أرجعت جهات طبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا والسويد، الفضل في وصولهم إلى نجاح زراعة الرحم، إلى الطبيبة السعودية وفاء فقيه التي كانت قد أجرت أول عملية زراعة رحم عام 2000م في محافظة جدة، وكانت وجدت بعد ذلك معارضة شديدة من قبل جهات طبية ودينية، لإيقاف هذا النوع من العمليات. وذكر باحثون في السويد أنهم أجروا بعد العملية الأولى في العالم، التي قامت بها الطبيبة السعودية ما يكفي من الأبحاث في السويد وإسبانيا وأمريكا، ونجحوا في زراعة الرحم في العديد من إناث الحيوانات، مشيرين إلى أن الأبحاث كشفت نجاح هذا النوع من الزراعة على البشر. وبدأ فريق طبي بقيادة الدكتور ديل بريور جوزيبي في مدينة نيويوركالأمريكية، واستقبال حالات وافقت على تجربة زراعة الرحم، وتخوف الدكتور ديل من أن تثير هذه العملية مسائل أخلاقية، ويستغلها بعض الذكور في زراعة الرحم لديهم للحمل، وقد تزيد من حالات التزاوج بين الذكور. وأشار الدكتور ذاته إلى أن أول عملية زراعة رحم تمت في السعودية لامرأة تبلغ من العمر (26 سنة)، بعد أن تبرعت لها بالرحم سيدة تبلغ من العمر (46 عاماً)، إلا أنه تمت إزالة الرحم بعد نحو ثلاثة أشهر بسبب تخثر الدم، مؤكداً أن هذه العملية كانت السبب الأول والرئيسي في تجاربهم لزراعة الرحم. يشار إلى أن الطبيبة السعودية التي قامت بإجراء أول عملية زراعة رحم في العالم، واجهت بعد إنجازها هذا الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية، ووصفته بالإنجاز الفريد، معارضة شديدة من قبل أطباء وشخصيات دينية في السعودية، حيث أكدوا عدم رضاهم عن هذا النوع من العمليات. وطالب بعضهم بضرورة سحب عضويتها الطبية، وذكر حينها أطباء سعوديون أن عملية زراعة الرحم التي قامت بها الطبيبة السعودية لا تعد إنجازاً فريداً، فزراعة الرحم ليست بالعملية الصعبة أو المعقدة طبياً، واعتبروها عملية لا تستحق المغامرة وقد تؤثر على سمعة الأطباء السعوديين. وكان مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجدة في الفترة من 17 - 23 شعبان 1410ه الموافق 14 - 20 مارس1990م، وبعد اطلاعه على الأبحاث والتوصيات المتعلقة بموضوع زراعة ونقل الأعضاء التناسلية الذي كان أحد موضوعات الندوة الفقهية الطبية السادسة المنعقدة في الكويت من 23 – 26 ربيع الأول 1410 ه الموافق 23-26/ 10/ 1990م، بالتعاون بين هذا المجمع وبين المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، قرر ما يلي: أولاً: زرع الغدد التناسلية: بما أن الخصية والمبيض يستمران في حمل وإفراز الصفات الوراثية (الشفرة الوراثية) للمنقول منه حتى بعد زرعهما في متلق جديد ، فإن زرعهما محرم شرعاً . ثانياً: زرع أعضاء الجهاز التناسلي: زرع بعض أعضاء الجهاز التناسلي التي لا تنقل الصفات الوراثية، ما عدا العورات المغلظة، جائز لضرورة مشروعة ووفق الضوابط والمعايير الشرعية المبينة في القرار رقم 26 (1/4) لهذا المجمع ، فيما اختلف بعض العلماء المعاصرون حول هذه القضية.