أعلن وزير الحرس الوطني عضو مجلس أمناء مؤسسة الملك عبدالعزيز العالمية للأعمال الإنسانية الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، عن قيام المؤسسة بترميم مسجد المعمار بتاريخية جدة، مشيرًا في كلمته لدى افتتاح مسجد الشافعي بتاريخية جدة مساء أمس إلى أنه يأتي إسهامًا من المؤسسة في خدمة بيوت الله. وأضاف أنه سيتم مع غرة شهر رمضان افتتاح مسجد الملك عبدالله بمقر المؤسسة بالرياض ونوه سموه بجهود مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الإنسانية واسهاماتها في مختلف المجالات، معلنًا البدء في مشروع ترميم مسجد المعمار في غرة شهر رمضان المبارك، مقدمًا شكره لجهود الأمير سلطان بن سلمان في مجال الاهتمام بالآثار والتراث الإسلامي ومتابعته الحثيثة لأعمال ترميم مسجد الشافعي.
وتطرق الأمير متعب بن عبدالله لجهود مؤسسة خادم الحرمين الشريفين العالمية لخدمة الإنسانية ومشاريعها التي تستهدف الوطن والمواطن والبشرية جمعاء في كل أصقاع المعمورة.
وعلى صعيد متصل، أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة تراث الخيرية، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كما أعلن سموه عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان صدقة عن والدته الأميرة سلطانة السديري رحمها الله.
جاء ذلك كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح مسجد الشافعي التاريخي الذي تكفل بنفقات ترميمه المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله بحضور الأمير خالد بن عبدالله رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك عبدالله للأعمال الإنسانية، والأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة والأمير الدكتور بندر بن محمد ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، وأمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس.
وأكد الأمير سلطان الدور التاريخي الذي يؤديه المسجد في تعزيز أواصر القربى والتلاحم والوحدة إلى جانب العبادة وإقامة شعائر الله عز وجل فهي تشكل هوية المواطن ونحن لا ننظر للمساجد التاريخية من زاوية ترميمها فقط وإنما إحياء دور المسجد وما يمثله من صمام أمان وحماية للموطن.
وتطرق الأمير سلطان بن سلمان إلى جهود مؤسسة التراث الخيرية التي عملت بشكل وثيق مع وزارة الشؤون الإسلامية منذ أكثر من 27 عامًا في حصر المساجد التاريخية وإنجاز الدراسات التطويرية لهذه المساجد لتبقى شامخة يذكر فيها اسم الله وتكون ملتقى يجمع على البركة والخير المواطنين والسكان المحيطين بهذا المسجد.
وأوضح أن الوحدة الوطنية التي قامت في هذه البلاد قبل 300 سنة لم تكن لتصمد بوجه التحديات لولا تمسك هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, باعتبار المسجد مصدرًا مهمًا ونقطة انطلاق لكثير من المشاريع وقد عملت المملكة العربية السعودية طوال تاريخها وفي عهد ملوكها على العناية بالمساجد حتى أصبح لدينا اليوم أكثر من 70 ألف مسجد تُقام فيها شعائر الله بمختلف مناطق المملكة.
ونبه الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الملك عبدالعزيز يرحمه الله لم يذكر في أي من خطاباته أنه هو من قام وحده بتوحيد المملكة العربية السعودية وإنما بتكاتف وتآزر وتعاون أبناء الوطن رجال ونساء كبار وصغار حتى تكونت وحدة وطنية متمسكة بكتاب الله وسنة نبيه.
وشدد على أن الهيئة تعمل بشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية على تطوير أواسط 35 مدينة وسيكون المسجد هو قلب هذه المشاريع التطويرية لما له من أهمية بالغة يعرفها جميع أبناء وطننا العزيز الذين تميزوا بصفات إسلامية حميدة تبلورت من هذه المساجد فبكل مسجد قصة وأبناء الوطن تضامنوا وعملوا على العناية بالمساجد بناءً وترميمًا وصيانة.
كما ألقى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ كلمة أثنى فيها على مشروع ترميم مسجد الشافعي واعتبرها بشارة كبيرة تعكس مدى اهتمام الدولة بالإسلام وعمارة المساجد في بلادنا، معتبرًا أنها من الأعمال الجليلة التي يحث عليها الدين الحنيف، حيث إن الصلاة في المساجد التاريخية أفضل من المساجد الحديثة بل إن العلماء أكدوا أن صلاة الجمعة في الجامع القديم أفضل من الحديث، معربًا عن خالص شكره وتقديره للأمير سلطان بن سلمان على جهوده الكبيرة وعنايته الفائقة واهتمامه المتواصل بمشروع إعمار بيوت الله حتى أصبحت حقيقة ماثلة للعيان، كما وجّه شكره لأنجال خادم الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله على دعمهم لمشروع ترميم مسجد الشافعي سائلاً الله أن يجعله في ميزان حسناتهم.
ويُعَدّ المسجد العتيق أحد أهم المساجد التاريخية في جدة التاريخية والمملكة، كما أنه يُعَد أحد مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية، الذي تُنَفّذه مؤسسة التراث الخيرية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار.
ويقع المسجد التاريخي العتيق في حارة "المظلوم" في جدة التاريخية، وتنبع أهمية المسجد من كونه أحد أهم المواقع التاريخية في المدينة؛ إذ يحكي واقع الإسلام قبل 1400 عام، باستخدامه المواد التقليدية في عملية البناء، والمكونة من: الطين البحري، والحجر المنقبي، والأخشاب، وهي من المواد الأساسية التي كان سكان جدة يعتمدون عليها بحكم طبيعة الأجواء.
وحَظِيَ مشروع ترميم المسجد العتيق (مسجد الشافعي)، باهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله؛ في إطار اهتمامه -حفظه الله- بالمواقع التاريخية بشكل عام والمساجد التاريخية بشكل خاص.
وقام - حَفِظَه الله - بزيارة لمسجد الشافعي أثناء زيارته لجدة التاريخية في شهر رمضان من العام الماضي 1435ه؛ حيث وقف على مشروع الترميم، واستمع إلى شرح من رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن المسجد وأعمال الترميم الجارية فيه.