كشف ل "سبق" مدير عام الأمن والسلامة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالقادر تنكل، تفاصيل تنشر لأول مرة عما جرى للطالبات اللاتي احتجزن داخل الجامعة؛ بسبب الأمطار الأربعاء الماضي الذي اصطلح سكان جدة على تسميته ب "الأسود". وسرد تنكل وبالتفصيل كيف تعاملت الجامعة مع ما جرى، مفنداً القصة التي نشرتها "سبق" على لسان إحدى الطالبات بالجامعة. يقول مدير عام الأمن والسلامة في جامعة الملك عبدالعزيز: "منذ أن بدأت الأمطار في الهطول عند الساعة الحادية عشرة، حدث تماس كهربائي في مبنى شؤون الطالبات، وتمت السيطرة عليه في ظرف 15 دقيقة، وعند الساعة الحادية عشرة والنصف، اشتد هطول الأمطار، وبدأت الطالبات في الخروج بنداء من أهاليهن"، وكانت الخطة كما يرويها الدكتور تنكل كالتالي: "بمتابعة مباشرة من مدير الجامعة وبحضور ومتابعة وكلاء الجامعة والدكتور خديجة بادحدح، والدكتورة ريما الطويرقي، والدكتورة هناء النعيم، كانت الخطة أن نبدأ في تجميع الطالبات في 7 مبانٍ حديثة، وكان مبنى الجوهرة وهو مبنى جديد من 3 أدوار هو مكان تجمع طالبات كلية الآداب – الذي تم التطرق إليه في خبر الفتيات - بالإضافة إلى مبان أخرى كالزهراء والمبنى التاسع للفصول الدراسية وغيرها وجميعها من المباني الحديثة". وأضاف تنكل: "قمت بالاتصال بمدير عام الدفاع المدني العميد عبدالله جداوي؛ لأخذ التوجيهات اللازمة، بعدها قامت الجامعة بقطع التيار الكهربائي عن المباني احترازاً لحدوث تماس كهربائي بفعل الأمطار الغزيرة، حيث لم يقطع التيار الكهربائي بفعل خلل كما أشيع. وبعد نقل الطالبات للمباني السبعة كانت الخطة تشير إلى نقلهن إلى 3 مبانٍ فقط، ومنها إلى سكن الطالبات، وتابع الدكتور تنكل: "تم منع الطالبات من الدخول إلى المناطق الغربية من الجامعة؛ لكونها منخفضة وستكون عرضة للسيول، بعد ذلك بدأت الجامعة في تفويج الطالبات إلى المباني الثلاثة بواسطة أكثر من 20 حافلة، حيث تمت الاستعانة بحافلات المستشفى والخدمات لنقل الطالبات إلى السكن، وتم تقسيمهن في السكن كالتالي: الطالبات اللاتي لديهن معارف يذهبن لغرف زميلاتهن، واللاتي لا يعرفن أحداً تم تقسيمهن داخل السكن إلى عمائر الضيافة والملعب المركزي ومباني كليات الطب كاملة، وتم تزويد المباني والسكن ببطانيات تم شراؤها من الأسواق المحيطة بالجامعة مع الإشارة لصعوبة التنقل بفعل الأمطار، إضافة إلى وجبات عشاء لجميع الطالبات، ونفى تنكل أن يكون هناك تفرقة في الوجبات بين الطالبات والأستاذات. وبلغ عدد الطالبات اللاتي تم تفوجيهن أكثر من 3 آلاف طالبة مكثن في السكن حتى الحادية عشرة ليلاً، وفي هذه الأثناء تلقى الدكتور تنكل اتصالاً من النقيب المسؤول عن حركة السير يفيده بأن أجزاء من الشوارع آمنة وأجزاء أخرى خطرة، حيث كان الخروج لمناطق جنوبجدة متاحاً وعلى العكس من ذلك كان الخروج للمناطق الشمالية صعباً، وعلى أثر ذلك تم إيصال الطالبات في المناطق التي سمح المرور والدفاع المدني بسلكها. وأكد الدكتور تنكل أنه تم منع الطالبات من سان الأحياء الشمالية من الخروج، كما ذهبت الطالبات اللاتي تمكن أولياء أمورهن من الوصول للجامعة بأخذهن بعد التأكد من هوياتهم. وعند الثانية عشرة ليلاً بقي قرابة الألفي طالبة ممن قضين ليلتهن داخل السكن الجامعي، لتبدأ رحلات التفويج منذ التاسعة والنصف من صباح الخميس وحتى الثالثة عصراً، وقال تنكل: "جهزنا 24 حافلة كوستر من الليل، ووضعت الملصقات المخصصة على كل حافلة باسم الحي، كما قمنا بتجهيز الحافلات بوجبات الإفطار والمياه والعصيرات وبكشوفات بأسماء الطالبات وتم تكليف رجل أمن