مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    ارتفاع الصادرات السعودية غير البترولية 22.8 %    برعاية ولي العهد.. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    تهديدات قانونية تلاحق نتنياهو.. ومحاكمة في قضية الرشوة    لبنان: اشتداد قصف الجنوب.. وتسارع العملية البرية في الخيام    الاتحاد يخطف صدارة «روشن»    دربي حائل يسرق الأضواء.. والفيصلي يقابل الصفا    انتفاضة جديدة في النصر    استعراض مسببات حوادث المدينة المنورة    «التراث» تفتتح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    جامعة الملك عبدالعزيز تحقق المركز ال32 عالميًا    «الأرصاد» ل«عكاظ»: أمطار غزيرة إلى متوسطة على مناطق عدة    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    نهاية الطفرة الصينية !    السجل العقاري: بدء تسجيل 227,778 قطعة في الشرقية    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    تحت رعاية سمو ولي العهد .. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي.. تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام بتوسيع فرص الاستثمار    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    محافظ جدة يطلع على خطط خدمة الاستثمار التعديني    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    الأمين العام لاتحاد اللجان الأولمبية يشيد بجهود لجنة الإعلام    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بسيرو يدافع عن نفسه ويتهم الاندية عبر العربية
نشر في سبورت السعودية يوم 16 - 02 - 2011

اتهم البرتغالي خوسيه بيسيرو، مدرب المنتخب السعودي السابق، الأندية بأنها أحد أسباب إخفاق "الأخضر" بسبب نفوذها القوي، مشيراً إلى أن الإعلام يركز على الأندية ويتجاهل المنتخب، وأن السعودية بحاجة إلى "هوية".
كما ذكر بيسيرو أن المشاركة بالمنتخب الرديف في كأس الخليج كانت بقرار من الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل ولجنة تطوير المنتخبات، نافياً في الوقت ذاته وجود تدخلات في التشكيلة التي يضعها للمنتخب، سواء من الأميرين أو من مدير المنتخب السابق فهد المصيبيح.
جاء ذلك في اللقاء الخاص لبيسيرو مع برنامج "في المرمى"، ليومي الاثنين والثلاثاء الماضيين:
بداية رائعة
- بدايتك مع المنتخب السعودي كانت رائعة، ففزت على إيران في أرضها، ثم تغلبت على الإمارات.. ما الذي تغيّر بعد ذلك؟
قدمنا بدايةً جيدةً جداً، لكننا تراجعنا كثيراً، أظن أن علينا النظر إلى النتائج وإلى الأداء في آنٍ معاً. عندما تتغلب على إيران والإمارات، وتلعب جيداً أمام كوريا الجنوبية وتتعادل معها، فإن ذلك أمرٌ طيب، كنا غير محظوظين أمام كوريا الشمالية، وكان حظنا سيئاً أمام البحرين أيضاً، لا يمكنكم تقييم عملي بناءً على النتائج وحدها، فقد بنيت فريقاً جديداً. شاركنا في كأس الخليج بالصف الثاني، ووصلنا إلى النهائي، لا أعتقد أن هذه النتيجة سيئة.
- لنسلّم بأنكم لم تكونوا محظوظين في التأهل إلى كأس العالم، لماذا ظهرتم بهذه الصورة السيئة في كأس آسيا الأخيرة في وقتٍ كانت في التوقعات تشير إلى بلوغكم ربع النهائي على الأقل؟
بعد الفشل في التأهل إلى كأس العالم، قررت تجديد الفريق، ودعمني الاتحاد السعودي في هذا التوجه. قمت بتقييم الكرة السعودية، وقدمت مشروعاً لتطوير المنتخب، والكرة السعودية عموماً. في ما يخص المنتخب، نبهت الجميع إلى مشكلتين رئيسيتين، إحداهما ظرفية، والأخرى هيكلية.
