أكد المشرف العام على مؤسسة "ديوان المسلم" الدكتور ناصر العمر أن ما يحدث في البحرين مثال واضح على فشل شعارات ما يسمى ب "الوطنية" حيث تحل محلها الطائفية في أوقات الأزمات، مشيراً إلى أن أي محاولة لجمع هذه البلاد أو غيرها بغير الإسلام ستفشل. وأوضح في حلقة من برنامج "الجواب الكافي" الذي يذاع على قناة المجد، ونقلها موقع "المسلم"، عدم صلاحية تطبيق المظاهرات في كل البلدان، وذلك لاختلاف كل بلد عن غيره، ولما تجره من مفاسد أحيانًا، كإطلاق الرصاص على المتظاهرين، أو استغلال تلك الاضطرابات من قبل أعداء الله، مثل ما حدث في البحرين التي يرفع فيها صور لخامنئي والخميني وغيرهما، ما يدل على عدم ولاء هؤلاء المتظاهرين لبلادهم. وشدد العمر على أهمية التحليل الشرعي المقترن بفقه الواقع ومراعاة المصالح والمفاسد التي قد تنتج عن تلك الاحتجاجات، علاوة على النظر إلى المآلات والأحكام عند إطلاق الأحكام الشرعية، مؤكداً ضرورة الرجوع إلى العلماء الربانيين، والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) (النّساء 83). ورأى المشرف العام على مؤسسة "ديوان المسلم" أن المظاهرات في المملكة محرمة لما تجره من مفاسد، لافتاً إلى أن هذه البلاد قد اجتمعت على كلمة التوحيد، وهناك طرق كثيرة لتغيير المنكر غير هذه الطريقة. أما بشأن المطالبات بالحرية، فأكد الدكتور العمر أن الحرية قد تعني حرية الكفر أو حرية المعاصي، كما يطالب الليبراليون والعلمانيون، منبهاً إلى أنه ليس في العالم حرية أبداً إلا بضوابط، ففي الإسلام حرية لا شك، لكنها الحرية المضبوطة بضوابط الشرع، وأمريكا التي ترفع صنم الحرية، هي من أشد الناس تقييداً للحريات، حتى تتدخل في شؤون الناس الخاصة. وأشار العمر إلى أن تحقيق الأمن مرتبط بتطبيق الشريعة والرجوع إلى كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مستشهداً بالآية الكريمة (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون). (الأنعام: 82)، موضحاً أن أول المظالم هو الشرك والكفر، ثم تأتي بعد ذلك مظالم العباد، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".