كشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حوار مهم مع الكاتب الشهير "توماس فريدمان"، أمس الأحد، عن مساندته لتحرك عربي ضد بشار الأسد متعهداً بالحماية، ومتعجباً من عدم قتالهم ضد الانتهاكات التي تجرى على الأرض السورية، مؤكداً أن صفقة النووي الإيراني لن تكون في ولايته، مشيراً إلى أن طهران لا تقدر على محاربة واشنطن، مسهباً في تقديم التطمينات ل"إسرائيل" بالتصدي لأخطار العابثين. كسر العزلة! وأوضح الرئيس الأمريكي في حواره الذي يعدّ الأكثر صراحة منذ توليه الرئاسة في أمريكا عام 2009، الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي سمحت بكسر العزلة عن بورما وكوباوإيران بعد عداء استمر سنين طويلة، مؤكداً أن المشاركة مع هذه الدول يمكن أن يخدم المصالح الأمريكية في هذه البلدان أفضل بكثير من العقوبات والعزلة التي لا نهاية لها، مضيفاً أن أمريكا مع قوتها الساحقة تحتاج إلى الثقة بالنفس لاتخاذ بعض المخاطر المحسوبة وفتح إمكانيات جديدة مهمة، مستشهداً بمحاولة التوصل لاتفاق دبلوماسي مع إيران مع السماح لها بالمحافظة على بنيتها التحتية النووية وقطع قدرتها على بناء قنبلة نووية على الأقل في العشر سنوات القادمة".
اختبار الاقتراح وأضاف: "نحن أقوياء بما فيه الكفاية على اختبار هذه الطروحات دون تعريض أنفسنا للخطر، وهذا هو الشيء الذي لا يبدو أن الناس يفهمونه"، وزاد قائلاً: "بلد مثل كوبا، المشاركة معهم تؤدي إلى نتائج أفضل للشعب الكوبي، فليس هناك مخاطر بالنسبة لنا؛ لكونها بلداً صغيراً للغاية، وليست مهدِّدة للمصالح الأمنية الأساسية لدينا، وهكذا لا يوجد سبب لعدم اختبار الاقتراح".
لا يمكنها محاربتنا! وبيّن: "هذا الأمر إذا اتضح أنه لا يؤدي إلى نتائج أفضل، بإمكاننا ضبط سياساتنا، وينطبق الشيء نفسه فيما يتعلق بإيران، إنها بلد أكبر وبلد خطير، وواحدة من أكثر الدول التي شاركت في الأنشطة التي أسفرت عن مقتل مواطنين من الولاياتالمتحدة، ولكن الحقيقة أن ميزانية الدفاع الإيرانية 30 مليار دولار، وميزانية الدفاع لدينا أقرب إلى 600 مليار دولار، وإيران تفهم أنه لا يمكنها محاربتنا".
عقيدة "أوباما" وقال الرئيس الأمريكى ل"فريدمان": "أنت سألت عن عقيدة أوباما، وأنا أجيبك: نحن سوف نتشارك معهم، لكننا مستمرون في الحفاظ على كل قدراتنا، ببساطة ليست القضية أن تكون إيران تحت العقوبات، بل نحاول الحفاظ على جميع خياراتنا، فلسنا ساذجين بل نسعى لحل هذه القضايا دبلوماسياً، وهي من المرجح أن تكون حلولاً آمنة ستجعلنا في وضع أفضل لحماية حلفائنا، ومن يدري قد تتغير إيران، وإذا لم يحدث ذلك، فقدرات الردع لدينا قوية ولدينا التفوق العسكري في مكانه"، مستدركاً: "نحن لا نتخلى عن قدراتنا في الدفاع عن أنفسنا أو حلفائنا، في هذه الحالة لماذا لا نختبر هذه الخيارات؟". التهديدات! أما بالنسبة لحماية الحلفاء من العرب السنة، قال "أوباما": " لديهم بعض التهديدات الخارجية الحقيقية ولديهم بعض التهديدات الداخلية كالبطالة، وذلك جزء من عملنا وهو العمل مع هذه الدول حول كيف يمكننا أن نبني القدرات الدفاعية الخاصة بهم ضد التهديدات الخارجية والداخلية؟".
