يعاني "منتزه الملك عبدالعزيز" بعشيرة، الواقع على مجرى وادي العقيق الشهير الذي يبعد عن محافظة الطائف نحو "70" كيلومتراً باتجاه الشمال؛ إهمالاً واضحاً شوَّه أهميته التاريخيّة التي تجسد حقبةً مهمة في حياة المؤسس "الملك عبدالعزيز"- رحمه الله-؛ حيث كان يتخذه محطة ومخيماً عندما كان يقصد مكةالمكرمة. ويحتوي "منتزه الملك عبدالعزيز" بمركز عشيرة على أربع آبار تاريخيّة، ولوحة تذكاريّة توضح تاريخ حفرها عام 1350ه، وبقايا محطة قديمة للوقود التي كانت تزود مركبات الحجاج المتجهين إلى مكةالمكرمة.
"سبق" نفذت جولة ورصدت بالصور الإهمال الذي طال أرجاء المنتزه الذي يحمل اسم الملك عبدالعزيز، ولم يجد الاهتمام من الجهات المعنية بالمحافظة عليه وتطويره، وذلك على الرغم من مرور أكثر من "14" عاماً؛ حيث لم يشهد أيّ تطوير أو اهتمام، وأصبح مسرحاً للمراهقين العابثين الذين شوهوا جدران مسجده بالكتابات الصبيانيّة، وتراكم الأوساخ على أبوابه في منظرٍ مؤسف.
ورصدت "سبق" صوراً لتهالُك السياج الخارجي المحيط بالمنتزه وتساقط أجزاء منه وضعف العناية بمرافقه بشكل عام؛ إذ رصدت الصور كبينة كهرباء مفتوحة قد تشكل خطراً على زوار المنتزه الذين بدؤوا في هجرانه؛ لعدم وجود ما يجذبهم من ألعابٍ أو خدمات تقدم داخل المنتزه.
وتساءل أهالي مركز عشيرة عن أسباب إهمال "منتزه الملك عبدالعزيز" بعشيرة، على الرغم من إعلان أمانة الطائف أنها أعدت الدراسات والتصاميم للموقع، ونفذت الرفوعات المساحية، ولكن لم يروا أيّ تغيير في واقع منتزههم، وذلك على الرغم من مرور سنوات طويلة على افتتاحه في عام 1422ه.
من جهته، أوضح المدير التنفيذي للسياحة والآثار بمحافظة الطائف "عبدالله السواط" ل"سبق"؛ أنّ "منتزه الملك عبدالعزيز" بعشيرة من الشواهد المهمة في تاريخ دولتنا الرشيدة في عهد المؤسس- رحمه الله تعالى-، وقد حرصت "الهيئة العامة للسياحة والآثار"، وضمن مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري؛ على إحياء جميع المواقع التي شهدها تاريخ المؤسس- رحمه الله-.
وأفاد أن "الهيئة العامة للسياحة والآثار" تعكف- مع أمانة الطائف؛ وفقاً لتوجيهات رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار "الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز"- على إعداد تصور لتطوير المنتزه؛ حيث يجري العمل على إعداد الدراسات اللازمة له ليكون منبراً حضارياً خلال الأعوام المقبلة.