عبدالرحمن الفيفي- محمد آل الحمري- أبها: ودّع العريف سليمان بن علي المالكي، زوجته، وولده "وائل"، ثم جاءهما فيما بعد خبر استشهاده كأول شهيد في عملية "عاصفة الحزم"، عند إحدى نقاط المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن في ظهران الجنوب بمنطقة عسير، إثر تبادل إطلاق النار مع مجموعة تتبع العصابات الحوثية، فيما أُصيب آخرون من زملائه بإصاباتٍ ونُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة. وكان "المالكي" يُعرَف بالتزامه وورعه وملازمته الأعمال الخيرية والدينية سواء في وسط مجتمعه في مدينة أبها، أو على مستوى عائلته في محافظة بني مالك - الداير.
وعُرف عنه أنه كان محباً لعائلته وزوجته وولده، ويذكر عنهم المديح في تعاملاتهم وحياتهم العامة.
وظهر والد الشهيد في فيديو مصوّر على موقع "اليوتيوب" في أثناء العزاء وهو يحمد الله على كل حال، ويشكر ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين، على منحه فرصة التقدم إلى جنة الفردوس، سائلاً الله أن يجمعهم معه في جنات النعيم.
وتداول مغرّدون وأقرباء الشهيد "المالكي"، صورةً لإحدى المجموعات التي كان يُوجد فيها الشهيد، حيث ذكر قبل وفاته عن ختمه ثمانية أجزاء من القرآن ساعياً لختم القرآن كاملاً، وذلك في أثناء أدائه مهام عمله في حماية حدود الوطن، قائلاً: "ها أنا أختم الجزء الثامن من القرآن بين الأحجار والصخور على الحدود".
وقالت والد الشهيد سليمان المالكي: "يسرني جداً أن يكون ابني شهيداً فداءً للدين".
وشاركت "سبق" في تشييع ودفن جنازة الشهيد، وأدت واجب العزاء لذوي الشهيد، ورصدت مشاعر وأحاسيس أقارب وأسرة أول شهداء عاصفة الحزم التي لا تختلف عن مشاعر وأحاسيس ذوي الشهداء الذين سبقوه في حبهم للتضحية من أجل الوطن وافتخارهم بمّن يذهب فداءً لتراب هذا الوطن الغالي.
وقال والد الشهيد الذي ارتسمت على وجهه علامات النصرة والعزة والافتخار بشهادة نجله، إن ابنه ذهب بصحبة زملائه للمشاركة في الذود عن الوطن.
وأضاف: "الحمد لله بأن الله رزقه الشهادة وهذا فخرٌ كبيرٌ لنا.. إنه استُشهد في سبيل الذود عن دينه ووطنه، وأسأل الله أن يوفق خادم الحرمين، وولي عهده، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف لما فيه الخير".
وأردف: "تلقيت نبأ استشهاد سليمان عن طريق اتصال من زملائه، ونحن راضون بما كتبه الله تعالى لنا، والحمد لله من قبل ومن بعد".
وتابع: "أعزي الملك سلمان، وولي عهده، وولي ولي العهد، وجميع زملاء ابني سلمان في وفاته، ولا نقول إلا "إنا لله وإنا اليه راجعون".
وقال والد الشهيد إن ابنه كان باراً بوالديه وحسن التعامل مع الجميع، كما أنه كان حريصاً على تعاهد والديه وأقاربه باستمرار، حيث كان يحرص على زيارتهم.
وأضاف: "لسليمان ابنٌ واحدٌ يدر س بالصف الأول الابتدائي ويُدعى وائل، وكان في انتظار المولود الثاني بعد أشهر". وقال ابن عم الشهيد ويدعى عبدالله المالكي: "الفقيد كان مُحباً للقرآن الكريم وكان من الحرصاء على الصلاة جماعة، واعتاد المكوث في مصلاه بعد صلاة الفجر، وكان لا يغادر المسجد حتى يؤدي صلاة الإشراق، فهو آخر مَن يغلق أبواب المسجد".
وأضاف: "الفقيد كان يحرص على الاجتماع بابناء الحي الذي نشأ فيه حتى بعد انتقاله إلى شقة مستاجرة في خميس مشيط، وكان الفقيد دمث الأخلاق محباً للخير".
بدوره، قال عم الشهيد سليمان جابر بن يحيى: إن ابنهم رُزق الشهادة وهو مقبلٌ غير مدبرٍ، وقال: "ابننا وزملاؤه شوكة في نحور أعداء الإسلام الذين لا دين لهم ولا خلق إلا النهب والسلب والعداء لدين الله تعالى".
وأضاف: "كل مواطن سعودي من هذا البلد الكريم يتمنى أن يشارك في دحر هذه الطغمة الفاسدة الباغية".
من جانبه؛ قال عميد أسرة آل يحيى الشيخ حربان يحيى المالكي: "جميع أفراد الأسرة هم أبناء الدولة، وفي خدمتها والرجال لا يربون ولا يعيشون إلا من أجل هذه الأيام".
أما الدكتور علي بن حسن الألمعي، فقد قال: "نحن في تشييع جنازة أخ وحبيب وبطل من أبطالنا الذين يدافعون عن عقيدتهم وبلادهم".
وأضاف: "الشهيد أبو وائل هو أول شهيد نال شرف الشهادة في هذه العملية العسكرية".