وافى الأجل المحتوم الطالبة لين علي عبدالله البدواني التي تدرس بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمركز الوسقة، بعد أن تعرضت لحادث دهس من قبل سائق الحافلة التي تقلها يوميا من منزلها لمدرستها. فأثناء عودتها ونزولها أمام منزلها بقرية البدوان بمركز الوسقة 37 كم جنوب محافظة الليث، تعرضت للسقوط على الأرض بعد أن علق مريولها بالحافلة، ورغم صراخ زميلاتها لتنبيه السائق، الا أن لين قضت نحبها تحت عجلات الحافلة. والد لين علي البدواني قال والدموع تنهمر من عينيه: «حاولت إنقاذ ابنتي وفلذة كبدي وذلك بنقلها لمركز صحي الوسقة ولكن القضاء والقدر كان أسرع، حيث إنها على ما يبدو لفظت أنفاسها الأخيرة بموقع الحادث، تحت عجلات الحافلة التي كانت تقلها لمدرستها». واضاف: «سائق الحافلة لم يشاهد لين كي يتفادى دهسها، ولذا لم يتمكن من إيقاف الحافلة إلا على صيحات الطالبات.. لكن بعد فوات الأوان، والحمد لله على كل حال». ودعا البدواني الله عز وجل، أن يتغمد لين برحمته، وأن يحفظ له ابنتيه المتبقيتين. من جهته قال «خال لين» المعلم أحمد علي البدواني، إن ابنة أخته كانت من الطالبات المتفوقات والمتميزات دراسيا، وتحلم بأن تحفظ كتاب الله وأن تصبح معلمة لتحفيظ القرآن الكريم. الجدير بالذكر أن مرور الليث باشر الحادث، وتم نقل جثمان الطالبة لمستشفى الليث العام لحين الانتهاء من إجراءات الدفن. فيما تم اطلاق سراح سائق الحافلة البالغ من العمر 55 عاما بعد تنازل والد الطالبة عنه لوجه الله، لقناعته بعدم تعمد السائق دهس ابنته، بل كان قضاء وقدرا. يذكر أن حادثة دهس لين تعد الحادثة الثانية خلال عامين على مستوى محافظة الليث، حيث سبق أن توفيت العام المنصرم طالبة بالمرحلة الثانوية بقرية غميقة شرق المحافظة. وعلى الجانب الآخر قدمت أسرة التربية والتعليم بمحافظة الليث أحر التعازي والمواساة إلى أسرة الطالبة لين علي عبد الله البدواني، حيث قام مدير التربية والتعليم بمحافظة الليث مرعي محمد البركاتي بزيارة لمنزل الطالبة بقرية البدوان بمركز الوسقة برفقة عدد منسوبي إدارة التعليم، قدم خلالها التعازي لوالد الطالبة وذويها نيابة عن سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله ومسؤولي الوزارة، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته ويسكنها فسيح جناته. كما قامت مساعدة مدير التربية والتعليم للشؤون التعليمية بمحافظة الليث (بنات) أفراح باحارث، ومجموعة من رئيسات الأقسام والمشرفات التربويات بتعليم المحافظة، إلى جانب مديرة مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمركز الوسقة خديجة النعيري وجمع من معلمات المدرسة، بزيارة لمنزل الطالبة لين وتقديم التعازي لذويها. وقد خيم الحزن على مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمركز الوسقة، بعد أن أجهش العديد من الطالبات والمعلمات بالبكاء لفقد لين، مما دفع بمديرة المدرسة خديجة النعيري إلى إيقاف الطابور الصباحي وعلى الفور قامت بإعداد برنامج بالتعاون مع المعلمات والإرشاد الطلابي بالمدرسة لتهيئة الطالبات نفسيا وتربويا وإخراجهن من حالة الحزن التي سيطرت على أجواء المدرسة. فيما ناشد أولياء أمور الطالبات المسؤولين بتعليم الليث والشركة المتعهدة بنقل الطالبات بتوجيه التعليمات للسائقين بتوخي الحذر والانتباه أثناء نقل الطالبات واختيار السائقين المتميزين ممن يجيدون قيادة حافلات نقل الطالبات.