برعاية وزير التعليم العالي افتتح صباح اليوم الثلاثاء معالي الدكتور علي بن سليمان العطية نائب وزير التعليم العالي ورشة العمل الثانية عن المباني والمدن الجامعية الذكية في قاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مقر وزارة التعليم العالي في الرياض، التي ترعاها صحيفة "سبق" الإلكترونية، إعلاميا.ً وأوضح معالي الدكتور العطية، أن الوزارة تهدف من خلال هذه الورشة إلى تحقيق الريادة في مجال تطوير المدن الجامعية السعودية، واعتماد أفضل الأساليب العالمية في التعليم العالي، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وتسخير التطور التقني والازدهار المعرفي لخدمة التعليم العالي، مشيراً إلى أن المملكة تشهد نهضة تنموية شاملة بكافة مكوناتها، وذلك بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لتحقيق رؤية تنموية أساسها العنصر البشري المؤهل تأهيلاً معرفياً ومهارياً وسلوكياً. وأضاف أن الوزارة عملت على تحسين الأداء الإلكتروني، وإنجاز المهام الإدارية والأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والمبتعثين والجامعات من خلال تطوير اثنتين وعشرين منظومة، كما يبلغ متوسط ما تقدمه الجامعات من البرامج التدريبية والتأهيلية التي يحتاج إليها سوق العمل نحو 650 دورة وبرنامجاً سنوياً، يستفيد منها أكثر من 20 ألف متدرب ومتدربة، وفي مجال المواءمة مع سوق العمل. وأشار معالي نائب الوزير إلى مساهمة الوزارة في صناعة مجتمع المعرفة، وبناء اقتصاد يقوم على الاستثمار في المعرفة، من خلال تنمية البحث العلمي التطبيقي، وتوفير البيئة المناسبة له، والمتمثلة في إنشاء عدد من مراكز التميز البحثي، وكراسي البحث العلمي في عدد من الجامعات، وبرامج استقطاب المتميزين من العلماء والباحثين، وإنشاء الحدائق العلمية وحاضنات التقنية، وتنويع مصادر البحث العلمي، واستحداث مؤشرات لقياس أداء البحث العلمي. من جانبه، أكد وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات الدكتور عبدالقادر بن عبدالله الفنتوخ، أن الورشة تهدف إلى بناء معايير وأطر تنظيمية وآليات لتطبيق مفاهيم المدن الجامعية الذكية، والتعريف بمفهوم المدن الجامعية الذكية ودورها في ازدهار العملية التعليمية، وتحسين مخرجاتها وعلاقتها الوثيقة بالمجتمع المعرفي، كيفية التحول من المدن الجامعية التقليدية إلى المدن الجامعية الذكية، بالإضافة إلى عرض أبرز تطبيقات استخدام المدن الجامعية الذكية، فيما يتعلق بالعملية التعليمية والبحثية. وقال الدكتور الفنتوخ إن بناء المدن الجامعية الذكية ليس ترفاً حضارياً، بل هو ضرورة من أجل المستقبل، لتوفير بيئة تعليمية صحية للأجيال القادمة, مضيفاً أن الطلاب والمدرسين يقضون أكثر من 70% من وقتهم في المدينة الجامعية, وهو ما يتطلب الاهتمام بهذه المدن, وطالب الجامعات السعودية العمل على تحويل مدنها الجامعية إلى مدن ذكية لتصبح معرفة تنتج المعرفة، وتنشرها وتقود المجتمع إلى توظيفها، وبذلك تكون الجامعات المرجع الرئيس للمعرفة، وتكون مؤثرة على المجتمع من حولها ومهتمة بقضاياه. مضيفاً أن الوزارة تتطلع من خلال مشروع المدن الذكية لتحقيق البنية التحتية التي تتضمن إقامة بنية عالية المستوى في المؤسسات التعليمية بجميع أنحاء المملكة, وتعزيز إنتاجية المستخدم وسهولة الاستخدام، وزيادة أداء المدن الجامعية والمؤسسات التعليمية, إضافة إلى بناء المستقبل وإثبات أن المدن الجامعية الذكية قابلة للعمل بكفاءة لمدة أطول مع انخفاض التكاليف التشغيلية, وبناء شبكة موحدة للوزارة تصل فيما بين جميع قطاعاتها, وتخفيض الهدر في مصروفات المدن الجامعية عامة والاستفادة المثلى من كافة الموارد. كما تهدف الوزارة إلى تطوير أدوات التعليم والبحث العلمي من خلال وضع مفاهيم جديدة للتعليم تذيب جدران الصفوف الدراسية وتعمق مفهوم البحث العلمي, ووضع نهاية لمفهوم مختبرات الحاسب الآلي, والاستفادة من التقنيات الحديثة لتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس والطلاب في آن واحد، بالإضافة إلى البيئة المستدامة للمباني الذكية.