في ما يتعلق بالمشكلة الظرفية، أشرت إلى ضرورة إعطاء الفرصة للشباب، وتنويع مهارات اللاعبين، فبحثت عن لاعبين مميزين على الصعيد البدني والجسماني والنفسي، وحاولت تغيير عقلية اللاعبين الصغار، قدمت هذا المشروع للجنة تطوير المنتخبات التي يرأسها هولييه، وأبديت حاجة المنتخب السعودي للالتزام بتكتيك معيّن لفترةٍ من الزمن، والتمتع بنضجٍ تكتيكي، إلى جانب تثقيف اللاعبين كروياً. اللاعبون بحاجة إلى المزيد من روح المنافسة والتحدي في ما بينهم، لذلك منحت الفرصة للاعبين الصغار الذين آمنت بقدرتي على تطويرهم، على عكس أولئك الكبار الذين يصعب تغييرهم بعدما تجاوزوا سناً معيناً، لذلك لم نحصد نتائج جيدة.
لعبنا نهائي كأس الخليج بالفريق الرديف، وفي المباريات الودية أذكر أننا فزنا على تونس وروسيا البيضاء، وتوقفنا نحو أربعة أشهر، فلم يسمح لي الاتحاد إقامة أي معسكرٍ بين يناير ومايو، وفي مايو خسرنا 2-3 أمام إسبانيا، وتعادلنا مع نيجيريا، وتغلبنا على الغابون وأوغندا. أعتقد أننا قدمنا أداءً جيداً في المباريات الودية.
- ما سبب الهزيمة إذاً، ما الذي جرى عكس رغبتك؟ هل كنت بحاجةٍ للمزيد من الوقت؟ لماذا لم تنجح؟
لم نكن جيدين أمام سوريا، لكننا لم نخسر سوى المباراة الأولى. سوريا فريق أسوأ من السعودية، لكن تذكر أن إسبانيا أيضاً خسرت أمام سويسرا في بداية مشوارها في كأس العالم، لكنها فازت باللقب في نهاية المطاف. ميتسو أيضاً خسر المباراة الأولى مع قطر، لكنه بلغ ربع النهائي. اليابان تعادلت في اللحظات الأخيرة مع الأردن، هل تعتقد أن زاكيروني كان سيقال لو أنه خسر؟
أظن أن لا أحد يمكنه تقييم عملي من خلال مباراة سوريا، خسرت مباراتين رسميتين فقط من أصل 16، أمام الكويت نهائي كأس الخليج بفريقي الرديف الذي لا تتجاوز أعمار 15 من لاعبيه الثلاثة و20 عاماً. وفي كأس آسيا، أعترف أن الهزيمة أمام سوريا سيئة، لكن كانت أمامنا فرصتان. لم يعطوني الفرصة!
لا يمكنني المطالبة بالمزيد من الوقت، أعتقد أنني أطول المدربين عمراً في السنوات العشر الأخير بالنسبة للسعودية. وبما أنني قضيت سنتين، فمن المؤكد أن الأمير سلطان والأمير نواف والجميع أعجبوا بعملي، وإلا لاستغنوا عن خدماتي بعد تصفيات كأس العالم، أو بعد سنة. كنت واثقاً من قوة منتخبي في كأس آسيا. كان بإمكاني الفوز على الأردن واليابان، أن مؤمن بهذا.
استبعاد الأساسيين
- لماذا استبعدت اللاعبين الأساسيين في كأس الخليج، رغم أنهم خاضوا المباريات الودية القوية التي سبقت البطولة؟
عندما وضعت خطتي، كنت أريد تطوير المنتخب، والعمل مع الفريق الأول في آنٍ معاً. في الحقيقة، عملت مع فريقين، لذلك كنت بحاجة إلى المعسكرات. قد يتهمني البعض بتضييع الوقت في المعسكرات، لكني أبني منتخباً قوياً للمستقبل. لو اعتمدت على الفريق الأول وحده، لما أعطيت الفرصة للاعبين الشباب. السعودية لا تملك منتخباً مكوناً من 23 لاعباً فقط، بل من 50 لاعباً. 20 لاعباً خبيراً، و30 شبّان يتمتعون بإمكانياتٍ جيدة. لكنهم أرادوا الفوز بكأس آسيا.
