يطل الشباب بقضاياهم في مقالات أعمدة الرأي، فيطالب كاتب بإحالة كبار السن غير القادرين على تعلم التعاملات الإلكترونية إلى التقاعد وإفساح المجال للشباب، فيما يطالب كاتب آخر بإشراك الشباب السعودي في الحياة العامة ومنحهم فرصة التعبير عن أنفسهم. كاتب سعودي: كبار السن عقبة أمام نقل المملكة لعصر التقنية
يطالب الكاتب الصحفي محمد العثيم في صحيفة "عكاظ" بإحالة كبار السن في المجال الأكاديمي والوظيفي، غير القادرين على تعلم التعاملات الإلكترونية، إلى التقاعد، معتبراً أن هؤلاء أصبحوا إحدى المشكلات التي تواجه نقل المملكة لتقنيات العصر الجديد في التعليم والإدارة، ففي مقاله "أحيلوا هؤلاء على التقاعد " يقول الكاتب: "كبار السن في المجال الأكاديمي والتعليمي، وفي وظائف الدولة يشكلون إعاقة حقيقية للتطور لعصر التعاملات الإلكترونية، والوسائل المساعدة، لأنهم غير قادرين على تعلمها، أو الاقتناع بأهميتها في هذا الزمن، وفي هذه المرحلة التي تعيشها المملكة، والخدمات الإلكترونية وهذه الأدوات، والاتصالات من تسريع وجودة للعمل، وكفاءة في الأداء، ورقابة على خط المخرجات، أصبح هؤلاء الكبار في السن إحدى المشكلات التي تواجه نقل المملكة لتقنيات العصر الجديد في التعليم، والإدارة بتبني الخدمات الإلكترونية المساعدة، أو حتى في أعمال الحكومة الإلكترونية بعامة"، ويضيف الكاتب: "نحن نطمح إلى حكومة إلكترونية متكاملة، وتعليم ذكي في الجامعات والتعليم العام يجاري العصر، ويحقق طموح وطننا، لكننا نجد العقبة في المديرين، والمسؤولين غير القادرين على الاستجابة لكبر سنهم"، ثم يوجه الكاتب النظر إلى ضرورة إفساح المجال للشباب ويقول: "الحياة اليوم للجيل المتعلم القادر على التعامل الإلكتروني، وليست للأميين في معرفة التقنية، والحمد لله لدينا جيوش من الشباب المؤهلين، ومن لا يستطيع القيام بعمله تجاوباً مع المرحلة فعليه أن يلحق بوظيفة لا تحتاج إلى هذه التعاملات، أو يحال للتقاعد".
الفال: الشباب فاعل ومؤثر فأشركوه في الحياة العامة
يطالب الكاتب الصحفي محمد المختار الفال في صحيفة "الوطن" الجهات المسؤولة عن قيادة المجتمع إلى إشراك الشباب السعودي في الحياة العامة ومنحهم فرصة التعبير عن أنفسهم بما يحقق الاستفادة من طاقاتهم وإبداعاتهم، مقترحاً أن تتبنى إمارة مكة فكرة إقامة ملتقى للشباب يدرس قضايا الوطن وهموم الشباب، مؤكداً أن الشباب لم يعد خارج "دائرة التأثير"، ولا يجب النظر إليه على أنه شباب منصرف إلى اللهو، ففي مقاله "كيف الوصول إلى الشباب؟" يقول الكاتب: "لم يعد الشباب معزولاً عن هموم وطنه، بكل تشعباتها وتفاصيلها، ولم يعد غافلاً عن كيفية إدارة ثروة البلاد وتتبع مصادرها ومناقشة أساليب إنفاقها.. فهم يتابعون مشاريع التنمية وخارطة توزيعها ويقيسون سرعة إنجازها ويختبرون مدى جودتها ويعرفون تفاصيل تكلفتها ويتبادلون المعلومات عن المستفيدين والخاسرين.. وهذا معناه أن الشباب لم يعد خارج "دائرة التأثير" وعلى الذين يخططون لمستقبل الوطن ويستهدفون استثمار "ثروته الحقيقية" أن يدركوا أن الشباب موجود بفاعلية وحضور وتأثير كبير"، ويضيف الكاتب: "الذين يظنون أن الشباب خارج "الدائرة المؤثرة" لأنهم لاهون وغير جادين، عليهم أن يعيدوا حساباتهم فليس كل الشباب منصرفاً إلى اللهو وتتبع خطوط الموضة.. هذا تصور ثبت بطلانه وكشفت زيفه الأحداث الجارية في المنطقة.. فالشباب اليوم يتابعون ما يجري من حولهم بل يصنعون الأحداث ويقودونها بفاعلية"، ويرفض الكاتب فكرة الرقابة على الشباب ويقول: "ومن أراد أن يقترب من "مزاج" الشباب اليوم ويتعرف على همومهم وطرائق تفكيرهم ورغبتهم في أن يكونوا عناصر فعل إيجابي قادراً على تحريك طاقات المجتمع وتوجيهها نحو صالح الوطن، فعليه أن يخلع عن عينيه غشاوة الوهم القديم المضلل بأن الرقابة وحجب الحقائق هي "القوة الخفية" التي تمكن من السيطرة على سلوك وأفكار وحيوية الشباب. هذا الوهم الخادع يفقد أصحابه الاقتراب من عالم الشباب، بكل حيويتهم وتدفق مشاعرهم واتقاد عقولهم وتطور مهاراتهم في معالجة التكنولوجيا التي تكسر كل القيود وتتجاوز مفاهيم ذلك الرقيب المتحجر"، ويضرب الكاتب مثالاً بفاعلية وتأثير الشباب فيقول: "الشباب رأيناهم يقودون حملة التبرع والتطوع لإنقاذ ضحايا كوارث جدة.. لم يقفوا ينتظرون توجيه أحد.. برز منهم دون سابق تخطيط قادتهم وأصحاب المشورة فيهم ومن لديه القدرة والحماس والأسلوب و "الكاريزما" التي تدفعه إلى الأمام وتجعل الكثيرين يلتفون من حوله"، ويعلق الكاتب بقوله: "هذه الحقائق تجعل الشباب في مركز الحدث، وأي تجاهل لتأثيرهم هو تجاهل للواقع"، وينصح الكاتب بقوله: "لم تعد خافية ضرورة أن تبادر الجهات المسؤولة عن قيادة المجتمع إلى إيجاد الصيغ المناسبة لإشراك الشباب في الحياة العامة وإعطائهم فرصة التعبير عن أنفسهم بما يحقق الاستفادة من طاقاتهم وإبداعاتهم.. من الظلم للشباب وما يمثلونه من قيم وطاقات وأفكار أن نحصرهم في النماذج "الهامشية" التي تطاردهم الهيئة في الأسواق والأماكن العامة ونفرض عليهم ماذا يلبسون وماذا يسمعون.. لنخرج من هذه الحلقة المفرغة إذا أردنا أن نتفاعل مع العصر ونستثمر طاقات أبنائنا وبناتنا و نقترب منهم ونعرف مساحة حضورهم وقوة تأثيرهم وقدرتهم على تحريك البيئات الساكنة وتعديل مجرى الأحداث وقيادتها.. هذه القدرات يحسن بالعقلاء أن يقتربوا منها ويتحسسوا مطالبها حتى لا "تنفصم" عرى العلاقة معها وحينها سيصبح الجهد مضاعفاً للحاق بها وتصبح تكاليف إعادة اللحمة وإزالة الاتصال كبيرة"، ويضيف الكاتب محذراً: "المنطقة من حولنا تدخل "مزاجاً" جديداً وحيوية صاعدة والشباب هم وقودها وطاقتها وقادتها.. وإذا لم نحسن التعامل مع هذا الواقع بكل جديده وحيويته واندفاعه فقد تكون التكاليف باهظة والخسارة كبيرة"، وينهي الكاتب باقتراح أن تتبنى إمارة مكة فكرة "إقامة ملتقى للشباب يدرس قضايا الوطن وهموم الشباب وكيف يمكن استثمار طاقاتهم والبحث عن نقاط الالتقاء مع جيل الآباء؟ آمل أن أرى هذه الخطوة قريباً حتى نزيل من فكر الشباب ومشاعره فكرة تجاهلهم".