كشف والد الطالبة غادة العمراني التي توفيت ظهر أمس نتيجة حادثة دهس من الحافلة المدرسية التي تقلها لمنزلها، تفاصيل الواقعة المؤلمة التي شهدتها محافظة حقل، والحوار الذي دار بينه وبين قائد الحافلة المتسبب بوفاة ابنته. وقال سلامة عطالله العمراني "والد الطالبة" ل "سبق": حرصت على إيصال ابنتي غادة للمدرسة صباح أمس، ثم ذهبت لقضاء أعمالي، وحين اقترب موعد خروجها من المدرسة ذهبت إلى المدرسة ووقفت أمام بوابة المدرسة لإيصالها للمنزل إلا أن مكالمة وردتني عن وصول ضيوف لدي في المنزل، فاضطررت للمغادرة على أن تحضر "غادة" مع الحافلة.
وتابع: بعد فترة وجيزة وصلني نبأ وفاتها "رحمها الله" وجاء ذلك أثناء نزولها من الباب الخلفي للحافلة، حيث تعثرت عباءتها ولم ينتبه لها قائد الحافلة ودهسها وتوفيت على الفور نتيجة إصابة بالغة جداً برأسها.
وأضاف: بعد الحادثة أصيب قائد الحافلة بانهيار "شفاه الله" جراء ما شاهده وهو منظر مؤلم لا شك، أسأل الله السلامة لكل مسلم، ثم سلمت أمري لله تعالى واستلمت جثة ابنتي من مستشفى حقل العام بعد الحادثة بساعات بسيطة، وغُسلت وكُفنت وصلينا عليها بعد صلاة عصر أمس الأربعاء، ودفنتها في مقبرة حقل.
وأردف: بعد الصلاة عليها تنازلت عن قائد الحافلة لوجه الله تعالى، بعد أن اطمأننت على صحته، وأنا مؤمن بأن ما حدث لابنتي قضاء وقدر، لا أحد يستطيع رده، وقد قلت لسائق الحافلة إنني "مسامحك دنيا وآخرة" وهذا أمر الله وأنا على يقين تام بأن العوض من الله.
وبين العمراني: لدي من الأولاد ستة، أربعة ذكور وبنتان، غادة رحمها الله وهي متفوقة في دراستها، وأختها الصغرى سجلتها أمس الأربعاء في المدرسة، والحمد لله، فأمر المؤمن كله خير، وأقدم شكري لصحيفة "سبق" لحرصها على تعزيتي.
بدورها استقصت "سبق" عن حال المواطن "العمراني" واتضح أنه موظف في الجمارك السعودية بمنفذ الدرة الحدودي في المرتبة الخامسة، ويسكن في منزل مستأجر، وقد اضطر لبيع سيارته التي كان يملكها بنظام التقسيط، بعد تعرض أحد أبنائه لحادث مروري فيها قبل شهر، وأصيب جراء الحادث بكسر في الفخذ.
من جانبه قدّم المدير العام للتعليم في منطقة تبوك بالإنابة الدكتور عمر بن أحمد أبو هاشم بالغ تعازيه ومواساته لوالد الطالبة "غادة سلامة العمراني" بالصف الأول المتوسط، التي تعرضت لحادث دهس أمس الأربعاء أثناء نزولها من الحافلة بمحافظة حقل، وذلك خلال اتصال هاتفي مساء اليوم بوالد الطالبة، حيث عبر الدكتور أبو هاشم عن بالغ الأسى والحزن لهذا المصاب، داعياً الله تعالى أن يجعلها شفيعة لوالديها، وأن يلهم أسرتها الصبر والسلوان، كما نقل تعازي ومواساة مدير تعليم تبوك الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان وكافة الوسط التعليمي بالمنطقة لوالد وأسرة الطالبة.