محمد الفيفي): في الوقت الذي تواصل فيه قوات التحالف ملاحقة الحوثيين في معاقلهم يقف أبناء المناطق الحدودية والقبائل سداً منيعاً لحماية حدودهم من أي خطر أو تسلل يهدد أمن البلاد، وفي أقصى شرق محافظة الداير بني مالك بمنطقة جازان. ليس بعيداً وفي شامية آل يحيى بجبال العريف أقرب نقطة لليمن في الحدود السعودية، التي يقطنها ثلاث قبائل وهي آل المسلالي وآل محمد وآل وليد، وتضامناً مع عاصفة الحزم جنّد مشايخها ومعرفوها وأعيانها وجميع أبنائها أنفسهم فرداً فرداً لحماية الشريط الحدودي المحاذي لشامية آل يحيى، من خلال أعمال الحراسة والتمشيط ليلاً ونهاراً سيراً على الأقدام وركباناً؛ لمراقبة الشعاب والأودية وقمم الجبال، متخذين من الأشجار والصخور مواقع يصعب اكتشافها ومراكز لوردياتهم في المراقبة، ليبقى كامل الشريط الحدودي المحاذي لشامية آل يحيى أمام أنظارهم لرصد أي محاولة للتسلل من الحدود. أعين ترصد في الوقت الذي تخوض فيه بقية القبائل الحدودية استعداداتها لحماية حدود السعودية، تواجدت صحيفة "سبق" على مقربة شديدة من الحدود؛ لمعرفة الاستعدادات التي تخوضها قبائل آل يحيى وآل زيدان في محافظة الداير بني مالك، حيث كانت أعينهم مترصدة لجميع الداخلين والخارجين للقرى والأودية، ومتعقبين المتسللين وقابضين عليهم؛ لردعهم عن التوغل في الأراضي السعودية بطريقة غير شرعية، وذلك بالتنسيق مع قطاع حرس الحدود والجهات الأمنية.
وقال الأهالي في قبائل آل يحيى: نحن لها ولن نتوانى في حماية حدود القبائل مهما كانت الأحداث، حيث تم توزيع الورديات على أوقات مختلفة ليلاً ونهاراً، متأهبين لأي طارئ -لا سمح الله- يستدعي تدخلهم وتدخل الجهات الأمنية.
وأكدوا أن أعمالهم الحراسية تتم بطريقة منسقة عن طريق التواصل مع الجهات الأمنية والمسؤولين والمشايخ قبل الشروع في أي تحرك، وترتيب الحراسات، وزيادة جاهزية البلاغات تجاه أي أمر مشبوه.
متقاعدون عسكريون وأشار المشرف على المجموعات المتطوعة يحيى اليحيوي إلى أن الحراسات تتم عبر أشخاص ذوي خبرة كافية وعقلانية، متقاعدين من السلك العسكري، وخبراء في اتخاذ القرارات والأنظمة الأمنية.
واختتم "اليحيوي" أنهم يفتقرون لبعض الأدوات الضرورية كالنواضير وغيرها؛ لرصد المتسللين، وخصوصاً أن التضاريس الجبلية تستدعي ذلك، فضلاً عن شبكة الاتصال الضعيفة التي تعيقهم عن التنسيق مع بعضهم بسهولة، مضطرين لإرسال أشخاص ليقوموا بتوصيل البلاغات لمختلف المجموعات.
متسللون وهروب وبالمصادفة أثناء تواجد "سبق" ورد إلى المجموعات بلاغ من إحدى الورديات بشامية آل يحيى بوجود متسللين من الجنسية الإفريقية، فتم رصدهم، إلا أنهم عرفوا بتواجد المترصدين من على مقربة منهم فهرعوا هاربين إلى حيث أتوا تاركين حمولتهم، وعند تفتيشها اتضح أنها تحوي ملبوسات ومأكولات فقط.
يشار إلى أنه تم القبض على عدة أفارقة قبل أسبوع، بالتعاون مع الجهات الأمنية، وأكد الأفارقة حينها ل"سبق" أنهم أصبحوا يهربون من الأوضاع الراهنة في اليمن؛ للبحث عن مكان للعيش فقط، وأصبح مكوثهم داخل الأراضي اليمنية يشكل خطراً كبيراً عليهم.
قبائل يمنية وبدورها أكدت قبائل حدودية يمنية من قبائل آل ثابت تأييدها الأوحد لما تقوم به السعودية، وأنهم مع جيرانهم القبائل السعودية؛ لحمايتهم وتنبيههم من أي عدوان، لا سيما أنه قد جمعهم الجوار مع القبائل السعودية الحدودية، ولن يرضوا بأي أعتداء ظالم، قد يكون من خلالهم من أي جهة كانت.