وصف عدد كبير من المسافرين على رحلات الخطوط الجوية السعودية القادمين من جدة إلى الرياض والدمام الذين تأخَّرت رحلاتهم أكثر من 18 ساعة ب"العذاب" و"سوء المعاملة" و"عدم اهتمام المسؤولين عن الخطوط بمعاناتهم". وقالوا في حوارات مع "سبق": إن هناك من النساء وكبار السن والأطفال مَن تعرَّضوا لتعب شديد، ونُقِل بعضهم إلى المستشفى, في ظلّ الإهمال وعدم الاهتمام. في البداية ، قال علي صالح العويس: "كان من المفترض أن تقلع رحلتي من جدة إلى الرياض الساعة الثانية بعد ظهر الأربعاء، وكان معي تسعة ركاب من أقاربي, وبعد أن قطعنا بطاقة الصعود للطائرة، وذهبنا إلى قاعة المغادرة, فُوجئنا بتأجيل الرحلة, وأُخبرنا بأنه لا توجد أي رحلات للإقلاع؛ بسبب العواصف الترابية، وأنه سيجري تدبير طائرة لنا, وقال "العويس": "كان معي أولادي وأهلي، وانتظرنا ساعات وساعات دون أن يسأل عنا أحد, طلبنا المسؤول عن الخطوط إلا أنه لم يحضر, وجاء اثنان من الخطوط، وتحدّثا مع المسافرين بشكل فيه تعالٍ وعجرفة، فثار عليهم المسافرون, وعلمنا أن أطقم الطائرات عادوا إلى بيوتهم ومقرّات سكنهم بعد أن علموا بأن هناك عاصفة ترابية، ولن يكون هناك إقلاع", وقال العويس: "كل فترة يأتي مَن يقول لنا: سوف يتمّ تدبير طائرات, وسط بكاء الأطفال وتألّم كبار السن, حلّ الليل، ولم نجد مَن يسأل عنا, امتلأت صالة المغادرة بالمسافرين، ولم نجد مَن يقدِّم لنا أي نوع من الخدمة, بل على العكس، غادر موظَّفو الخطوط السعودية المكان، ولم نجد مَن يُجيبنا على أي تساؤلات". أما عبد الله المغيثر، فيقول: إنه كان معه تسعة ركاب من أهله وأولاده، ورحلته رقم 1040، وإنه قدم لمطار الملك خالد الدولي وللأسف لم يجد أي موظّف في الخطوط يخبره بموعد الرحلة, ويتفق مع "العويس" أن موظَّفي الخطوط الاثنين اللّذَين كانا موجودين غادرا الصالة وتركاهم, وقال: هناك مَن افترش أرض المطار، ومَن نام على المقاعد، وحالة المسافرين يُرثَى لها, طالبنا بمن يقدِّم لنا خدمات خاصة بعد التأكُّد من عدم إقلاع الطائرات إلا أنه لم نجد من يجيبنا, وقال "المغيثر": "إن ما حدث لا بد أن يخضع للمحاسبة" . وعبَّر نايف بن محمد الديهم عن معاناته مع رحلته من جدة إلى الرياض، وقال: "إنها معاناة لا تُوصف، ما رأيناه يفوق الوصف إهمالاً ولا مبالاة, لا أحد سأل عنا, تُرِكنا ننام على أرض المطار لمدة زادت عن 15 ساعة, الأطفال تُرِكوا في الصالة لم نجد مَن يستمع إلينا, طالبنا باستئجار طائرة، ولكن لم نجد مَن يرد علينا" . وقال خالد النخيلان: إنه كان حاجزاً على الرحلة رقم 1056، وعندما وصل إلى قاعة المغادرة فُوجئ بإلغاء الرحلات إلى الرياض والدمام, وأخبرونا أن طواقم الطائرات غادرت المطار، وتُرِكنا نحن, وقعت حالات إغماء وحالات مرضية من كبار السن, كنا ننتظر تدخّلاً سريعاً من المسؤولين على الخطوط، ولكن لم نجد أي أحد يسأل عنا" . وقال عدد من الركاب: إن عدم وجود المسؤولين جعل الأطفال يعبثون في مكبرات الصوت وينادون مقلّدين صوت القذافي "زنقة ..زنقة ..زنقة", وإنهم من شدة الضجر عبثوا بالمقاعد الموجودة في الصالة, وأكَّدت مصادر ل"سبق" أن هناك مَن عبثوا بمكتب مدير الخطوط السعودية في المطار، وألقوا بالنياشين وشهادات التقدير والشكر التي كانت موجودة على الأرض, وأن أصوات النساء والرجال تعالت منادية برحيل مدير الخطوط السعودية. وقالت المصادر: إن عدداً كبيراً من المسافرين رفضوا مغادرة أي رحلة للرياض إلا الذين كانوا على الرحلات المقرر إقلاعها بعد ظهر الأربعاء, وتصدّوا لموظّفي الخطوط, مما جعلهم يستجيبون بعد 18 ساعة انتظار، ويوفِّرون طائرة نقلت ثلاث رحلات مرة واحدة فجر الجمعة .