توقع مدرب المنتخب السعودي السابق البرتغالي خوسيه بيسيرو، أن قرار إقالته من تدريب المنتخب السعودي جاء نتيجة الضغوطات التي واجهها الاتحاد السعودي من الإعلام، ورأى أن طلب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد اعفاءه عن منصبه جاء بعد شعوره بذنب إقالته من تدريب المنتخب السعودي. ووصف بيسيرو طريقة إبلاغه بقرار الإقالة بالغريبة، مشيراً إلى أن مسؤول الشؤون المالية بالمنتخب هو من أبلغه بالقرار، واصفاً ذلك بالمُخجل له ولاتحاد الكرة وللجميع. جاء ذلك في تقرير أعده الزميلان يمان زيتوني، وطلال الحمود، ونشر على موقع العربية نت حول لقاء بيسيرو مع برنامج "في المرمى"، حيث عُرض الجزء الثاني من اللقاء مساء أمس الثلاثاء. وأوضح بيسيرو خلاله أنه لم يختر اللاعب محمد نور، عندما حاول إعادة بناء الفريق، حيث عمل على الاستغناء عن بعض اللاعبين أمثال نور وخالد عزيز، وقال "نور يلعب بشكلٍ جيد مع الاتحاد، وهو نجمٌ في السعودية والاتحاد لكنه لم يقدم الكثير للمنتخب، أتساءل إذا ما كان يملك الحافز للعب مع المنتخب لذلك استبعدته، أعتقد أن نور مرتبط، يقدم كل ما لديه للاتحاد، لكنه لن يضيف الكثير لنا بوجهة نظري". وعن أسباب اختياره لياسر القحطاني وسعود كريري رغم انخفاض مستواهما وعدم جاهزيتهما للمشاركة في بطولة آسيا، أشار إلى أن اللاعبين عادا من الإصابة، ولم يتمكنا من المشاركة في كل مباريات فريقيهما بسبب توقف الدوري، فكريري تلقى بطاقةً حمراء وياسر توقف؛ لأنه مصاب، اخترتهما لأنهما ناضجان ويملكان خبرة دولية جيدة، ووجودهما مع المنتخب من شأنه أن يشعر باقي اللاعبين بالراحة، أريد أن أنوه إلى أنني دفعت بياسر القحطاني وناصر الشمراني لأن مستوى نايف هزازي لم يكن جيداً في الآونة الأخيرة، رغم اعترافي بقدراته. وأكد بيسيرو أنه استمع للصحافة وأشرك نور أحياناً لأن الكل يريده، كما تجاهلها مراتٍ عدة ودفع بياسر القحطاني، وقال: "لو استمعت للإعلام لأحبني وحماني، لكني لم أفعل". وعن طريقة إخباره بقرار إقالته أوضح بيسيرو أن الأمر كان غريباً بالنسبة له؛ لأنه شعر خلال العامين اللذين قضاهما بقناعة الاتحاد السعودي بأن المشروع سيتطلب وقتاً، في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة سوريا، سألنه الجميع: "إذا خسرت أمام سوريا، فهل ستغادر؟ فرد "هذا أمرٌ غريب، فإذا خسرت مباراة يبقى أمامي مباراتان". يقول بيسيرو بعد المباراة قال لي فهد المصيبيح إن مسؤول الشؤون المالية عبدالله حيدر يريد محادثتي، فظننت أنه يريد بحث حوافز المباراة القادمة أو شيئاً من هذا القبيل، لم أصدق حين قال لي بأنهم سيجتمعون لبحث مستقبلي، إذ ظننت أن مستقبلي يكمن في اللعب أمام الأردن، ثم قالوا لي إن الأمير سلطان يشكر جهودك، وإن عليك أن ترحل لأنه تلقى الكثير من الضغوط الإعلامية فمن الأفضل لك وللاتحاد السعودي أن تغادر! إنها أول مرة في حياتي، وهو أمرٌ مخجل لي وللاتحاد السعودي وللجميع، قطر خسرت المباراة الأولى وبلغت ربع النهائي، الكويت خسرت المباراة الأولى ولم تقل المدرب، ستة أو سبعة منتخبات خسرت المباراة الأولى لكن السعودية وحدها أقالت مدربها، عندما عدت من كأس الخليج، ظننت أنني أصبحت أكثر قوة على اعتبار أننا حللنا في المركز الثاني بفريقٍ رديف. وأفاد بيسيرو بأنه يعتقد أن الأمير سلطان، لو عاد به الزمن إلى ما بعد مباراة سوريا، لما اتخذ هذا القرار. وحمل بيسيرو نفسه مسؤولية الهزيمة أمام سوريا، لكنه شدد على ثقته وأنه كان بإمكانه الفوز على الأردن واليابان، وأضاف بيسيرو قائلاً: "الأمير سلطان قدم الكثير للكرة السعودية، وفي تلك اللحظة كان عليه أن يلقي اللوم على الآخرين". وقال: "إنه أمرٌ طبيعي في الحياة، أحياناً تضطر القيادة لتقديم أعذار، وهذا الأمر ينطبق على المدربين أيضاً، إذ نتحدث عن الحكم أو قلة المعسكرات الإعدادية كما فعلت قبل قليل، لا تنس أني لم أخسر سوى مباراتين من أصل ست عشرة، وهم خسروا مباراتين فور مغادرتي". وعن أسباب الخسارة الخماسية أوضح بيسيرو بأنها تأتي نتيجة إبعاد المدرب الذي تمتع بثقة اللاعبين، وقال "أوافق أحياناً أن إبعاد المدرب قد يكون إيجابياً عندما لا ينال ثقة اللاعبين، وفعلاً يتحسن المستوى فور إبعاده، لكن في حالتي خسر المنتخب السعودي خسارة تاريخية بعد رحيلي، اللاعبون أبدوا حزنهم لرحيلي، ولم يخفوا ذلك حتى عن الإعلام". وعن شعوره بعد سماع نبأ أعفاء الأمير سلطان عن منصبه قال بيسيرو: "أظن أنه شعر بالضغط الإعلامي، لو لم يشعر بالضغط لما أقالني ولواصلنا وفزنا على الأردن". وأردف "لأنه قائد، عندما لا يؤدي القائد جيداً فهو يستقيل، لا أحد يقوم بهذا سوى القادة العظماء، الأمير سلطان قدم الكثير للكرة السعودية". وكشف بيسير عن الدعم الذي يتلقاه من فهد المصيبيح نافياً ما أشيع في وسائل الإعلام، وأكد بيسيرو في نهاية اللقاء أن المعلومات في الوقت الحالي أصبحت متاحة للمدرب الجديد، وقال "لقد تركت له تقارير مفصلة عن اللاعبين والأندية، والإصابات، والمعسكرات كتبت عن كل مباراة شاهدتها، أكثر من 250 مباراة".