- ما قدمته للكرة السعودية جيّد، لكنك لعبت كأس الخليج قبل أسابيع فقط من بدأ كأس آسيا. لماذا لم تعتمد على نفس تشكيلة كأس آسيا في اليمن، وتعتبرها بطولة إعدادية؟
في 2009 طلب الأمير سلطان والأمير نواف من لجنة تطوير المنتخبات تقييم المنتخب، فنصحوا الأمير سلطان وقتها في ديسمبر أو يناير، بعدم لعب كأس الخليج بالفريق الأول لسببين: أولاً، لأن الدوري لا يمكن أن يتوقف لشهرين، مرة من أجل كأس الخليج، ومرة من أجل كأس آسيا. كما قال إن إمكانيات اليمن ليست جيدة. لديّ مشروعي، لكني أنتظر دائماً موافقة الأمير سلطان والأمير نواف.
- إذاً كان قرارهم لعب كأس الخليج بالرديف، فيما فضلت أنت أن تشارك بالفريق الأول.
نعم، المشلكة كانت تكمن في توقف الدوري. كنت أريد المشاركة في الفريق الأول، ليس من أجل المنافسة، بل من أجل إعداد الفريق. لكنهم في نوفمبر أو ديسمبر، اتخذ هولييه وفريقه قرارهم. في معسكر دبي الذي لعبنا فيه أمام أوغندا وغانا، في آخر يوم، طلبت الأندية من الاتحاد السعودي إيقاف الدوري، وكان الأمر مفاجئاً بالنسبة لي. فلو علمت أن الدوري سيتوقف، لذهبت إلى اليمن بالفريق الأول.
تحدثوا عن الأوضاع الأمنية وسوء أرضيات الملاعب، لكن الأمر سيان بالنسبة لي. فالنجوم وباقي اللاعبين جميعهم سواء، لكنهم قالوا لي إن عليّ المشاركة بالفريق الرديف لأن الدوري لن يتوقف. وبما أن الدوري توقف، فلماذا لم يسمحوا لي المشاركة بالجميع؟ لكنهم لم يوافقوا.
- هل تعني أن الأمور كانت ستسير بشكل مغاير لو سُمِح لك المشاركة بالمنتخب الأول في كأس الخليج؟
لست متأكداً، لكني أعتقد أن الأمور كانت ستسير بصورة أفضل. في كرة القدم، لا يوجد شيء محسوم.
لا تدخلات عُليا
- هل كان هناك من يتدخل في وضع التشكيلة الأساسية؟
كلا على الإطلاق، لم يتدخل أحدٌ قط في عملي، سواءً مع المنتخب السعودي أو قبله. كنت أجتمع دائماً بالأمير سلطان والأمير نواف وفهد المصيبيح، لكنهم لم يتدخلوا أبداً في خياراتي.
- عن ماذا تحدثت مع الأمير في اجتماعكم الذي سبق مباراة سوريا؟ هل ناقشتم خطة اللعب؟
اجتمعت بالأمير مرتين أو ثلاث مرات فقط قبل لقاء سوريا. سألني عن حال الفريق، فقلت له أنا سألعب بهذه التشكيلة غداً. هذا كل ما في الأمر، أعتقد أنه وافقني الرأي، لكنه لم يقل شيئاً. إنه أمرٌ غريب، ففي ذلك الاجتماع، قال لي إني أقوم بعملٍ جيد، وإني حسنت الفريق، ووضع الثقة بي.
لو أردت حماية نفسي، لما جددت الفريق، بل للعبت بأفضل اللاعبين الموجودين دائماً، ولما أشركت لاعبين في التاسعة عشرة من عمرهم. إذا خسرت بخمسة أهدافٍ نظيفة أمام إسبانيا، فما المشلكة؟ لا يمكنك أن تتطور إلا من خلال الاحتكاك باللاعبين الأقوياء. إذا لم يلعب اللاعبون السعوديون أمام منتخباتٍ وفرقٍ قوية، فلن يتحسنوا.
