يزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غداً الاثنين المملكة لحضور القمة التشاورية الخليجية التي تستضيفها الرياض. وأشاد الدكتور علي بن محمد القرني القائم بأعمال سفارة المملكة لدى الجمهورية الفرنسية بالعلاقات السعودية الفرنسية، مشيراً إلى أنها في أفضل حالاتها حيث التنسيق مستمر بين القيادتين في البلدين وزيارة الرئيس الفرنسي للمملكة لحضور القمة التشاورية الخليجية تؤكد ذلك حيث تعد الزيارة الثالثة لفخامته منذ توليه سدة الرئاسة.
جاء ذلك في لقاء أجراه القرني مع كبير محرري راديو فرنسا (فرانس إنتر) لشؤون الشرق الأوسط كرستيان شيزنوت في مقر السفارة في باريس، حيث أشار إلى تطابق الرؤى بين المملكة وفرنسا حيال غالبية القضايا الكبرى في المنطقة والعالم، منوهاً بالتعاون في كافة المجالات بين البلدين، وأن المملكة هي الشريك الاستراتيجي الأول لفرنسا في المنطقة بحسب الفرنسيين أنفسهم.
وتعرض القائم بالأعمال إلى أوجه التعاون المختلفة والاتفاقيات بين البلدين وعدد الطلبة المبتعثين في فرنسا وأنشطة التعاون المختلفة بين البلدين.
وفي رده على أسئلة واستفسارات كبير المحررين تحدث القائم بالأعمال عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله قائلاً: " أن الملك الحكيم الحازم قائد المرحلة أسس لمرحلة جديدة من أبرز ما يميزها الحكمة والحزم والرؤية الواضحة والسديدة لما يجب أن تكون عليه الأمور داخلياً وخارجياً، معتمداً في ذلك على الله ثم على دراية وخبرة استثنائية في أمور الحكم والدولة، لاسيما وهو حفظه الله في خضم عملية صنع القرار منذ سنين حياته الأولى".
وأشار د.القرني إلى أن حكمة خادم الحرمين الشريفين أطلقت العنان لعنصر الشباب لتنفيذ رؤيته في الحكم باحترافية عالية وتعزيز الاستقرار لعقود قادمة وتمثل ذلك في اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، مؤكداً أن اختيار ولي العهد وولي ولي العهد تم بسلاسة تمامة، وإجماع الغالبية العظمى من أعضاء هيئة البيعة، ورضا وترحيب شعبي كبير، مؤملاً في ذات السياق من الإعلام الغربي البعد عن الإثارة والنظر بعين الإنصاف والموضوعية إلى سلاسة انتقال السلطة في المملكة والتي تشكل عامل استقرار ليس للمملكة فحسب وإنما للعالم بأكمله نظراً لأهمية المملكة على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي تعليقه على عاصفة الحزم قال القرني أنها أتت تلبية لطلب الشرعية اليمنية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحققت أهدافها بالكامل ومن ثم بدأت عملية "إعادة الأمل" التي أعلنت أهدافها أيضاً، مضيفاً أن المملكة مع دول التحالف هم فقط من يملك قرار متى يبدأ العمل العسكري ومتى ينتهي ومتى يستأنف، وأكد أن المملكة لن تقبل أن يعبث أياً كان بأمن المنطقة واستقرارها.
وفي تعليقه على العلاقة مع إيران أشار القائم بالأعمال إلى أن المملكة دعت مراراً وتكراراً النظام في إيران إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وصنع عصابات وميليشيات في هذه الدول ونشر الطائفية البغيضة والكره المذهبي والتركيز في شؤونها الداخلية والعيش مع جيرانها بسلام، إلا أن النظام الإيراني لم يستجب ويواصل تقويض الأمن والسلم في المنطقة، مثمناً في هذا السياق موقف فرنسا الحازم تجاه الملف النووي الإيراني.
وحول ملف الإرهاب والحركات المتطرفة شدد القرني على أن المملكة من أوائل الدول التي اكتوت بنار الإرهاب، وبأنها من الأوائل الذين تعاملوا مع هذه الظاهرة الخطيرة بعزم وحزم حتى أضحت دار خبرة يقصدها خبراء العالم لمعرفة سبل مكافحة هذه الظاهرة والتي طورتها أجهزة وزارة الداخلية في العقود الماضية بإشراف سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، مشدداً على أهمية التعاون بين كافة دول العالم لمحاربة الحركات المتطرفة مثل داعش وغيرها، وضرورة النظر في مقترح المملكة إقامة مركز دولي لدراسة ظاهرة الإرهاب والتعامل معها تحت مظلة الأممالمتحدة.
وفي نهاية اللقاء تمنى القرني على الإعلام الفرنسي والذي وصفه "بالمهني" بالتواصل مع السفارة والجهات المختصة في المملكة للتأكد من المعلومات المتعلقة بها مبدياً استعداد السفارة تسهيل مهمة أي إعلامي يرغب في زيارة المملكة وذلك تنفيذا للتوجيهات الكريمة التي تقضي بالتواصل مع وسائل الإعلام وتلبية طلباتها والتعامل معها بشفافية وصدق، وفي المقابل نطلب التعامل بالمثل من وسائل الإعلام.
كما رحب القائم بالأعمال بكبير محرري إذاعة فرنسا والذي سيرافق الرئيس الفرنسي في زيارته للمملكة في الرابع والخامس من هذا الشهر.
الجدير بالذكر أن راديو "فرانس إنتر" يبث بأكثر من تسع محطات لكافة المقاطعات الفرنسية.