جاء القرار الملكي الحكيم بتعيين المهندس خالد الفالح وزيراً للصحة، والذي سجّل نجاحات كبيرة خلال إدارته للعملاق السعودي "أرامكو"، ليؤكد رغبة الدولة الجادة في وضع حل نهائي لأوجاع الصحة التي عانت الأمرَّين خلال السنوات الماضية، وإيجاد حلول عاجلة لما تعانيه الصحة من تحديات لا حصر لها، خصوصاً وأنها إحدى الوزارات الخدمية المهمة والتي تلامس حياة المواطنين واهتماماتهم اليومية. وجاء قرار الفجر من الملك الحازم سلمان بن عبدالعزيز، مطمئناً للسعوديين في ظل السمعة الحسنة لشركة "أرامكو" في مختلف المجالات التي خاضتها خلال السنوات القليلة الماضية.
نجاحات "أرامكو" وينتظر أن ينقل المهندس "الفالح" تجربة "أرامكو" الناجحة بكوادرها البشرية عالية الجودة، وأنظمتها الصارمة إلى مفاصل الصحة التي تعاني العجز والهرم.
ف"أرامكو" التي تجاوزت الثمانين ربيعاً، تحمل سيرة إدارية ناصعة لم تخالطها الشكوك، ونجحت عندما استعان بها الوزير الأسبق "فقيه" في الحد من خطر "كورونا" الذي بلغ حينها معدلات مرتفعة جداً، قبل أن يشمر أبناء "أرامكو" عن سواعدهم بدعم حكومي كبير، وينجحوا في التصدي لذلك الخطر الصحي ويعيدوا أمور الصحة إلى نصابها.
صرامة إدارية ولم تتوقف نجاحات شركة النفط العريقة "أرامكو" في ذلك فقط، بل باتت مضرب مثل في دقة التنفيذ، وجودة المنتج، وأثبتت قدراتها الخارقة عندما كسرت طوق حصار أعمالها النفطية، وانطلقت في تحدٍّ جديد لمتابعة وإدارة المشاريع الوطنية العملاقة، ونجحت في إدارة دفة العديد من المشروعات الوطنية باقتدار، والانتهاء منها قبل مواعيدها المفترضة؛ على عكس ما اعتاده السعوديون من وزاراتهم الخدمية ذات المشاريع المتعثرة.
وتمكنت في الثلاثة أعوام الأخيرة من الأشراف على تنفيذ جوهرة الشرق الجديدة، مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة؛ لتنضم إلى باقي المشروعات الضخمة التي نجحت في تنفيذها "أرامكو" بكل حرفية ودقة خلال السنوات الأخيرة، بدءاً من جامعة الملك عبدالله ب"ثول" (كاوست)، ومروراً بمشاريع درء خطر سيولجدة، ووصولاً إلى "جوهرة الملاعب"، جنباً إلى جنب إدارتها لدفة السوق النفطي للعالم بكل اقتدار.
ميزانيات ضخمة وتخصص الدولة ميزانيات ضخمة سنوياً للقطاع الصحي، توازي أحياناً ميزانيات بعض الدول، حيث بلغت آخر ميزانية 160 مليار ريال، إلا أن الوضع الصحي ما زال يعاني من الترهل في العديد من مفاصله الحيوية، وما زالت انتقادات المواطنين ترتفع عندما يضطرون لزيارة المستشفيات الحكومية بحثاً عن العلاج، مما يضطر العديد منهم لطرق أبواب القطاع الطبي الخاص أو شدّ الرحال للدول المتقدمة خصوصاً للأمراض الخطيرة والمستعصية.
ويعتقد الكثيرون أن هناك العديد من الأولويات على طاولة الوزير الجديد وفريقه الذي سيستعين به من "أرامكو"، يأتي في مقدمتها خصخصة القطاع الصحي، والقضاء على الأوبئة المعدية، وبدء تطبيق التأمين الطبي على المواطنين والمقيمين.