتهاءً بالبخازية في حي الشرقية، وتحديداً عند منزله، حيث تم رصد عودته للمنزل، وظلَ بداخله محتجزاً والدته وأخواته مانعاً إياهن من الخروج، حتى تواجد قوة الطوارئ، والتي بدأت أولاً بمناداته لتسليم نفسه ولم يستجب، وما كان منه إلا أن خرجَ من المنزل مرتدياً (بنطال جينز كحلي اللون)، وقميصاً أسود، ويبدو ملتحياً.
وكان المطلوب حاملاً سلاحين "رشاش ومسدس" ودخل مع القوة الأمنية في مواجهة، وبادلهم بإطلاق النار، وتعاملوا معه وفق الأنظمة حيث تم قنصه وقتله عند المنزل، إلى أن تم رفعه من الموقع بعد تفتيش المنزل وما حوله، ونقله للثلاجة.
تلك العملية الأمنية أنهت فصول ذلك الداعشي، والذي حاول أن ينثر سمومه بين فئات الشباب، والتغرير بهم، من خلال الأجندة الفاسدة والخبيثة التي يعتمد عليها من قبل ما يبلغ به من خلال تواصله مع ذلك التنظيم الإرهابي، والذي لم يجد إلا الفشل والمواجهة الأمنية الصلبة من قبل الأجهزة الأمنية، والتي تعمل بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفي ظل الإشراف والمتابعة والدعم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وكذلك في ظل المتابعة من قبل مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، ومحافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، والمسؤولين الأمنيين كافة بالمنطقة والمحافظة.
وعاشت "الطائف" اليوم لحظات فرح وسعادة وانتشاء بعد نبأ مقتل المطلوب الغامدي، وعرفوا ذلك من خلال انفراد "سبق" بنشر الخبر في حينه، حيث توجه العديد من المواطنين لموقع الحدث، ولاحظوا الحصار الأمني حول الموقع، معبرين عن فخرهم برجال الأمن وما تحملوه من واجب في الدفاع عن هذا الوطن، وتميزهم وقدرتهم في التعامل مع مثل هذه الأحداث وبحرفية عالية دون أن تقع أي خسائر في الأرواح، من خلال المواجهة مع المطلوب اليوم والتي انتهت بمقتله.