أريدكم أن تتذكروا أني لم أخض أي معسكر بين يناير ومايو، وعندما خضنا معسكرنا هاجم الإعلام بيسيرو لأنه لم يتح الفرص لللاعبين بالراحة! لم نجتمع طوال خمسة أشهر، علماً بأن كل منتخبات المنطقة لعبت أيام الفيفا، ونحن لم نلعب. نعم أعلم أن الأمير والاتحاد السعودي يتعرض لضغوطات من الأندية، وأتفهم ذلك، لكننا لم نلعب لخمسة أشهر. وفي مايو، هاجموني لأنني أقمت معسكراً.
لكن في أغسطس، لاعبو الهلال والشباب لم يشاركوا سوى في ثلاث أيامٍ من معسكرنا لارتباطهم بنصف نهائي دوري أبطال آسيا، وفي سبتمبر، لم نتمكن من إقامة معسكر، وفي أكتوبر، أقمنا معسكراً دون لاعبي الهلال والشباب، وفي نوفمبر، كنت بحاجة لإعداد فريق كأس آسيا، وحينها قررت بدأ المعسكر مبكراً، لأن من الغريب ألا يذهب النجوم إلى كأس الخليج، ويتوقف الدوري. وبعد عودتنا من كأس الخليج، لعب لاعبو الهلال والشباب أربع مباريات في 15 يوماً، أربع مباريات رقم كبير، لذلك لم أستطع إشراكهم في اللقاءات الودية. أما باقي لاعبي الأندية، فنالوا قسطاً طويلاً جداً من الراحة، ما أثّر على مستواهم، أشهر ديسمبر ويناير شهدت دائماً أفضل أداءٍ جماعي في 2009 و2010، وكنت أنتظر هذا في 2011، لكن الدوري توقف لشهرٍ كامل.
تأثير الأندية
- كنت تتحدث عن توقف الدوري، وضغط الأندية على لاعبيها في قضاء أقصر فترة ممكنة في معسكرات المنتخب، هل تعتقد أن الأندية الكبرى لها يد في في الإخفاق السعودي؟
أظن أن الأندية لها أثر، أثرٌ قويٌ جداً. لكن هذا الأمر طبيعي ويحدث في أوروبا أيضاً. أشرفت على الهلال عام 2006، ولم أرَ لاعبي المنتخب السعودي طوال شهرٍ كامل. بدأوا موسمهم مع المنتخب.
كنت مخطئاً في تصفيات كأس العالم 2010، بأني لم أضغط على الأندية لتفريغ لاعبيها للمنتخب، كما فعلت البحرين التي ذهبت في معسكر أوروبي لشهرٍ كامل. شارك اللاعبون مع أنديتهم، ثم جاؤوا إليّ قبل 15 يوماً فقط من اللقاء. كان حظنا سيئاً بسبب الإصابات واستقبال شباكنا هدفاً متأخراً، لكن النقطة الرئيسية أن البحرين كانت أكثر جهوزيةً منّا.
الأندية تملك نفوذاً كبيراً لأن السعودية تتمتع ببيئة أندية، لا بيئة منتخب، أقرأ الصحف، إنها دائماً ما تتحدث عن الأندية، وتتجاهل المنتخب تماماً. لذلك أعتقد أن السعودية بحاجة إلى هوية، لذلك عندما تحدثت عن المشاكل الهيكلية، قلت لهم إننا بحاجة إلى هوية. على الإعلام أن يكف عن شحن الأندية.