صفقة إيران لم تنتهِ وتابع: "ومع ذلك، فإن صفقة مع إيران هي أبعد ما تكون عن الانتهاء الآن"، محذراً: "هناك الكثير من التفاصيل التي يجب العمل بها، ونستطيع أن نرى التراجع والصعوبات الحقيقية والسياسية، سواء في إيران وأيضاً كما هو واضح هنا في الكونجرس الأمريكي". مخاوف "إسرائيل"! وحول رده على مخاوف حلفاء أمريكا في المنطقة من الصفقة مع إيران قال: "أحترم مخاوف الشعب الإسرائيلي"، وأضاف قائلاً: "وأنا أتفهم المخاوف عميقة الجذور لرئيس الوزراء نتنياهو، وكثير من السكان الإسرائيليين يشعرون بهذه المخاوف أيضاً، ولكن ما أستطيع أن أقوله لهم: هذا هو أفضل رهان لدينا حتى الآن للتأكد من أن إيران لن تحصل على سلاح نووي".
سنكون هناك! واستكمل: "ما سنقوم به حتى ندخل في هذه الصفقة هو إرسال رسالة واضحة جداً إلى الإيرانيين وإلى المنطقة بأكملها، أنه إذا أراد أي شخص أن يعبث مع إسرائيل، فإن أمريكا ستكون هناك، وأعتقد أننا نجمع بين المسار الدبلوماسي الذي يضع القضية النووية إلى جانب واحد، بينما في نفس الوقت نرسل رسالة واضحة إلى الإيرانيين بأنه يجب عليهم تغيير سلوكهم على نطاق أوسع، وأننا ذاهبون لحماية حلفائنا إذا واصلت إيران الانخراط في النشاطات العدوانية لزعزعة الاستقرار".
الخليج أولاً وحول رغبته في إجراء محادثات مع العرب قائلاً: "أريد أن تكون المحادثات مع دول الخليج أولاً، وقبل كل شيء كيف يبنون قدراتهم دفاعية أكثر فعالية".
قتال "بشار" وأضاف: "أعتقد عندما تنظر إلى ما يحدث في سوريا وعلى سبيل المثال كانت هناك رغبة كبيرة للولايات المتحدة لفعل شيء هناك، ولكن السؤال هو: لماذا؟، والإجابة أننا لا يمكننا مشاهدة العرب لا يقاتلون ضد الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ارتكبت، ولا يتحركون للقتال ضد ما قام به الأسد؟".
حماية العرب! وزاد قائلاً، في إشارة لحماية العرب إذا قاموا بتحرك عسكري ضد بشار الأسد: "أستطيع أن أرسل رسالة لهم حول التزامات الولاياتالمتحدة للعمل معهم، والتأكيد أنهم لن يتعرضوا لغزو من الخارج، وأظن أن ذلك ربما سيخفف بعض همومهم ويسمح لهم بإجراء محادثات مثمرة مع الإيرانيين".
الطابع الرسمي وواصل "أوباما" قائلاً: "عندما يتعلق الأمر بعدوان خارجي على هذه الدول، أعتقد أننا سنذهب إلى هناك لحماية أصدقائنا العرب وإضفاء الطابع الرسمي على ذلك أكثر مما لدينا حالياً، وكيف نساعد أيضاً في بناء قدراتهم بحيث يشعرون بمزيد من الثقة حول قدرتهم على حماية أنفسهم من العدوان الخارجي".
لا نووي بولايتي وزاد قائلاً: "عقيدة أوباما المشاركة مع إيران، لكننا سنحافظ على كل قدراتنا، لقد كنت واضحاً جداً أن إيران لن تحصل على سلاح نووي في ولايتي، وأعتقد أنه يجب أن نفهم أننا نعني ذلك، وآمل أن نتمكن من إبرام هذا الترتيب الدبلوماسي تبشيراً بعهد جديد في العلاقات الأمريكيةالإيرانية، والأهم من ذلك مع مرور الوقت أن يبشر بحقبة جديدة في العلاقات الإيرانية مع جيرانها".
هدفنا السلام وزاد حول الاتفاق مع إيران وتداعياته على المنطقة قائلاً: "في هذه المرحلة المصالح الأساسية للولايات المتحدة في المنطقة ليست النفط، وليست السيطرة الإقليمية، المصالح الأساسية لدينا هي أن الجميع يعيش في سلام، وبشكل طبيعي، وأن حلفاءنا لا يتعرضون للهجوم، وأنه لا تسقط على الأطفال براميل متفجرة، ولا توجد عمليات نزوح واسعة النطاق.
على ما يرام! واختتم: "لدينا مصالح، ومجرد التأكد من أن المنطقة تعمل بشكل جيد، سنكون على ما يرام، وأنه سيكون مشروعاً كبيراً بالنظر إلى ما يحدث، ولكن أعتقد أن اتفاق الإطار مع إيران هو على الأقل إشارة واحدة للبدء".