يقول مقربون منه إنه لا يزال يحتفظ بالمسدس الذي قتل به حسين الحوثي، قائد أول تمرد في صعدة عام 2004، ويقسم أنه سيقتل أخاه عبدالملك الحوثي بنفس المسدس. كان قائداً للواء 15 مشاة في الفرقة الأولى المدرعة، وردد أكثر من مرة أنه لولا خيانة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لكان قد تمكن من اجتثاث جماعة التمرد الحوثية من أعوام، موضحاً بحسب إحدى كتاباته التي اطلعت عليها "سبق": "كنا نتقدم حتى النهاية ويندحر الحوثيون ونسيطر على مواقعهم ثم نتفاجأ بتوجيهات بالانسحاب والتراجع فوراً، كنا نعتمد خطة معينة ثم نكتشف تسريبها للحوثي في نفس اللحظة، كنا نلقي القبض على أعداد من الأسرى الحوثيين ثم نتفاجأ بإطلاق سراحهم بعد ساعات أو أيام، كنا نشاهد بعض المستلزمات العسكرية كالملابس الشتوية الجديدة وغيرها تصل إلى مقاتلي الحوثي قبل أن تصل إلينا بأسابيع".
ويضيف قائلاً: كنا نعاتب القيادة على ذلك، ونقول لهم: هل هذا تكتيك؟ أم مسرحية؟ أم تصفيات فيما بينكم؟.. حرام عليكم، زملاؤنا يقتلون بالمئات، خيرة الضباط والجنود استشهدوا في صعدة.
هو العميد ثابت مثنى ناجي صالح جواس، المعروف باسم "قاهر الحوثيين"، إضافة إلى عدة ألقاب ترتبط بشكل أو آخر بحبه الكبير لليمن ووحدته، وكرهه الشديد لإيران وأتباعها ومشاريعها بالعالم العربي.
"سبق" حاولت على مدى 10 أيام التواصل مع العميد (قواس) كما ينطقها الإخوة باليمن، وتواصلت مع عدد من المشايخ اليمنيين وكذلك مع مقربين منه، لكن استحال عليها التحدث معه مباشرة لأسباب أمنية، وكانت تتلقى الاعتذار تلو الآخر بشكل مؤدب، ويطالب المقربون منه بتفهم حساسية الموقف.
أحد المقربين من "جواس" قال ل "سبق": نحن لا نستطيع التحدث معه لأكثر من ثوان، خوفاً من أن يحدد "الأعداء" موقعه، هو عازم على المضي في "جهاده" ضد الحوثي والمخلوع حتى الرمق الأخير، ومصر على القضاء عليه، أو الاستشهاد وهو يحاول.
من جانبه قال أحد مشايخ اليمن الملازمين لجواس: لن ننسى وقفة السعودية وأشقائها في التحالف معنا، وسنعمل معهم حتى يتحقق النصر على المخلوع وأتباع إيران، وعودة الشرعية لهادي، ومن ثم بناء اليمن.
واليوم وجه جواس وأبطال المقاومة ضربة قاصمة للحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع، حيث تمكنوا بدعم قوات التحالف من طرد المتمردين من قاعدة "العند" بعد أن دمروا ما فيها من أسلحة ودبابات، فغرد يمنيون اطلعوا على المشهد عن كثب قائلين: "الأعداء يفرون بشكل هيستيري من قاعدة العند.. الله أكبر".
ويمثل العميد جواس عينة واحدة من عشرات القادة الأبطال الذين يقودون الآلاف من "أسود" اليمن على الأرض لدحر الحوثي وقوات المخلوع وإعادة الشرعية للرئيس هادي، تحت غطاء جوي متواصل من "صقور العوجا" وزملائهم في تحالف "عاصفة الحزم".