أريد أن أضرب مثالاً هنا، في البرتغال، عندما يرسل بنفيكا أحد لاعبيه إلى المنتخب، فهو يتطلع إلى الربح، لكن الهلال أو الشباب أو النصر، لا يهتمون لمشاركة لاعبيهم مع المنتخب، لأن الأندية لا تربح من بيع لاعبيها إلى الدول الأخرى، الأندية السعودية لا تتمتع بعلاقة شراكة مع المنتخب، ولا تربطهما مصلحة تجارية، كما هي الحال في إنكلترا وإسبانيا، ففي إسبانيا، برشلونة يهتم لمشاركة انييستا مع المنتخب الإسباني، حتى لو لم يكن ينوي بيعه، فبمجرد مشاركة اللاعب مع بلاده، ستزيد شهرته وسيبيع المزيد من القمصان التي تحمل اسمه، والتي ستصب في نهاية المطاف في خزينة النادي.
العلاقة التجارية في السعودية بدأت الآن، لاحظت أن بعض الشركات بدأت بالفعل بالاستفادة من شهرة اللاعبين، لكن هذا لا يكفي. إذا لم يحترف اللاعبون السعوديون في الخارج، كما اليابانيين، فإن الكرة السعودية لن تتطور، بإمكان السعودية أن تفوز بلقبٍ آسيوي أو لقبين، لكنها لن ستفوت الركب إذا لم تخلق علاقة طيبة بين النادي والمنتخب.
في أوروبا، لم أسمع أن ريال مدريد طلب تأجيل مباراته مع برشلونة حتى لا يعاني لاعبوه من الضغط، فالجميع يتصرف بمنتهى الاحترافية، لم أر لاعباً يرتاح ثمانية أيام قبل خوض مباراة في دوري أبطال آسيا إلا في السعودية، في بقية الدول، يلعب اللاعبون مباراةً كل أربعة أيام، يرتاحون بين اللقاءين، لكنهم يلعبون!
نور لم يقدم الكثير للمنتخب
- بالعودة إلى كأس آسيا، استبعدت بعض اللاعبين من تشكيلتك النهائية رغم جهوزيتهم أمثال محمد نور، لماذا؟
لم أختر نور، عندما حاولت إعادة بناء الفريق، عملت على الاستغناء عن بعض اللاعبين أمثال نور وخالد عزيز، نور يلعب بشكلٍ جيد مع الاتحاد، وهو نجمٌ في السعودية والاتحاد لكنه لم يقدم الكثير للمنتخب، أتساءل إذا ما كان يملك الحافز للعب مع المنتخب لذلك استبعدته، أعتقد أن نور مرتبط، يقدم كل ما لديه للاتحاد، لكنه لن يضيف الكثير لنا بوجهة نظري.
- لماذا اخترت ياسر القحطاني وسعود كريري رغم انخفاض مستواهما وعدم جاهزيتهما للمشاركة في البطولة؟
اللاعبان عادا من الإصابة، ولم يتمكنا من المشاركة في كل مباريات فريقيهما بسبب توقف الدوري، فكريري تلقى بطاقةً حمراء وياسر توقف لأنه مصاب، اخترتهما لأنهما ناضجان ويملكان خبرة دولية جيدة، ووجودهما مع المنتخب من شأنه أن يشعر باقي اللاعبين بالراحة، أريد أن أنوه إلى أنني دفعت بياسر القحطاني وناصر الشمراني لأن مستوى نايف هزازي لم يكن جيداً في الآونة الأخيرة، رغم اعترافي بقدراته.
- كانت الصحافة تطالبك دائماً بالاستعانة بلاعبين معينين، أو ربما استبعاد آخرين، هل أثر هذا على قراراتك؟
كلا، استمعت إلى الصحافة وأشركت نور أحياناً لأن الكل يريده، كما تجاهلتها مراتٍ عدة ودفعت بياسر القحطاني، لو استمعت للإعلام لأحبني وحماني، لكني لم أفعل.
- ماذا جرى بالضبط أمام سوريا؟
لم نلعب جيداً، وهم قدموا مباراة ممتازة، لم نكن محظوظين، في السعودية عليك أن تفوز بكأس آسيا، وإذا لم تفز فأنت في ورطة، هل تعلم ماذا قالت اليابان عن الهدف من مشاركتها الأخيرة؟ قالوا إنهم ينوون بناء فريق جيد، فيما تريد السعودية والفوز ولا شيء غير الفوز.
