في ما يؤكد تناقض السياسية الإيرانية وازدواجية المعايير، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي: إن شعوب اليمن والبحرين وفلسطين، شعوب مظلومة، ونحن ندعم المظلوم، بقدر ما نستطيع. وأضاف -بحسب "رويترز" نقلاً عن وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية- أمام زعماء إيرانيين ودبلوماسيين من دول العالم الإسلامي يقول: إن بلاده ستساعد من وصفها بالشعوب المظلومة في المنطقة، في حين أعربت متحدثة باسم الخارجية الإيرانية عن رغبة طهران في بدء حوار مع جيرانها الخليجيين. وحذر "خامنئي" من أن "انعدام الأمن بالخليج" سيؤثر على كل الدول المجاورة، على حد تعبيره.
من جهتها، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن بلادها لا تشكل خطرا على دول مجلس التعاون الخليجي وهي مستعدة للبدء في حوار معها.
وقالت إن إيران ترى أن الحوار مع جيرانها أمر ضروري وتطالب دائما بذلك. وأضافت أن الرغبة في تصوير إيران على أنها خطر وعامل عدم استقرار في المنطقة لا تعد مثيرة للسخرية فحسب وإنما تتنافى مع الحقيقة.
هذا التصريحات تؤكد تناقض السياسة الإيرانية، ففي إيران "ولاية الفقيه" لا مكان للأقليتين الدينية والمذهبية، و"احتلال كلي لمواقع الحكم من طرف الشيعة". هذا ما تذهب إليه عشرات التقارير الدولية عن حقوق الإنسان في هذا البلد المتهم دائما بممارسة القمع والتضييق على حرية الأقليات الأخرى التي تتقاسم الأرض والتاريخ مع القومية الفارسية والمذهب الشيعي.
وبحسب موقع "راديو سوا" يكشف الناشط الحقوقي في مجال الدفاع عن السنة وعرب الأحواز محمد مجيد الأحوازي الذي اعتقل في إيران عام 2008 وأصبح يعيش لاجئا اليوم في السويد، بأن 70% من مجمل سكان إيران محرومون من حقوقهم الثقافية، فالعرب ممنوعون من اطلاق بعض الأسماء العربية على مواليدهم، والأتراك أيضا، كما يحظر الاحتفال بمناسبات دينية وشعبية، بالإضافة إلى انتهاك حقوق اقتصادية عبر نهج سياسة إقصائية من الثروات التي تزخر بها أرض الأقليات".