وضعت المديرية العامة للمياه في منطقة المدينةالمنورة، خطة تشغيلية متكاملة لمواجهة النقص في كميات المياه في بعض أحياء المنطقة، معلنة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لسرعة معالجة المشكلة. وأوضح مدير عام المياه في المنطقة المهندس صالح جبلاوي أن تحرك المديرية جاء تنفيذاً لتوجيهات أمير المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز بسرعة معالجة إمدادات المياه، الذي وجه بالقضاء على التلاعب في أسعار صهاريج المياه، وتقديم خدمة نوعية للمواطنين. وعزا جبلاوي ما تشهده المدينةالمنورة حالياً من نقص في كميات المياه، إلى قيام المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بأعمال الصيانة الدورية لوحدات محطات التحلية التي تستمر لمدة 12 أسبوعاً اعتباراً من 19 ربيع الأول الماضي، مما قلص من كميات المياه الواردة للمدينة المنورة. وقال إن أعمال الصيانة لضمان أداء محطات التحلية بكامل طاقتها الإنتاجية خلال فترة الصيف الذي يتخلله موسما رمضان والحج اللذان يتضاعف فيهما معدل استهلاك المياه. وأشار جبلاوي إلى أن المديرية قامت بإعداد خطة تشغيلية متكاملة لمواجهة النقص في كميات المياه المحلاة الواردة للمدينة المنورة خلال فترة الصيانة المذكورة، واتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة لسد أكبر قدر ممكن من النقص في كمية المياه، بالإضافة إلى ما قامت به المديرية خلال فصل الشتاء بتغذية خزانات المديرية بالمياه لرفع الطاقة التخزينية واستغلالها خلال فترة الصيانة، كما تمت زيادة كميات المياه الواردة من حقول آبار المديرية بأقصى طاقة إنتاجية، بالإضافة لزيادة أعداد فرق الصيانة والطوارئ لمواجهة أي خلل قد يطرأ على شبكات المياه ويؤثر على خطط التوزيع، فضلاً عن زيادة أعداد صهاريج المياه التابعة للمديرية والصهاريج التابعة لمقاولي السقيا المعتمدين في المديرية للعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة لتلبية احتياجات المواطنين. وأكد مدير عام المياه في منطقة المدينةالمنورة أن المديرية تسعى بتوجيه ومتابعة من مقام إمارة المنطقة ووزارة المياه والكهرباء لتطبيق الخطط التنموية الخمسية في المملكة لتعزيز الأمن المائي الاستراتيجي من خلال وضع خطط استراتيجية يتم تنفيذها على مراحل، تتواكب مع تزايد معدلات الطلب على المياه في منطقة المدينةالمنورة، حيث تم الانتهاء من تنفيذ عديد من الخزانات الاستراتيجية في أنحاء متفرقة من المدينةالمنورة، وهو ما أسهم في مضاعفة الطاقة التخزينية للمياه في المدينةالمنورة من 1.5 مليون متر مكعب إلى ثلاثة ملايين متر مكعب بتكاليف تجاوزت 300 مليون ريال، بالإضافة إلى مشاريع خزانات يجري تنفيذها بطاقة تخزينية إضافية قدرها مليون متر مكعب لتصل الطاقة التخزينية إلى 4 ملايين متر مكعب، وذلك استعداداً لاستقبال مياه المرحلة الثالثة للمياه المحلاة الجاري تنفيذها حالياً لتلبية احتياجات منطقة المدينةالمنورة من المياه المحلاة. وأضاف جبلاوي أن المديرية تعمل حالياً على تنفيذ مشروع جديد لتطوير أشياب المياه في المدينةالمنورة وفق أفضل التقنيات والمواصفات، وتعتمد على أحدث أساليب التحكم والإدارة الآلية بأنظمة الأسكادا، والمشروع مزود بإشارات ضوئية وأنظمة القراءة عن بعد، بالإضافة إلى أنظمة التحكم في مسارات دخول وخروج وانتظار الصهاريج في ساحات مخصصة لذلك، كما تتضمن الأعمال إنشاء مبانٍ لانتظار العملاء مزودة بأحدث الأنظمة الآلية الخاصة بتنظيم انتظار العملاء وتسجيل البيانات والحصول على الصهاريج مع وجود ربط آلي مباشر بين الصهاريج ورقم العميل لضمان سرعة حصول العملاء على الخدمة، وكذلك تتضمن الأنظمة وجود اختيارات عديدة للعملاء، منها: خدمة الدفع المسبق، الحصول على الخدمة عن طريق الهاتف، الحصول على الخدمة عن طريق موقع المديرية الإلكتروني. وكانت لجنة من قيادات الجهات الحكومية في المدينةالمنورة عقدت اجتماعاً أمس الأول بتوجيهات من أمير منطقة المدينةالمنورة لتنفيذ خطة عمل للقضاء على أي تلاعب في الأسعار وتوفير المياه المطلوبة للمستفيدين وقصر مدة الانتظار للمواطنين إلى أقل وقت في جميع أشياب المياه التابعة للمديرية العامة للمياه في المنطقة بمساندة من الجهات الأمنية. وأوضح الناطق الإعلامي لإمارة منطقة المدينةالمنورة وهيب السهلي أن الأمير فيصل بن سلمان يتابع عن كثب أولاً بأول كل ما يتعلق بهذا الموضوع، بالنظر لما يمثله من أهمية للأهالي، فضلاً عما تناولته بعض وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً من تذمر بعض المواطنين نتيجة مغالاة أصحاب الصهاريج في الأسعار أو طول الانتظار في نقاط الخدمة «الأشياب»، وعليه فقد صدرت توجيهات أمير المنطقة للجهات المختصة للتعامل بكل حزم للقضاء على أي تلاعب وتطبيق التعليمات بصرامة.