اليابان بمنشآتها الممتازة واتحادها المنظم ولاعبيها المحترفين في أوروبا وضعت بناء فريقٍ قوي نصب عينيها، أما في السعودية فعليك أن تفوز، هذا الأمر يصعّب من مهمة اللاعبين.
حاولت خلق أجواء إيجابية لدى اللاعبين، لكن الجو العام كان دائماً يؤثر سلباً على نفسياتهم، طالبت الإعلام بعدم الضغط على اللاعبين، وبالضغط عليّ أنا شخصياً قبل المباراة.
كوريا الجنوبية لم تفز بالبطولة، لكنها احتفظت بالمدرب، اليابان وكوريا الجنوبية لا يغيرون المدرب إلا مرة واحدة كل أربع سنوات، رغم أن لديهم مقوماتٍ أفضل.
مسؤول المالية أخبرني بقرار الإقالة
-كيف تم إخبارك بالاستغناء عن خدماتك بعد مباراة سوريا؟
كان الأمر غريباً بالنسبة لي، لأني شعرت خلال العامين الذين قضيتهما بقناعة الاتحاد السعودي بأن المشروع سيتطلب وقتاً، في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة سوريا، سألني الجميع: إذا خسرت أمام سوريا، هل ستغادر؟ هذا أمرٌ غريب، فإذا خسرت مباراة يبقى أمامي مباراتان.
بعد المباراة قال لي فهد المصيبيح إن مسؤول الشؤون المالية عبد الله حيدر يريد محادثتي، فظننت أنه يريد بحث حوافز المباراة القادمة أو شيء من هذا القبيل، لم أصدق حين قال لي بأنهم سيجتمعون لبحث مستقبلي، إذ ظننت أن مستقبلي يكمن في اللعب أمام الأردن، ثم قالوا لي إن الأمير سلطان يشكر جهودك، وإن عليك أن ترحل لأنه تلقى الكثير من الضغوط الإعلامية فمن الأفضل لك وللاتحاد السعودي أن تغادر!
إنها أول مرة في حياتي، وهو أمرٌ مخجل لي وللاتحاد السعودي وللجميع، قطر خسرت المباراة الأولى وبلغت ربع النهائي، الكويت خسرت المباراة الأولى ولم تقل المدرب، ست أو سبع منتخبات خسرت المباراة الأولى لكن السعودية وحدها أقالت مدربها، عندما عدت من كأس الخليج، ظننت أنني أصبحت أكثر قوة على اعتبار أننا حللنا في المركز الثاني بفريقٍ رديف.
الاتحاد السعودي لم يحذرني قبل كأس آسيا
- هل هددك الاتحاد السعودي بالإقالة في حال الفشل بكأس آسيا؟
لا، أعتقد أن الأمير سلطان، لو عاد به الزمن إلى ما بعد مباراة سوريا، لما اتخذ هذا القرار، لكنه كان ضغطاً إعلامياً كبير، أعتقد أنه استقال من منصبه لشعوره بأنه ارتكب خطأً عندما أقالني.
- لكن الأمير سلطان اعتبرك أحد الأسباب المسؤولة عن الفشل؟
أتحمل مسؤولية الهزيمة أمام سوريا، لكني على ثقة أنه كان بإمكاني الفوز على الأردن واليابان، الأمير سلطان قدم الكثير للكرة السعودية، وفي تلك اللحظة كان عليه أن يلقي اللوم على الآخرين.
إنه أمرٌ طبيعي في الحياة، أحياناً تضطر القيادة لتقديم أعذار، وهذا الأمر ينطبق على المدربين أيضاً، إذ نتحدث عن الحكم أو قلة المعسكرات الإعدادية كما فعلت قبل قليل، لا تنس أني لم أخسر سوى مباراتين من أصل ست عشرة، وهم خسروا مباراتين فور مغادرتي.