بجهاز لاسلكي للذهاب مع كل حافلة، وكانت آلية تسليم الطالبات لأهاليهن كالتالي: يوقع كل ولي أمر على الكشف الخاص والطالبة التي يتعذر الوصول لمنزلها بفعل السيول تعود للجامعة ولا تترك أبداً". وعند الساعة الثالثة عصراً، ودعت كل من الدكتورة خديجة بادحدح والدكتورة فتحية الميمني آخر طالبتين، وقال تنكل: "تم التأكد من أن المباني لا يوجد بها أي طالبة، فتأكدنا من إفراغ شطر الطالبات مبنى مبنى وفصلاً فصلاً وغرفةً غرفة وأغلقناها بالكامل. وأضاف: "نحن لا نقول هذا من باب المنة لكن هذا واجبنا". وعما تردد عن وجود حالات إجهاض، قال مدير عام الأمن والسلامة في جامعة الملك عبدالعزيز: "نقلنا 6 طالبات حوامل للمستشفى الجامعي ولم تحدث لأي منهن حالة إجهاض، فيما أرسلنا طبيبتين للإقامة في سكن الطالبات في حالة حصول أي ظرف لا قدر الله". وعن قصة الطالبات الأربع التي قامت "سبق" بنشرها، قال الدكتور تنكل: "عاينت بنفسي قصة الطالبة، والذي حدث هو كالتالي والكلام للدكتور تنكل: "كانت الطالبة تصور الأستاذات والمشرفات اللاتي كن ينسقن مع بعض المسؤولين عن حركة تفويج الطالبات، بيد أن الطالبة كانت تتلفظ بألفاظ خادشة للحياء على الأستاذات؛ الأمر الذي جعل المسؤولة تطلب منها حذف المقطع ولم تستجب الطالبة، بل سقطت على الأرض من ذاتها، وتم سحب الجوال منها، وقامت بعدها لتنقض على سيدة من سيدات الأمن؛ الأمر الذي جعل عباءتها تنكشف، وفي ذات الوقت كانت أختها تتلفظ بألفاظ بذيئة على الأستاذات؛ ما استدعى سحب بطائقهن وإرسالهن للعميدة وتم إيصالهن لمكتب العميدة بسيارة قولف كار". ونفى تنكل أن يكن الطالبات قد تركن في الرصيف بعد ذلك، وقال إنه عند الساعة الحادية عشرة، أتت ذات الطالبة إليه، وقالت إنها لم تستطع الاتصال بأهلها كون جوالها مع العميدة، وعندما طلب منها الدكتور الاتصال بأهلها من أي هاتف، قالت إنها لا تعرف أرقام التليفونات. وأضاف تنكل: "اتصلت حينها بالعميدة التي كانت محتجزة في أحد الطرق وكنت مستعداً - والكلام لتنكل - للذهاب لإحضار هاتف الفتاة من بيتها لكن تعذر الوصول للعميدة؛ بسبب أنها علقت وسط زحام بفعل الأمطار". وعن منع الفتاة وزميلاتها من الخروج مع الحافلة كما ذكرت ل "سبق"، أكد تنكل ذلك، وقال إن المنع كان من مصلحتهن، حيث إنهن كن يسكن في مناطق شمال جدة وهي المناطق التي حذر الدفاع المدني من الذهاب لها في ذلك الوقت الذي أرادت الطالبات الخروج فيه، وقال: "عند الرابعة فجراً أتى زوج الفتاة برفقة والدتها للجامعة، وقاموا بأخذها وعندما اعترض زوجها على سحب الجوال طلبت منه الحضور للجامعة السبت المقبل ليريه المقاطع التي صورتها الفتاة، والتي كانت تتلفظ فيها على الأستاذات بألفاظ بذيئة". وتابع تنكل: "نحن اجتهدنا ولم يقم أي من موظفينا بخلع عباءة أحد وقد قمنا بسحب الجوال للأسباب القانونية التالية؛ لأنها صورت أوجه أستاذات أثناء العمل، ولأن الجوال المصاحب للكاميرا ممنوع من الأساس استخدامه داخل مباني الجامعة للبنات، وقد طلبنا من الطالبة التوجه لمكتب العميدة والكلام مستمر لتنكل بسبب تلفظها بألفاظ بذيئة، علماً بأن الطالبة رفضت تدخلنا فأمرنا بتحويلها للعميدة الدكتورة هناء النعيم". وختم تنكل حديثه بالقول إن الجامعة تقدر الحالة النفسية للطالبات، وخاطبهن قائلاً: "نعتذر منهن إن حصل منا أي خطأ كما نلتمس العذر لهن في التصرفات، لكن نعتب على بناتنا فقد كان من الأولى في ذاك الوقت لو أخبرننا بأي إشكال، لكنا اتخذنا الإجراء اللازم، حيث مكثنا تلك الليلة مع عدد من المسؤولين والمسؤولات داخل أروقة الجامعة، وهذا واجب من واجباتنا التي نفخر بها".