ما زالت أزمة المياه مستمرة وبشكل تصاعدي في عدة أحياء بالمدينةالمنورة، على الرغم من تصريحات مدير عام المياه بمنطقة المدينةالمنورة المهندس صالح بن عبدالعزيز جبلاوي، عن قيام المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينةالمنورة، بإعداد خطة تشغيلية متكاملة لمواجهة النقص في كميات المياه المحلاة الواردة للمدينة المنورة. وقال جبلاوي في تصريح سابق إن المدينةالمنورة وما تشهده حاليا من نقص في كميات المياه يعود لقيام المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بأعمال الصيانة الدورية لوحدات محطات التحلية التي تستمر لمدة (12) أسبوعاً ابتداء من تاريخ 19/ 3/ 1436ه، مما قلص من كميات المياه الواردة للمدينة المنورة.
إلا أن هذه الفترة لم يتبق منها إلا 4 أيام، وسط تزايد أزمة المياه في أحياء عدة، ولم يتضح اي تحسن على وضع المياه بالمدينةالمنورة، حيث تشهد أشياب المياه ازدحاماً كبيراً واصطفاف طوابير من البشر في بعض الأوقات وانتظار إلى اكثر من 10 ساعات، من أجل البحث عن صهريج ماء يسد حاجتهم وأسرهم في المنازل.
"سبق" استطلعت آراء بعض المواطنين في أزمة المياه التي تشهدها المدينةالمنورة، وقامت بزيارة إلى أشياب قباء وغيرها، وشهدت كثافة مواطنين ينتظر الكثير منهم منذ الصباح من اجل الحصول على صهريج صغير يسد به حاجته.
وقال المواطن محمد الحربي: منذ الساعة الثامنة صباحاً حصلت على رقم من أشياب قباء، وذلك للحصول على صهريج كبير، وحتي أذان المغرب لم يأت لي الدور علماً أن منزلنا مقطوع من الماء منذ ثلاثة أيام.
وبين العديد من المواطنين ل "سبق" أن مشكلة المياه ليس المشكلة الأولى، بل تتزايد هذه المعاناة منذ سنوات دون تحسن ملحوظ، أو إيجاد حلول من الجهات ذات العلاقة، مؤكدين أن تصريحات المسؤولين أصبحت حبراً على ورق، وبعدما تزايدت المعاناة التزموا الصمت.
ويبقى السؤال ل "مسؤولي المياه": "من المسؤول عن انتظار مئات المواطنين منذ الصباح؟، وخاصة أن الكثير منهم كبار في سن ويصعب عليه التنقل أو الانتظار وقت طويل، وهل تعلمون أن بعض المواطنين لا يملكون قيمة صهريج ماء يسد به حاجة منزله الصغير، فأين اجتهاداتكم في سرعة معالجة مشكلة المياه التي أصبحت مزمنة في عدة أحياء!
المدينةالمنورة.. يلقبها المسلمون ب"طيبة الطيبة" وهي أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة، تصرخ من انقطاع المياه، وسط صمت الجهات المعنية، ويبقى صوت المواطن البسيط يتعالى في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتزايد الشكاوى أمام الجهات المعنية، دون حلول.