خماسية اليابان لأنهم أبعدوني
- الفريق الذي بنيته خسر بخماسية أمام اليابان، وهذا لم يحصل من قبل؟
نعم، لأنهم أبعدوا المدرب الذي تمتع بثقة اللاعبين، أوافق أحياناً أن إبعاد المدرب قد يكون إيجابياً عندما لا ينال ثقة اللاعبين، وفعلاً يتحسن المستوى فور إبعاده، لكن في حالتي خسر المنتخب السعودي خسارة تاريخية بعد رحيلي، اللاعبون أبدوا حزنهم لرحيلي، ولم يخفوا ذلك حتى عن الإعلام.
- عندما كنت تجتمع بالأمير سلطان، هل كان الموجودون في الجلسة يتدخلون في شؤون المنتخب؟
لا، ولم يتصل بي أحدٌ أبداً للحديث عن شؤون المنتخب باستثناء الأشخاص المختصين.
- عملت مع الأمير نواف والأمير سلطان، أيهما كنت تفضّل؟
كلاهما، لأنهما دعماني بشكلٍ دائم، ولم ينتقداني وجهاً لوجه على الإطلاق، لم أسمع عن نقدهما لي سوى في وسائل الإعلام.
- هل اتصلا بك بعد الإقالة؟
لا، لكنهما أرسلا أمنياتهما الطيبة مع العاملين في الاتحاد السعودي الذين أنهوا إجراءات رحيلي، أريد من الأمير نواف أن يبقي على المدرب المقبل حتى كأس العالم ألفين وأربعة عشر، أريده ألا يتأثر بالضغط الإعلامي.
لولا الإعلام لما أقالني الأمير سلطان
- كيف شعرت عندما علمت عن استقالة الأمير سلطان؟
أظن أنه شعر بالضغط الإعلامي، لو لم يشعر بالضغط لما أقالني ولواصلنا وفزنا على الأردن.
-هل تقول إن الأمير سلطان شعر بالذنب لأنه أقالك، فقرر بالتالي الرحيل؟
لأنه قائد، عندما لا يؤدي القائد جيداً فهو يستقيل، لا أحد يقوم بهذا سوى القادة العظماء، الأمير سلطان قدم الكثير للكرة السعودية.
المصيبيح كان يدعمني بشكلٍ دائم
- ما الدور الذي كان يؤديه فهد المصيبيح مع المنتخب؟
كان يدعمني بشكلٍ دائم، وليس كما أشيع في وسائل الإعلام، فقد عمل معي دائماً في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولا أدري إذا كنتم تعلمون، لكني كنت أذهب أنا وفريقي بشكلٍ يومي للعمل في الاتحاد السعودي من التاسعة صباحاً وحتى الرابعة أو الخامسة عصراً، وفهد كان دائم التواجد هناك.
-لماذا كنت تقضي كل هذا الوقت الطويل في الاتحاد السعودي؟
كنت أحاول جمع أكبر قدرٍ ممكن من المعلومات حول الكرة السعودية، زرت الأندية وشاهدت معظم مباريات الدوري في الملعب، كما زرت الأكاديميات، لم أكن أحب الجلوس ومشاهدة المباريات على التلفاز، بل كنت أشاهد المباريات في الملاعب.
-أريدك أن تحكي لي عن عملك اليومي في مبنى الاتحاد السعودي، ماذا كنت تفعل؟ أريد تفاصيل؟
كنت أكتب تقاير مفصلة عن كل شيء، عن المنشآت الرياضية، عن جداول المباريات، عن التشكيلات، عن اللاعبين، عن المشاكل التنظيمية والهيكلية، عندما جئت إلى السعودية لم تكن هناك قاعدة بيانات، كل ما حصلت عليه هو اجتماع مع ناصر الجوهر الذي تحدث عن اللاعبين وعن مراكزهم.
أما الآن، فكل المعلومات أصبحت متاحة للمدرب الجديد، لقد تركت له تقارير مفصلة عن اللاعبين والأندية، والإصابات، والمعسكرات كتبت عن كل مباراة شاهدتها، أكثر من مائتين وخمسين مباراة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.